يعتبر ياسر عرفات في الوقت الحاضر ميتا من الناحية السياسية من وجهة نظر الكيان الصهيوني لانه مازال محاصرا في مقر اقامته في مدينة رام الله منذ عام 2000 ولحد الآن.
فرئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية لم يتمكن من مغادرة مقره مذ قرابة اربع سنوات ولا يستطيع اجراء اتصالات مع الخارج.
ومع ذلك فان اسرائيل تحاول تطبيق استراتيجية جديدة من خلال تصفية قادة الجيل الفلسطيني الاول ونقل السلطة تدريجيا الى الجيل الثالث ليتمكن من التعامل مع الكيان الصهيوني.
وبالرغم من ان قتل عرفات "76 عاما" سيكلف اسرائيل ثمنا باهظا لكن هذا الاحتمال وارد وهو ان الكيان الصهيوني سيجري تغييرات رئيسية في التشكيلة الحالية للحكومة الفلسطينية قبل الانسحاب من قطاع غزة وتفويض شؤون القطاع الى سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية.
ياسر عرفات الذي كان يتنبأ بمثل هذا الوضع منذ عدة سنوات لم يسمح للآخرين بمنافسته ولهذا السبب فانه قيد القضية الفلسطينية بشخصيته.
وادت مواجهته للفصائل الاسلامية الفلسطينية المجاهدة في السنوات الماضية ومحاولته القضاء عليها بطلب من امريكا واسرائيل الى فرض عزلة متزايدة عليه داخل السلطة الفلسطينية.
فعرفات حاول عن طريق احتواء قادة الحركات الاسلامية التقرب الى امريكا والكيان الصهيوني لكنه شعر في وسط الطريق بان سلطته في الداخل تتقلص تدريجيا.
فبعد الهجوم الواسع للجيش الاسرائيلي على قطاع غزه والضفة الغربية ومحاصرة مقر سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في مدينة رام الله , شعر ياسر عرفات انه يجب الاعتماد على قواه الداخلية ومن ضمنها الجماعات الاسلامية المجاهدة اكثر من ذي قبل, فتقرب عرفات من الحركات الاسلامية مما جعل اسرائيل وامريكا والغرب يحاولون بصورة مشتركة اعداد وجوه جديدة مغامرة ومساومة من داخل هيكلية السلطة الفلسطينية من اجل عزل عرفات.
فمحمد دحلان وزير الامن الوطني السابق واحد معارضي ياسر عرفات يعتبر احد الخيارات التي تتفق عليها امريكا والغرب واسرائيل بصورة مشتركة لاعطاء السلطة.
فقد حاول محمد دحلان خلال توليه رئاسة ادارة المخابرات الفلسطينية في غزة قمع الفصائل الفلسطينية المناضلة وبموازاة ذلك عملت اجهزة الاعلام الغربية والاسرائيلية والامريكية على تصويره الزعيم الجديد للشعب الفلسطيني من خلال بث افلام وصور عنه.
وبعد مدة تم تعيينه في حكومة محمود عباس (ابو مازن) والتي دامت 124 يوما بمنصب وزير الامن الوطني الفلسطيني بالرغم من معارضة عرفات لذلك , واقام من خلال هذا المنصب ارتباطا وثيقا مع المسؤولين العسكريين والامنيين في الكيان الصهيوني.
وبعد سقوط حكومة محمود عباس غادر محمد دحلان الى لندن وتلقى دروسا سياسية مكثفة حول تسلم السلطة وكيفية التعامل مع العالم الغربي.
وفي الوقت الحاضر يحاول محمد دحلان سرا وعلانية اعداد القوات التي يحتاجها وتنحية عرفات والاستيلاء على السلطة وفي هذا المجال يتمتع دحلان بدعم دولي واسع.
ويعتقد دحلان ان تشكيل سلطة حكم ذاتي علمانية تحت اشراف اسرائيل في مناطق 1967 بامكانها المساهمة في ايجاد حل جذري للقضية الفلسطينية.
وعلى كل حال فان هدف اسرائيل هو تصفية القادة افلسطينيين القدماء بشكل تدريجي وخاصة ياسر عرفات وتبديلهم بافراد شباب اكثر مساومة لنقل السلطة من الجيل الاول الى الجيل الفلسطيني الثالث لتتمكن من خلال هذه الوسيلة حل القضية الفلسطينية بشكل تام حتى عام 2005.
ولكن هل ستنجح هذه الخطة ؟ من المؤكد ان القضية الفلسطينية لا يمكن حلها من خلال اغتيال شخص وتنحية شخص آخر والمجيء بشخص آخر الى السلطة, ان حل القضية الفلسطينية معقدة جدا اكثر مما يتصور انه بالامكان تسويتها الى الابد من خلال تبديل بعض الافراد./انتهى/
تحليل سياسي حول احتمال اغتيال عرفات بقلم حسن هاني زاده
هل سيكون عرفات الهدف القادم ؟
ادى اغتيال الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس وصمت المحافل الدولية حيال جرائم ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل , الى طرح السؤال التالي هل ان الهدف القادم سيكون ياسر عرفات رئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية؟
رمز الخبر 68264
تعليقك