عبدالسلام راجح: ايران تتمتع بدور هام في توحيد كلمة المسلمين

وقال راجح في مقابلة مع مراسل وكالة مهر للأنباء : انا ممتن جدا لهذا المؤتمر لأنه جاء استجابة لقضايا ملحة حيث يرى كل ذي باصرة ان التطرف والغلو صار منتشرا في العالم وخاصة في عالمنا الاسلامي وعالمنا العربي والقضية الأهم هي ان هذا الارهاب وهذا التطرف وهذا الغلو وهذا التكفير انعكس اثره على الاسلام وعلى المسلمين في العالم فضلا عن انه انعكس على غير المسلمين .  
واضاف : ان اسلامنا هو دين الرحمة وان هذه الرحمة فيه كانت السبب في دخول الناس الى الاسلام لكن الآن الناس احجبوا عن الدخول في الاسلام لأنهم يرون بأن الاسلام هو السيف وهو قطع الرقاب واقامة الحدود وسفك الدماء والذبح ، والعجيب ان هذا الأمر يسبق بكلمة الله اكبر وسيقول الناس ما هذا الدين الذي يبيح القتل ولذلك جاء هذا المؤتمر تلبية لحاجة ملحة وانا اتمنى ان تسلط الاضواء على هذا المؤتمر وان يحذو العالم الاسلامي حذو الجمهورية الاسلامية لأجل اقامة مثل هذه المؤتمرات لا لأجل المؤتمر بعينه بل لأجل ما سيترتب على هذا المؤتمر خاصة اذا قيض لمثل هذه المؤتمرات وسائل اعلانية واعلامية وتعريفية عبر التلفزيون والبريد الالكتروني والجرايد والمجلات والراديو لأجل ان نعيد الاعتبار للاسلام ونعيد احترام الناس للاسلام ومن اجل ان تترجم مقررات هذا المؤتمر وتوضع على وسائل الاعلام العالمية لأجل ان نرسل رسالة أداها ألف عالم من 83 دولة اسلامية لكي يؤدوا هذه الرسالة ويرسلوها الى العالم انظروا كيف هو دين الاسلام الذي لم يكن في يوم من الايام دين قتل ودين ذبح وها هو التاريخ يشهد وهذه نصوص الكتاب والسنة تشهد .
وردا على سؤال حول نظرته لدور الجمهورية الاسلامية في تعزيز العلاقات الاسلامية الاسلامية وتعزيز العلاقات بين المسلمين وتوحيد الصفوف اشاد راجح بجهود الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تبذلها من اجل توحيد كلمة أهل الملة أجمعين سنة وشيعة وقال : الذين حضروا هذا المؤتمر وانا واحد منهم هم ليسوا شيعة كلهم وهذا ما ارادته ايران لارسال رسالة الى العالم كله بأن الاسلام الذي يأبى هذه التصرفات هو اسلام كل المدارس الاسلامية سنة كانوا ام شيعة وهذه الرسالة اعتقد انها وصلت لكن نريد ان نحسن ايصالها بترجمة دقيقة محكمة ونقل لوقائع الكلام الذي جرى في هذا المؤتمر وهذا كله ينكر العنف والقتل .
وتابع : ان ايران تلعب دورا مهما في العالم الاسلامي وان اساس هذا الدور هو انها انطلقت في آفاق الاسلام مجردا من أي مذهب او طائفة وهذا هو سر نجاحها , نعم ان ايران تعتز بأنها من شيعة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام كما نعتز جميعنا بسيدنا الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لكن اعتزازي بسنيتي واعتزاز أخي الشيعي بشيعيته لايمنع ابدا اللقاء ولايمنع ابدا ان نظهر أمام الآخر باننا واحد وجسد واحد وفكر واحد وقرآن واحد وعقل واحد فضلا عن النبي الواحد فلماذا لانستثمر هذه الفرصة المباركة ؟
واضاف : ان ايران تقول تعالوا انا اجمعكم وانا استضيفكم وانا ابلغ صوتكم فلماذا لا أمد يدي من اجل ان نتعاون في خدمة ديني ، ان الاسلام الآن في خطر بسبب هذه التصرفات حيث اتهم الاسلام ويتهم بانه دين التطرف والغلو , ان ايران الآن مدت يديها للعالم الاسلامي ومدت يدها لثمانين دولة فهل هذه الدول الثمانين كلها شيعية ؟ لا توجد دولة يعتبر العنوان الرئيس فيها الشيعة ولكن هذه الدولة الشيعية مدت يدها الى ثمانين دولة كلها من دول اهل السنة والجماعة لتقول لهم تعالوا لنتساعد في حماية الاسلام
وحول اسباب هذا التشرذم والتشتت في العالم الاسلامي ووجود التيار التكفيري قال راجح : ان اسباب هذا التشرذم هو عدم ارتقائنا الى مستوى الكتاب والسنة وان سبب التشرذهم هي النفوس الضعيفة التي تكتنفها الشخوص المريضة وان سبب التشرذم هو الناس الذين لم يستشعروا غيرة على الاسلام والمسلمين وهم يعلمون ان الاسلام انما يبنيه ابناؤه , ان سبب التشرذم هو اننا حكمتنا النصوص على تنوعها بدلا من ان نحكم نحن النصوص ، كيف ذلك ؟ حينما يأتيني نص فيه اشكالية ويفرق بيني وبين أخي وأقصد هنا بالنصوص اقوال الفقهاء فيجب ان يكون ان النص الذي يحكمني هو كتاب الله ونحن عندما نتمسك بهذا نبتعد عن التفاصيل فعلى المدارس الاسلامية المختلفة ان تلتقي على المشتركات ، ألا يجمعنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
وقال : تعالوا لنلتقي على المشترك ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه ولنمد الايادي ونشابك الأيادي فيما اتفقنا عليه فاذا كان هناك ثمة فرع جزئي وبسيط فهذا لايجعلني ان اتقاتل مع أخي ولايجعلني ان اخرجه من الدين ، ان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال انه كفوا ايديكم عمن قال لا اله الا الله ولم يقل عمن اعتقد بلا اله الا الله ، يجب ان لانكفرهم بذنب ونحن الآن نكفر بعضنا بعضنا بذنب اقترفناه وهذا خلاف ما تقتضيه الشريعة ، ان معالجة هذا التشرذم سبيله هو مثل هذه المؤتمرات التي نحن فيها ومثل هذه المنتديات التي تجمعنا على اختلاف اطيافنا لأننا نصب في مصب واحد وهو مصب الكتاب والسنة .
وردا على سؤال حول دور علماء الاسلام في وجه التطرف والتكفير قال : ان اول دور هو للعلماء العاملين الراسخين لأن الناس بطبيعتها تحب العلم وتحب التدين وتحب العلماء فيجب ان نستثمر هذا الحب لأجل ان نضع لانفسنا القبول عند الناس ، ان الناس تحبنا حينما تجدنا متفهمين وعندما تجدنا متقاتلين فيما بيننا فهم يتقاتلون ، ان دور العلماء هو الدور الأول في توعية الأمة وبعدها تأتي النخب الثقافية وتأتي الأسرة لأن الأب اذا ربي عند شيخ فاضل سيتوجه الى تربية ابنائه في البيت ، اذا القضية تبدأ عند المنبر وصلاة الجمعة وكرسي الدرس التي يدرس فيه علماؤنا في المساجد وفي الحوزات أو في المدارس الدينية أو في الجامعات الاسلامية ومن هنا يبدأ الطريق وان نبدأ الآن سنصل وان تصل متاخرا هو خير من الا تصل .
وفيما يتعلق بالقضية الاساسية في العالم الاسلامي قال راجح : ان كل ما تراه الآن في الربيع العربي هدفه الأول حسب تصوري المتواضع هو تحييد قضية فلسطين وان ينسى عالمنا الاسلامي قضية فلسطين ، ان ايران تبنت الاسلام وانا هنا لا اجامل وقد وقف الامام الخميني وقال ان قضينا الاولى هي القدس وفلسطين وانشأ يوما سماه يوم القدس لأجل ان يقول للعرب اياكم ان تشغلكم القضايا الخارجية واياكم ان تشغلكم خلافاتكم ، عندما نمت فكرة المقاومة من خلال محور المقاومة قال الاعداء ان الانتصارات تتوالى فماذا نفعل ؟ فبدأوا باشغال الناس واشغال الامة العربية واشغال دور المحور باشكالات فخلقوا الربيع العربي فهم ارادوه خريفا وليس ربيعا تتساقط معه اوراق دولنا العربية والاسلامية ، الآن انظر الى قضية فلسطين وانظر كيف حدث للاقصى قبل ايام وقد صار خبرا عابرا وقد صرنا منشغلين بأنفسنا ونسينا جيراننا ./انتهي/

اجري الحوار: محمد مظهري