وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال سيد علي موسوي، السفير الإيراني لدى المملكة المتحدة، في مقابلة مع البرنامج الوثائقي "فرونت لاين" على قناة بي بي إس، والذي بُثّ في 15 يوليو/تموز، ونُشرت أجزاء منه على صفحة السفارة الإيرانية على موقع التواصل الاجتماعي إكس: "لطالما كان البرنامج النووي الإيراني سلميًا تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا ما أكدته تقارير الوكالة".
تابع موسوي، بشأن المطالبة المفرطة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"التخصيب الصفري" في إيران، قائلاً: التخصيب حقٌّ لجميع الدول مقابل معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT). كان تخصيب اليورانيوم في إيران تحت إشراف الوكالة، وكان مخصصًا حصرًا للأغراض السلمية، مثل البحث والتطوير وعلاج بعض الأمراض.
وفي إشارة إلى الانسحاب الأحادي لإدارة ترامب الأولى من الاتفاق النووي عام 2018 بذريعة عدم اكتماله، والسعي إلى التوصل إلى اتفاق "أفضل وأقوى" مع إيران، قال: "كان لدينا اتفاق بشأن البرنامج النووي، وهو خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). كان هذا الاتفاق إنجازًا عظيمًا في تاريخ الدبلوماسية، وحظي بترحيب المجتمع الدولي بأسره، على الرغم من أن الرئيس ترامب، للأسف، دمّر هذا الإنجاز تمامًا، كما لم تفِ الدول الأوروبية بمسؤولياتها فيه".
جاءت تصريحات موسوي بعد توقف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على إيران، نتيجةً للهجوم العدواني الذي شنّه الكيان الصهيوني على السيادة الوطنية الإيرانية وسلامة أراضيها، بموافقة ودعم كامل من الولايات المتحدة.
تدخلت الحكومة الأمريكية مباشرةً في الحرب بقصف المنشآت النووية الإيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو. وأفادت طهران بأن المنشآت لحقت بها أضرار جسيمة، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت بأنه لم يُلاحظ أي ارتفاع في مستويات الإشعاع الخارجي.
لا تزال واشنطن تُصرّ على موقفها القائم على عدم التخصيب، على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين على أن المعرفة النووية الإيرانية الأصيلة وإنتاج الطاقة النووية السلمية حقٌّ لإيران ولا يُمكن تجاهله.
على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين على أنهم لم يتراجعوا قط عن المفاوضات، وأنهم على استعداد لمواصلة العملية الدبلوماسية لحل القضية النووية الإيرانية، إلا أنهم أكدوا أن هذا يتطلب الحصول على ضمانات بعدم تكرار الهجمات العدوانية.

غياب مصداقية الدبلوماسية بالهجمات العدوانية على إيران في خضم محادثات طهران وواشنطن
في جانب آخر من المقابلة، صرّح موسوي: لطالما آمنّا بالمفاوضات والحوار. كنا في خضمّ المفاوضات عندما هاجمنا الكيان الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة. لقد دمّر هذا الكيان والولايات المتحدة مصداقية الدبلوماسية ونظام حظر الانتشار النووي.
وقال السفير الإيراني: نؤمن بأن الدبلوماسية هي أفضل سبيل لحل النزاعات، لكن يجب أن نتأكد و يضمن لنا ألا تكون المفاوضات غطاءً لنوايا متعجرفة حقيقية أو أداةً للاحتيال.
وصرح موسوي بشأن صمود الشعب الإيراني في وجه العدو المعتدي في الحرب المفروضة عليه مؤخرًا ودفاعه عن مصالحه الوطنية: "إن سوء تقدير الكيان الصهيوني للأمة الإيرانية لم يُحقق أحلامه. نحن أقوياء بما يكفي للدفاع عن بلدنا ومصالحنا الوطنية وشعبنا".
وقال أيضًا: إذا تأكدنا أن المفاوضات تكون حقيقية ونزيهة، فسنتفاوض. في الوقت نفسه، فإن شعبنا وقواتنا العسكرية على أهبة الاستعداد للرد على أي عدوان على بلدنا والدفاع عن أنفسنا بعون الله.
ردّت القوات المسلحة الإيرانية على هذا العدوان بمهاجمة أهداف محددة في الأراضي المحتلة وقاعدة "العديد" للقوات الامريكية في قطر خلال عمليتي "الوعد الصادق 3" و"بشرة فاتح" المنفصلتين.

إيران تدعم جميع الحركات التحررية في العالم
وقال عن أنشطة حركات المقاومة في المنطقة: "جميع الحركات والجماعات، مثل حماس وحزب الله، وغيرها من منظمات التحرير المشروعة التي لها جذورها في تاريخ مقاومة الاحتلال الصهيوني. نحن ندعم جميع الحركات التحررية وفقًا للمعايير الدولية، ليس فقط في المنطقة، بل أيضًا في جنوب إفريقيا وناميبيا وحول العالم".
وقال السفير الإيراني لدى المملكة المتحدة: "سياستنا واضحة؛ نعتقد أن جميع الشعب الفلسطيني، بمن فيهم المسلمون واليهود وغيرهم، يجب أن يحصلوا على حق تقرير المصير من خلال استفتاء ديمقراطي".
ومع ذلك، صرّح قائلاً: "إنّ فصائل التحرير في المنطقة ليست قواتٍ تابعةً لنا. إنها تعمل باستقلالية وتسعى إلى تقرير مصيرها وتحرير بلادها من المحتلين".
/انتهى/
تعليقك