أفادت وكالة مهر للأنباء، كتب السفير الصيني في طهران، "زونغ بي وو" : بدعوة من السلطات المحلية، سافرتُ مؤخرًا إلى محافظة مازندران، وتبادلتُ أطراف الحديث مع مختلف شرائح المجتمع. تركت هذه الرحلة انطباعًا إيجابيًا للغاية وذكريات جميلة.
أولًا، تزخر هذه المحافظة بالموارد الزراعية الغنية. تُعدّ مازندران أرضًا زراعية خصبة في شمال إيران، وتُعدّ من أهم مراكز إنتاج الفاكهة والخضراوات؛ إذ يُصنّف إنتاجها من ثلاثة عشر منتجًا زراعيًا في المرتبة الأولى على مستوى البلاد. يشتهر أرز هذه المنطقة بجودته الممتازة وسمعته العالمية المرموقة، كما أن حمضياتها وفواكهها الأخرى حلوة المذاق ولذيذة المذاق، وتجذب الأسواق الخارجية.
ثانيًا، تزخر هذه المحافظة بالموارد السياحية المتنوعة. تقع مازندران على ساحل بحر قزوين وعلى سفوح جبال البرز. وقد جعلتها الغابات الكثيفة والشواطئ الطويلة والمناظر الطبيعية الخلابة من أشهر الوجهات السياحية في إيران.
ثالثًا، تزخر هذه المحافظة بالموارد البشرية الوفيرة. تقع جامعة مازندران في هذه المحافظة، التي تتمتع بسمعة مرموقة في مجال التعليم الإيراني. تتميز الجامعة بهيئة تدريسية قوية وتخصصات أكاديمية شاملة، وتُقدم باستمرار كفاءات عالية الجودة لتنمية المحافظة.
قبل فترة وجيزة، عقد الرئيس "شي جين بينغ" اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس بزشكيان في بكين، وتوصلا إلى تفاهمات مهمة حددت مسار تطوير العلاقات الصينية الإيرانية. كما يوفر هذا فرصة مهمة لتوسيع التعاون الإقليمي بين الصين ومحافظة مازندران. في المرحلة المقبلة، يتطلع الجانب الصيني إلى مواصلة استكشاف إمكانيات التعاون مع محافظة مازندران والارتقاء بمستوى التعاون في جميع المجالات إلى مستوى أعلى.
أولًا، توسيع التبادلات الاقتصادية والتجارية. لا يزال الاقتصاد الصيني يتمتع بزخم قوي؛ فقد بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 5.3% في النصف الأول من هذا العام، وارتفع إجمالي حجم التجارة الخارجية بنسبة 3.5% من يناير إلى أغسطس مقارنة بالعام الماضي، مما وفر زخمًا مهمًا للتنمية الاقتصادية لدول العالم، بما في ذلك إيران. يتطلع الجانب الصيني إلى استقطاب المزيد من الشركات للاستثمار وإقامة الأعمال في محافظة مازندران، بما يعزز التكامل المتبادل للمنافع ويحقق تنمية متبادلة ومربحة للجانبين.
ثانيًا، تعزيز التبادل الثقافي والشعبي بين الجانبين. فقد أنشأت جامعة مازندران معهد كونفوشيوس بالتعاون مع جامعة "قوانغتشو"، كما أطلقت عدة جامعات صينية تدريجيًا دورة اللغة الفارسية، مما ضخ حيوية جديدة في التبادل الثقافي والشعبي بين البلدين. ويتطلع الجانب الصيني إلى العمل مع الجانب الإيراني لإتاحة الفرصة لمزيد من السياح الصينيين للتعرف على عادات ومناظر مازندران الطبيعية، ويرحب أيضًا بأصدقاء مازندران لزيارة الصين وتجربة تطورها وحيويتها عن كثب.
ثالثًا، تعميق التفاهم المتبادل. طرح الرئيس "شي جين بينغ" مبادرة الحوكمة العالمية، التي تتضمن خمسة مبادئ أساسية: الالتزام بالمساواة في السيادة، واحترام سيادة القانون الدولي، وممارسة التعددية، والتركيز على الإنسان، والاهتمام بالبراغماتية، وتُحدد مسار ومبادئ وإطار إصلاح نظام الحوكمة العالمية. وتؤكد مبادرة الحوكمة العالمية على معارضة الأحادية وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، وتتوافق مع المطالب المشتركة لدول الجنوب العالمي، بما في ذلك إيران. وقد رحبت محافظة مازندران، بل وقطاعات مختلفة في إيران، بهذه المبادرة. ويعرب الجانب الصيني عن استعداده للعمل مع الجانب الإيراني لتعزيز التبادل والتعلم المتبادل في مجال أفكار الحوكمة، ودفع التنفيذ الكامل لهذه المبادرة.
الأرباح مواكبة للعصر. وفي الوقت الحاضر، تتطور العلاقات الصينية الإيرانية على مسار مستقر وصحي، ويفتح التعاون المحلي بين البلدين آفاقًا رحبة. إن سفارة جمهورية الصين الشعبية في إيران على استعداد للعمل مع أصدقائها في محافظة مازندران لجعل التعاون بين الجانبين يؤتي ثماره أكثر ويثري باستمرار المعنى الداخلي للعصر الجديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران.
/انتهى/

تعليقك