٢٤‏/١١‏/٢٠٢٥، ٤:٣٩ م

المقاومة أقوى من أي وقت... والولايات المتحدة شريك كامل في العدوان على لبنان

المقاومة أقوى من أي وقت... والولايات المتحدة شريك كامل في العدوان على لبنان

أكد رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، الدكتور محسن صالح، أن الولايات المتحدة تقود مشروعاً عدوانياً يستهدف لبنان والمقاومة منذ سنوات، مشدداً على أن المقاومة ما زالت قادرة على حماية البلاد رغم الضغوط.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يكفينا تدبّراً بما يؤديه لبنان اليوم من وظيفة في السياسة، فهذا البلد اعتاد على الحرية والكرامة، وقد عُرف بالمقاومة للعدو. المقاومة ستبقى جاهزة للدفاع عن الأرض والشعب والهوية الوطنية.

لبنان على فوهة بركان؛ إمّا الانفجار وإمّا الانفراج، في ظل أحداث متسارعة واعتداءات صهيونية تزداد وحشيتها، آخرها كان المجزرة التي ارتكبها العدو في مخيم عين الحلوة وذهب ضحيتها ثلاثة عشر مدنياً لا علاقة لهم بحماس، عدا عن الاعتداءات اليومية على قرى الجنوب، والتي وصل عدد الضحايا منذ اتفاق ما يسمى وقف إطلاق النار، ووفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، إلى أكثر من 331 شهيداً ومايزيد عن 945 جريحاً. فضلا عن عمليات الاغتيال بحق القادة الأوفياء.

وكل هذه الاعتداءات الصهيونية تحصل بغطاء أمريكي واضح.

حول هذه النقاط أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً، مع رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الدكتور محسن صالح، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

الأمين العام لحزب الله وجّه البوصلة بشكل رئيسي إلى الولايات المتحدة باعتبارها السبب لكل ما يعانيه لبنان، وخصوصًا منذ العام 2019. ما هي مبرّرات هذا الموقف في المعطيات الميدانية؟ وهل يتوقّع حزب الله أن يتمكن لبنان من مواجهة الولايات المتحدة في هذه الظروف؟.

"بسم الله الرحمن الرحيم"
دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على الإشراف والمساعدة والتوجيه المستمر للإرهاب الصهيوني ضد الدول العربية والإسلامية وحركات المقاومة في المنطقة. الأهداف الأميركية والصهيونية أصبحت واضحة، خاصة من خلال التصريحات المعلنة لكل من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أو رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو.
وضع اليد على كامل فلسطين والأراضي المجاورة... والهيمنة على القرار السياسي لمنطقة غرب آسيا. حركات المقاومة العربية والإسلامية أهداف عسكرية مباشرة للعدو الصهيوني بدعم أميركي وغربي، وأدوات من المنطقة.
أميركا لم توفّر وسيلة إلّا واستخدمتها، أو قدّمتها للصهاينة للاستخدام المباشر.
في السياسة ترسل الولايات المتحدة مبعوثيها للتهويل والتهديد، وفي الميدان أرسلت أميركا للكيان الغاصب، حتى الأمس، ألف شحنة عسكرية من كافة أنواع الأسلحة.
قال ترامب إنه أكثر رئيس أميركي ساعد الكيان من أجل أن يكون متفوقاً عسكرياً، إلّا أنه لم يقدر على مساعدة الكيان على صعيد الرأي العام الذي بات يرى أن هذا الكيان الغاصب يهدد السلام وعدم الاستقرار في المنطقة، كما أنه يرى أن هذا الكيان نظام تمييز عنصري يرتكب الإبادة الجماعية في غزة.

في هذا السياق يأتي كلام سماحة أمين عام حزب الله في الذكرى السنوية لاغتيال القائد الإعلامي الحاج محمد عفيف. صوب الشيخ قاسم الاتهام بوضوح للولايات المتحدة على أنها أصل الفساد والعدوان على لبنان، خاصة على المقاومة وبيئتها الشريفة. قال الشيخ قاسم: "أميركا ليست وسيطاً بل راعي العدوان... هناك كلام كاذب ومحاولة لإثارة الفتنة وتحريض على إسقاط لبنان تحت إطار الوصاية الأميركية.

الشاهد على هذه القضية أن الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ عام 2006، تحاول وضع اليد على لبنان وإقامة شرق أوسط جديد ممزّق وضعيف وواهٍ يسهل الطريق أمام الهيمنة الصهيو–أميركية. آنذاك فشل الكيان الغاصب بفعل قوة المقاومة، ولم يستطيعوا "سحقها"، كما قال رئيس وزراء العدو إيهود أولمرت. واليوم، وعلى الرغم من الجراحات التي أصابت المقاومة وبيئتها، إلا أنها بقيت في عنفوانها وتصميمها على متابعة الكفاح والجهاد دفاعاً عن لبنان. "لن نقبل بأن يكون شبراً واحداً من أرضنا محتلاً ولن نرضخ للإرادة الأجنبية"، كما قال الأمين العام.

إذن، المعادلة واضحة في العقل المقاوم: لبنان لن يكون مقراً للهيمنة الأميركية ولا مستقراً للعدو الصهيوني. ستبقى فكرة وفلسفة وعقيدة المقاومة راسخة في نفوس المقاومين الذين انتصروا في جميع الحروب التي خاضوها. وإن حصل توقف في لحظة زمنية، فهذا لا يعني أن سيرورة الفكرة والفعل ستتوقف.

الأمين العام، سماحة الشيخ نعيم قاسم، تحدث بلهجة أقل حدّة مع الأطراف الداخلية، داعياً إلى تمتين الجبهة الداخلية في لبنان كشرط للنصر ومواجهة التحديات. فهل ترون جديداً في هذا الموقف بعد أن وصف أعداء المقاومة بأنهم خُدّام إسرائيل؟ وهل تتوقعون فتح حوار لبناني–لبناني لوضع حلول للمسائل الخلافية؟

أما الأوضاع الصعبة التي يمر فيها لبنان، والضغوطات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، فإنها لن تعيق إعادة التنظيم والإدارة والأمرة والسيطرة عن متابعة مهامها في بيئتها المقتنعة بلا تردد بهذا السلوك المدافع عن الحق في الوجود العزيز.
إن ما حصل عام 1982 يعطينا درساً حياً عمّا يمكن أن تؤول إليه الأمور، وإن وضع البيئة وقناعاتها أعلى وأعمق بكثير مما كان عليه عام 1982. لذلك فإن قدرة وإمكانات المقاومة على الحفر في التاريخ وإعادته إلى سويته أمر منطقي ميتافيزيقياً وفي الميدان. والنماذج والأمثلة واضحة: 1993، 1996، 2000، 2006.
لم يكن الوضع اللبناني عام 1982 أفضل مما هو عليه اليوم. هناك بعض المتورطين بعلاقة مع الأميركيين يريدون خدمة أسيادهم. هذه المجموعة لم تكتب حرفاً ولا سطراً مفيداً في معركة السيادة والاستقلال في لبنان. على العكس، بعضهم تحالف مع الصهاينة أثناء الغزو في القرن الماضي.

على الأرجح فإن عقولهم لا زالت تعيش في ذاك الزمن.
هم لم يدركوا أن المقاومة ضد العدو الصهيوني أصبحت مسار حياة، وهي قدر وضرورة دفاعية. ليس لهؤلاء سوى العودة إلى لبنانيتهم وعروبتهم –كما يدّعون– أو إلى حرّيتهم وسيادة وطنهم. وحزب الله، كما كان دائماً، مستعد للحوار مع الجميع من أجل حماية لبنان من الأطماع الصهيونية.
ألا يتوقف هؤلاء أمام كلام نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"!!؟ ما يعني أطماعاً صهيونية بأراضٍ لبنانية.
وإذا ما أمعنوا بالتنازل أمام العدو بمحاولة إضعاف المقاومة، فإنهم لن ينجحوا، و"مصيرهم سيكون كمصير العميل أنطوان لحد".

القرض الحسن هو الجبهة الجديدة للمواجهة بين المقاومة وشعبها من جهة، وكيان الاحتلال وراعيه الأميركي من جهة أخرى. فهل فهمتم من كلام سماحة الشيخ نعيم قاسم أنه يعتبر هذه المؤسسة خطاً أحمر كالسلاح؟ ولماذا وجّه رسالته مباشرة إلى الحكومة وحاكم المصرف المركزي؟ وما هي مخاطر استهداف هذه المؤسسة الاجتماعية؟

هؤلاء الذين يحاولون تطويق بيئة المقاومة من خلال تحريضهم على إقفال بعض المؤسسات الاجتماعية–الاقتصادية والمالية، فإنهم لن ينجحوا، خاصة وأن هذه المؤسسات الشعبية ستطال شرائح الفقراء، وبالتالي سيكون هؤلاء الأغبياء في مرمى الناس.
وفي ظل أزمة مالية حادة في لبنان، وفي موسم الانتخابات النيابية، نصحهم الأمين العام ألا يقتربوا من "مؤسسة القرض الحسن" الاجتماعية والمخصصة لكل الناس.
وبما أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بهذا السوء، فإن القرض الحسن سيكون نافذة نافعة للجميع بغض النظر عن تبعية هذه الفئة أو تلك.
هذه المؤسسة هي سلاح الناس للعيش، كما سلاح المقاومة للحماية والدفاع. من هنا تصبح المعادلة كالتالي: لا نزع للسلاح، لأنه وسيلة الحماية الوحيدة من عدو متربص ويغتال ويقتل ساعة يريد دون رادع قانوني أو أممي –اليونيفيل– الذين يشتكون من العدو الصهيوني. ولا وقف للقرض الحسن لأنه أحد أهم السبل للحياة في ظل تعثر الدولة في إصلاح الوضع المالي والوظيفي.

مجزرة ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان ارتقى فيها العشرات بين شهيد وجريح، وهذا تحول جديد من قبل العدو بأن يقوم باستهدافات داخل المخيمات. كيف تنظرون إلى هذا العدوان؟ وأي رسائل يحملها؟

العدوان الصهيوني على مخيم عين الحلوة –صيدا– يشير بوضوح إلى أن الوحشية المتمادية للكيان لا توقفها حدود ولا قوانين... إضافة إلى قلقه الوجودي في المنطقة وعدم شعوره بالأمان نتيجة لوجود قوى مقاومة في لبنان وفلسطين، أكانوا مسلحين أو مدنيين.

تبين أن العدو يكذب في إعلانه عن مركز للتدريب أو ما شابه ذلك. هذا العدوان أصاب مدنيين من فئة شابة كانت تخرج من الجامع بعد الصلاة.
إن هذه الاعتداءات في لبنان وفلسطين، الضفة وغزة، وحتى في سوريا، تدلّل على أن هذا العدو –وبدعم أميركي– يهدف إلى جعل المنطقة تعيش حالة من القلق كما هو يعيشها، ليمنع شعوب المنطقة من التفكير أو دعم المقاومة. هذا الحلم الصهيوني لن يتحقق.
الدولة اللبنانية يجب أن تكون لديها الجرأة للتصدي لهذا النوع، كما لغيره من الاعتداءات الصهيونية.

/انتهى/

رمز الخبر 1965365

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha