٠١‏/٠٤‏/٢٠٠٥، ٣:٢٦ م

تقرير رسمي أميركي

معلومات الاستخبارات الاميركية عن أسلحة العراق خاطئة تماماً

أكد التقرير النهائي للجنة التحقيق الرئاسية الأميركية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ان معلومات الاستخبارات كانت «خاطئة تماماً» وألحقت أضرارا بالصدقية الأميركية سيستغرق إصلاحها سنوات.

وونقلت وكالة مهر للانباء عن الوكالات الدولية ان اللجنة قالت في رسالة تقدمة للتقرير «نحن نستنتج ان الاوساط الاستخباراتية كانت مخطئة تماما في كل تقديراتها تقريبا التي سبقت الحرب حول أسلحة الدمار الشامل العراقية».

وأضافت في نتائج تقريرها ان «إصلاح الضرر الذي أحدثته أخطاؤنا الاستخباراتية المعلنة بشأن العراق سيستغرق سنوات». وانتقد التقرير بشدة أجهزة الاستخبارات الأميركية بسبب سلسلة الثغرات التي قادت إلى الاستنتاج الخاطئ بان نظام صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل مما برر الحرب على العراق عام 2003.

وتحدث التقرير عن تحليلات تأثرت بافتراضات سبقت الحرب على العراق حول نوايا صدام، كما تحدث عن مشكلات في جمع البيانات والفشل في ابلاغ صانعي القرار بان المعلومات الاستخباراتية التي كانت لديهم قليلة جدا. الا ان اللجنة المشرفة على التقرير والمؤلفة من اعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي برئاسة القاضي الفدرالي السابق لورانس سيلبرمان والسناتور السابق تشارلز روب، لم تتطرق الى مسالة مبالغة إدارة بوش في المعلومات الاستخباراتية لتبرير غزوها للعراق.

وقالت اللجنة «لم نكن مخولين للتحقيق في الطريقة التي استخدم فيها صانعو السياسة التقديرات الاستخباراتية التي تلقوها من اجهزة الاستخبارات»، مضيفة انها اكتفت بأداء الاجهزة الاستخباراتية. وقالت اللجنة المؤلفة من عشرة أعضاء في رسالة تقدمة وجهت لبوش انها «لم تعثر على ادلة بان الاجهزة الاستخباراتية تلاعبت بالأدلة المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية».

وأفادت اللجنة ان «ما أخبرك به خبراء الاستخبارات حول برامج صدام حسين هو ما اعتقدوا انه صحيح. وببساطة فقد كانوا مخطئين». واصدرت اللجنة سلسلة من التوصيات لتعزيز عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية من بينها وضع إدارة اقوي وأكثر مركزية وتعزيز سلطة مدير الاستخبارات القومية الذي استحدث منصبه أخيرا.

كما دعت اللجنة الى إنشاء «أجهزة متكاملة بشكل حقيقي» لتحل محل ما قالت انه اتحاد ما زال فضفاضا للاجهزة المستقلة. الا ان اللجنة تنبأت بان تواجه توصياتها بعض المعارضة، وقالت انه حتى ولو تم اتخاذ خطوات لتحسين الأجهزة الاستخباراتية بعد هجمات 11 سبتمبر، فانه لم يتم اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة الاخفاقات في العراق.

وجاء في التقرير« نعتقد ان الكثيرين من داخل الأجهزة لا يقبلون بالاستنتاجات التي توصلنا اليها بعد الدراسة التي قمنا بها على مدى عام وهي ان أجهزة الاستخبارات بحاجة الى تغيرات جذرية إذا أرادت ان تنجح في مواجهة التهديدات في القرن الحادي والعشرين». وفي معرض ترحيب الإدارة الاميركية بالتقرير، صرح الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان للصحافيين «نحن نرحب بالتقرير وسنراجع بدقة كل توصية من توصياته وسنعمل على تنفيذها في اسرع وقت ممكن».

ويوصي التقرير بإجراء «تغييرات كبيرة» في الطريقة التي تجمع بها الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية وتحللها، وقال ماكليلان ان «الرئيس وافق على ذلك». واضاف «لم نتغير بالطريقة التي تمكننا من التصدي للتهديدات التي تواجهنا الآن» في اشارة الى المخاوف من حصول إرهابيين كالذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 على أسلحة دمار شامل.

وقال ماكليلان «لقد كان نظام صدام حسين نظاما خطيرا وعاملا لزعزعة الاستقرار في منطقة خطرة من العالم .. ونحن نعمل الآن لتغيير ذلك الجزء من العالم». على صعيد متصل اتهم مقرر الأمم المتحدة للحق بالغذاء جان زيغلر أمس قوات التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة في العراق بحرمان المواطنين من الغذاء والمياه وباستعمال هذا الامر «كسلاح حرب».

وفي تقرير رفعه امام الدورة السنوية لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان، اعتبر زيغلر ان «وضع الحق بالغذاء في العراق مقلق جدا». واشار التقرير الى وجود صعوبات يعاني منها المواطنون العراقيون في التزود بالمياه الصالحة للشرب والى وجود «مزاعم أفادت بان قوات التحالف قامت بقطع المياه عمدا»./انتهى/

رمز الخبر 168142

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha