٣٠‏/٠٩‏/٢٠٠٧، ١٢:٢٦ م

العلامه فضل الله : تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية إعلان حرب

العلامه فضل الله : تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية إعلان حرب

أكد العلاّمة السيد محمد حسين فضل الله، أن الإدارة الأمريكية لا تزال تتحرك بانفعال إمبراطوري قاتل يدفعها لبعثرة الأمور في المنطقة، مشيراً إلى أن تصنيف الكونغرس للحرس الثوري كمنظمة إرهابية لا يمكن النظر إليه إلا كإعلان حرب،

وفي بيان تلقت وكاله مهر للانباء نسخه عنه ابدي العلامه فضل الله عن خشيتة من قرار الكونغرس الاميركي الرامي الي تقسيم العراق كإيحاء لتحريك مسألة الأقليات للعبث أكثر باستقرار دول المنطقة.
وأكد سماحته أن إدارة الرئيس بوش إذا لم تحقق الحلم الإسرائيلي بالتفتيت الجغرافي في المنطقة، ستعمل لتحقيق التفتيت السياسي بمظاهره الخطيرة التي تقود إلى تخريب العلاقات بين الدول العربية والإسلامية، وإحداث فتن بين المجموعات الطائفية والعرقية.
واضاف العلامه فضل الله :إنّ المتتبّع لحركة السياسة الأمريكية في خطواتها الأخيرة يدرك بوضوح أن إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لم تتخلّى عن طموحاتها الرامية لإدخال المنطقة في مخاض جديد من الحروب والفوضى، وأن الكونغرس الأمريكي الذي يحاول الإيحاء بأنه يعمل لتغيير سلوك هذه الإدارة ينخرط معها سوياً في الخطوط التي رسمها اللوبي الصهيوني لتوسيع دائرة العدوان الأمريكي على المنطقة وإدخال عناصر جديدة في لعبة التجييش الإعلامي، إمعاناً في تضييع الرأي العام الأمريكي والغربي والتعمية عليه.
واضاف سماحته :إن تصنيف الكونغرس الأمريكي للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، مع كونه يمثل الجيش الإيراني والرديف الأساسي للقوات المسلحة الإيرانية، لا يمكن النظر إليه إلا كإعلان حرب، كما أن إقدام هذا الكونغرس على التصويت على قرارٍ يقضي بتقسيم العراق ـ وإن كان هذا القرار غير ملزم ـ يمثل غاية في الخطورة بالنظر إلى إيحاءاته الخطيرة في طول المنطقة العربية وعرضها، ويمكن النظر إليه كتمهيد أمريكي لحروب متنقلة في دول المنطقة وكإيحاء لتحريك مسألة الأقليات للعبث باستقرار دول المنطقة وفتح نوافذ جديدة للاهتزاز السياسي والأمني فيها.
واضاف : أن الوتيرة التصعيدية التي تدير بها إدارة بوش عجلة المواقف العربية المتصاعدة ضد إيران تحت عنوان مواجهة هيمنتها على المنطقة، على الرغم من الدور الإطفائي الذي تمارسه إيران في ملفات سياسية ودينية عدّة، وعلى الرغم من إعلان استعدادها لوضع خبراتها العلمية في المجال النووي السلمي وغيره بتصرف الدول العربية إن ذلك يؤكد أن الإدارة الأمريكية تريد للعرب أن يدخلوا في صفقات تسلح جديدة لحساب الخزينة الأمريكية، توضع في خدمة الجيش الأمريكي عندما يقرر بوش ارتكاب آخر حماقاته في المنطقة.
وانتقد العلامه فضل الله سياسات الاداره الاميركيه قائلا : إنّ هذا الرئيس الأمريكي، الذي يواصل الحديث عن قيادته للعالم ويقدّم نفسه كنبي سياسي للبشرية، هذا الرئيس الذي يفشل في تهجئة بعض الكلمات وتقدّم إليه أسماء الدول وقادة العالم من خلال دليل لفظ كتابي عبر جهاز الكمبيوتر الذي يوضع أمامه، لا يزال يحدث نفسه أن في وسعه القيام بشيء جديد في العالم وإن كان ذلك عن طريق إحراق المنطقة وزجّ العالم بملف سياسي واقتصادي دامٍ.
واضاف : إن على العرب ألا يستسهلوا الأمور وألا يستهينوا بما قد يحصل إذا قررت الإدارة الأمريكية ـ التي لا تزال تخضع للمجموعة العقيدية المحافظة التي تديرها ـ الذهاب بعيداً في مخططاتها الجهنمية في المنطقة، لأن ما تدرّه العوائد النفطية لهم من أرباح قد يكون المشهد الأخير في لعبة الأمم، التي قد تبدد هذه الثروات وتحطّم اقتصادات بلدانهم في لحظة جنون أمريكية قادمة.
واعرب العلامه فضل الله عن خشيته من تبعات السياسه الاميركيه في المنطقه قائلا :أن الإدارة الأمريكية ستعمل في قادم الأيام على إلزام العرب بدفع فاتورتها السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة، بما في ذلك فاتورة أخطائها الكبرى، ونخشى من أنها (الإدارة الأمريكية) إذا لم تتمكن من تحقيق الحلم الإسرائيلي بالتفتيت الجغرافي في المنطقة، سنعمل لتحقيق التفتيت السياسي في مظاهره الخطيرة التي بدأت علائمه تبرز في العمل لتخريب العلاقات بين الدول، وخصوصاً الدول العربية نفسها، وتسميم هذه العلاقات باختلاق روايات لزيارات لم تكن مطروحة في الأصل لتعقيد العلاقات بين بعض الدول العربية أكثر مما هي معقّدة، أو لقطع الطريق على إمكانات اللقاء، إضافة إلى السعي الدائب للإدارة الأمريكية لإحداث فتن ومشاكل بين المجموعات الطائفية والعرقية في المنطقة العربية والإسلامية، ثم الدخول في تصنيف الدول بين محور خير ومحور شر، وبين "دول الاعتدال" و"الدول المارقة".
وانتقد العلامه فضل الله محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني قائلا : إننا نخشى من أن يقود هذا التطبيع العربي مع إسرائيل والذي تبلورت بعض مشاهده في لقاءات حميمة تحت أروقة الأمم المتحدة إلى جحيم في العلاقات العربية ـ العربية، والإسلامية ـ الإسلامية، والإسلامية ـ العربية، وعندها تدخل إسرائيل إلى آخر زوايانا كحقيقة ثابتة لا تقبل الجدل لنبدأ من جديد في رحلة البحث عن أنفسنا وقضايانا في متاهات قضايا الآخرين./ انتهي /
رمز الخبر 561268

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha