٢٢‏/٠٥‏/٢٠٢٥، ٩:٠٨ م

كاتب باكستاني ل"مهر"؛

زيارة لا تُنسى للشهيد رئيسي إلى باكستان رغم المعارضة الأمريكية القوية

زيارة لا تُنسى للشهيد رئيسي إلى باكستان رغم المعارضة الأمريكية القوية

قام آية الله إبراهيم رئيسي بزيارته الأخيرة والأكثر تاريخية إلى باكستان قبل شهر من استشهاده. كانت هذه الزيارة لا تُنسى وفريدة من نوعها في الكثير من النواحي.

وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية: أرسل الكاتب والصحفي الباكستاني "توقير كهرل" مقال خاص بعنوان "آخر رحلة لا تنسى للشهيد رئيسي إلى باكستان على الرغم من المعارضة الأمريكية القوية" إلى موقع وكالة مهر للأنباء باللغة الأردية، وفيما يلي ترجمة النص الكامل:

انتقل إلى رحمة الله تعالى العالم المجاهد خادم الإمام الرضا (عليه السلام) وخادم الأمة الإسلامية القائد الثوري العظيم آية الله الدكتور السيد إبراهيم رئيسي. وتعتبر هذه المأساة خسارة فادحة لا يمكن تعويضها ليس فقط للأمة الإيرانية، بل للأمة الإسلامية أيضاً.

حتى بعد مرور عام، لم يلتئم هذا الجرح. لقد أفنى ابن الثورة حياته في سبيل شرف الأمة الإسلامية، ونصرة المظلومين، وتحرير فلسطين، ومساعدة المظلومين والمستضعفين. لقد أحزن الاستشهاد المفاجئ للسيد إبراهيم رئيسي قلوب الأحرار والمناهضين للاستعمار وأصحاب القلوب النقية في جميع أنحاء العالم.

حلم الأمة الباكستانية الذي لم يتحقق

اعتبر محللون زيارة الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي إلى باكستان إيجابية وواعدة. قام آية الله رئيسي برحلته الأخيرة والأكثر تاريخية إلى باكستان قبل شهر من استشهاده. كانت هذه الرحلة لا تُنسى وفريدة من نوعها في كثير من النواحي. وقد أعرب خلال هذه الزيارة عن رغبته في مخاطبة الأمة الباكستانية بشكل مباشر، وكانت الأمة الباكستانية تنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر، إلا أنه لسبب ما لم يتحقق. للأسف، في 19 مايو 2024، استشهد آية الله السيد إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية، وحزن الشعب الباكستاني الذي كان ينتظر الخطاب الثمين لهذا الزعيم للأمة الإسلامية. واعتبرت هذه الزيارة بمثابة بداية فصل جديد في العلاقات الإيرانية الباكستانية، حيث جرت خلالها مناقشات مهمة حول القضايا الثنائية، ومشروع خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان، والتطورات في الشرق الأوسط.

وقد أرست لقاءاته مع المسؤولين الباكستانيين، ومن بينهم الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف، الأساس لمزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين.

وأثار استشهاد آية الله رئيسي موجة من الحزن والتعاطف بين الشعب الباكستاني والمسؤولين. وهو شعور انعكس بوضوح على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تذكر الناس قربه الصادق من الشعب الباكستاني وذكرياته عن رحلته.

رغم أن الرحلة لم تستغرق سوى يومين، إلا أن الكثير من الاعمال حدث في هذا الوقت القصير. وقد تركت اللقاءات مع القادة العسكريين والسياسيين الباكستانيين وزيارة المؤسسات المختلفة أثراً عميقاً وإيجابياً على العلاقات الثنائية.

بعد الهجوم التاريخي الذي شنته إيران على الكيان الصهيوني، رغب الشباب والكبار والأطفال الباكستانيون بفارغ الصبر في لقاء الرئيس الشهيد آية الله رئيسي عن قرب، وسماع كلماته، والتعبير عن مشاعرهم. في الماضي، كان هناك تقليد جيد مفاده أنه عندما يزور رؤساء الدول باكستان، يجب أن يلقوا خطابًا عامًا واحدًا على الأقل في لاهور.

لقد سافر فائد الثورة آية الله الخامنئي، عندما كان رئيسًا لإيران، إلى باكستان في عهد ضياء الحق، وأقيمت له مراسم استقبال تاريخية وحفل استقبال كبير. وكان استقبال الشعب الباكستاني لقائد الثورة بنفس مستوى الاستقبال الذي حظي به يوم وصول الإمام (رحمه الله) إلى الوطن. كما ألقى الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي خطاباً عاماً للشعب أثناء حكم الجنرال مشرف. وحتى خلال زيارة الرئيس حسن روحاني، التي تزامنت مع رئاسة الجنرال رحيل شريف لجيش باكستان، استمر هذا التقليد، على الرغم من إثارة بعض القضايا الحساسة وظهور علامات الاعتماد على أميركا.

وخلال زيارة الرئيس الشهيد آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى باكستان، تعرضت الحكومة الباكستانية لضغوط علنية وخفيّة من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية. إلا أن الرحلة تمت بنجاح كبير وسجلت كنقطة تحول في العلاقات بين البلدين.

تنفيذ اتفاقيات سفر الرئيس الشهيد تكريما له

إن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال هذه الزيارة، إذا ما تم تنفيذها بعزم وجدية، ستكون بلا شك تكريماً حقيقياً لمكانة الشهيد رئيسي، وستعتبر استمراراً لمسيرة مسيرته في تعزيز العلاقات بين الأمة الإسلامية.

والنقطة البارزة في هذه الرحلة هي أن زيارة الرئيس الإيراني أثارت غضباً ورد فعل حاداً من جانب الحكومة الأميركية. ولم تشعر الإمبريالية الأميركية وحدها بالغضب وعدم الارتياح بسبب هذا التقارب بين إيران وباكستان، بل حتى المرتزقة الأميركيون.

وتظهر ردود الفعل هذه أن زيارة الشهيد رئيسي للجمهورية الإسلامية الباكستانية لم تكن مجرد زيارة دبلوماسية، بل كانت خطوة فعالة نحو الاستقلال الإقليمي ومواجهة الهيمنة الأجنبية.

ربيع العلاقات الإيرانية الباكستانية – نظرة سريعة

كانت زيارة الشهيد آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى باكستان التي استغرقت ثلاثة أيام هي أول رحلة خارجية له في العام الشمسي الجديد وأول زيارة له بعد تشكيل الحكومة الجديدة في باكستان. وتعتبر هذه الزيارة دليلا واضحا على أهمية العلاقات الثنائية وعزم إيران على تعزيز سياستها الجوارية، كما فتحت أفقاً جديداً في العلاقات بين طهران وإسلام آباد.

ونظراً للتشابه الثقافي والتاريخي والجغرافي، فإن إيران وباكستان تتمتعان بإمكانات كبيرة للتعاون في مجالات مثل الطاقة والتجارة الحدودية والاتصالات والأمن.

وفي مجال الطاقة، يمكن للتعاون في نقل الموارد وتطوير البنية التحتية أن يعزز أمن الطاقة في البلدين. وفي قطاع الأمن، يعد التنسيق لمكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات العابرة للحدود ضرورة حتمية، خاصة في ظل الوضع غير المستقر في أفغانستان، والذي يؤثر بشكل مباشر على البلدين.

ومن ناحية أخرى، فإن وحدة إيران وباكستان بشأن القضايا الحساسة في العالم الإسلامي، وخاصة دعم الشعب الفلسطيني ضد جرائم الكيان الصهيوني، يمكن أن تشكل جبهة قوية ضد الغطرسة العالمية.

لقد أدت الجهود الخارجية لتقسيم المنطقة وزعزعة استقرارها إلى مضاعفة الحاجة إلى التضامن بين طهران وإسلام آباد. ويعد تبادل المعلومات وتنسيق الحدود والتعاون بشأن القضايا الإنسانية والأمنية، وخاصة فيما يتصل بأفغانستان، أولويات مهمة يجب متابعتها على محمل الجد.

وبشكل عام فإن تعزيز التعاون بين إيران وباكستان لا يخدم المصالح المتبادلة فحسب، بل يهدف أيضا إلى استقرار وتنمية المنطقة بأكملها.

وفي المجمل، تم توقيع ثماني مذكرات تفاهم مهمة بين إيران وباكستان خلال هذه الزيارة التاريخية. ومن الإنجازات المهمة لهذه الزيارة الاتفاق على زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار، وهو ما يعتبر خطوة ثورية نحو الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

ولم تكن هذه الرحلة ناجحة من الناحية الدبلوماسية فحسب، بل لعبت أيضاً دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات الودية بين البلدين المسلمين الشقيقين إيران وباكستان.

رمز الخبر 1958331

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha