وكالة مهر للأنباء_ نسرين نجم: إن لعبة صناعة وهندسة العقول وتكوين اتجاهات الرأي العام بما يتناسب مع الجهة الهادفة لكسب الوعي الجمعي لصالحها، هي المسيطرة في أيامنا الحالية والمتحكمة في الحروب القادمة.. وللاسف لم تعد المعايير الاخلاقية والانسانية موجودة كمعيار يضبط ويحترم خصوصية مجتمع ما وعاداته وتقاليده وثقافته وعقائده، لا بل أصبح عند هذه الجهات المعادية اي الادارة الاميركية والكيان الغاصب أدوات لمحاربة أفراد المجتمع من خلالها، وذلك عبر ضربها وتشويهها بخلق اضاليل تسعى لتكون "حقائق" في العقل الجمعي، ويتم تثبيتها عبر الضغط الاعلامي أي تكرار نفس الفكرة وعلى عدة محاور وجهات اعلامية سياسية وفنية واقتصادية سيما ان هناك ميزانية مالية هائلة وضخمة لوسائل الاعلام وللعالم الافتراضي وادواته، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أفاد موقع " دروب سايت نيوز" بأن شركة Google بموجب عقد مدته 6 أشهر بقيمة 4.5 مليون دولار ابرمته مع نتنياهو تساهم في الترويج لرسائل حكومة الاحتلال، والتقليل من شأن الازمة الانسانية في غزة، ووفقا للتقرير فإن هذه الاعلانات للغاية المرجوة تدار عبر يوتيوب ومنصة" google display and video 360"، وايضا كيان العدو أنفق 3 ملايين دولار على الاعلانات عبر منصة شركة "X" الاميركية، و2.1 عبر منصة"أوت برين" الاسرائيلية...
ووصل بهم الامر الى ان يقول المتحدث باسم جيش الاحتلال "إن السلطات قد تطلق حملة رقمية لتوضيح عدم وجود سياسة تجويع بغزة وعرض البيانات"... لذلك أثر هذا الامر عند البعض ممن ليس لديهم القدرة على المواجهة ومحاولة التفكير للتمييز بين الصح والخطأ ورفض ما يتم بثه إليهم ، في المقابل هناك فئة وهم كثر ويوما عن يوم يزدادون وعلى صعيد العالم استطاعوا ان يواجهوا قوى الاستكبار العالمي سيما ان التطور التقني والتكنولوجي كشف زيف ما تدعيه القوى المعادية، وتمظهرت المواجهة بالاحتجاجات والمسيرات والتظاهرات العالمية والتي تندد بإجرام هذا الكيان ووحشيته وتطالب حكوماتها بقطع العلاقات مع كيان العدو، وحتى انه تبعا للغارديان البريطانية. فإن أكثر من 1200 ممثل ومخرج وفنان وعامل في صناعة السينما العالمية انضموا لمبادرة مقاطعة المؤسسات "السينمائية الاسرائيلية"، وقد لمس قادة الكيان كيف ان صورة "اسرائيل" سقطت امام المحافل الدولية والرأي العام العالمي، الامر الذي دفع نتنياهو منذ ايام قليلة واثناء جلسة حكومته للحديث عن الحاجة الى احداث تغيير جذري في طريقة تعاطي "اسرائيل" مع الاعلام الدولي والدعاية المضادة، وطالب بالتوجه أكثر الى TikTok والى X والعالم الرقمي بالكامل ، واعتبر ان مهمة وزارة خارجية الاحتلال" محاربة الدعاية الموجهة ضدنا"...
اذن هي حرب صناعة العقول وهندستها والقائمة بالدرجة الاولى على السلاح الاعلامي والنفسي، وواجبنا الشرعي والاخلاقي والانساني مواجهتها كل منا انطلاقا من مكانه واختصاصه ودوره...
لذك وجب وضع استراتيجية نفس_ اعلامية لمواجهة أعاصير الاضاليل والاكاذيب من خلال:
_ التعبئة الثقافية الفكرية الاعلامية عبر وسائل الاعلام من خلال البرامج والمسلسلات التي تدمج بين المزح والجد لترسيخ افكار معينة، وتعزز الحقائق.
_ تشكيل خلايا من ناشطين ومؤثرين من مختلف الاختصاصات والاتجاهات وتوجيههم نحو خطاب واحد بلغة يفهمها الشباب وتؤثر بهم.
_ الابتعاد عن الضيوف المنظرين وممن يصفون الكلام صفا فقط واستضافة شباب اكاديميين لاظهار الحقائق بالادلة والبراهين والاثباتات لا بالنظريات .
- الاكثار من الفيديوهات القصيرة التي تحمل رسائل هادفة وبأسلوب لطيف توعوي بعيد عن لغة الاسفاف والانحطاط..
- تعزيز العمل على المسرحيات والمسلسلات والاناشيد والتي تحمل رسائل بأفكار هادفة وتخدم الغاية المرجوة.
/انتهى/
تعليقك