وفي حديث متلفز بثته قناة "زفيزدا" الروسية الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول، أعرب لافروف عن أسف موسكو العميق تجاه فسخ الغرب اتفاق كييف للتسوية في أوكرانيا بين الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة الذي شهدت عليه فرنسا وألمانيا وبولندا.
واضاف ان هذا القرار أعاد إلى الأذهان أن الغرب بعد نقض الاتفاق أوصل الموالين له إلى السلطة في كييف، كما أشار إلى أنه عندما كان الجانب الروسي يسأل الشركاء الغربيين "ما الذي يحدث، بعد أن تعهدتم بانتقال سلمي وانتخابات مبكرة وما إلى ذلك" في أوكرانيا، كانوا يجيبون بأن السلطات الأوكرانية الجديدة قد تستخدم القوة ضد من يرفضون القبول بنتائج الانقلاب اللادستوري مضيفاً انه على اساس هذه المواقف اضطرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاتخاذ قراره التاريخي والنابع من الفهم التام لضرورة الاعتماد على الذات حينما تتعامل مع شركاء يعجزون عن الاتفاق.
وحول الازمة السورية قال أن الرئيس السوري بشار الأسد كان شرعيا بالمطلق بالنسبة لهؤلاء عندما كان الأمر يتطلب إخراج الاسلحة الكيميائية من سوريا وإتلافها، كما صدرت قرارات الترحيب بذلك عن مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وبقرار الحكومة السورية الانضمام إلى اتفاقية حظر هذه الأسلحة، دون بروز أي تحفظات على شرعية الشريك "السوري".
وتابع يقول: لقد تحدثت عن ذلك مرارا، وأجدد التأكيد على أن الخطر الإرهابي لا يقل أبدا عن تهديد الأسلحة الكيميائية، لا سيما وأن الإرهاب بات خطرا عالميا، ولا يقتصر تهديده على سوريا وحدها، مما يحتم في الوقت الراهن التخلي عن الأهواء واعتبار أن الرئيس السوري كان شرعيا العام الماضي، ولم يعد كذلك في هذا العام.
وفي تفسير السبب من وراء العجز الغربي هذا، أعاد لافروف إلى الاذهان تعاظم التبعية الأوروبية للولايات المتحدة بشكل حاد في الآونة الأخيرة، معتبرا أن ذلك لم يتجل في أوكرانيا وحدها، بل يبرز على الكثير من حلبات السياسة العالمية.واستنادا إلى ذلك حصرا، شدد الرئيس الروسي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة مكافحة الإرهاب ومظاهره الوحشية بشكل شامل، بغض النظر إذا تجلى في إسقاط طائرة الركاب الروسية، أو في الهجمة الإرهابية على باريس أو في الاعتداءات الإرهابية في بلدان المنطقة التي تشهد يوميا الانفجارات التي تستهدف الجوامع والكنائس على حد سواء واعتبر أنه من غير المعقول أن تقتصر المساعدات المقدمة للدول الفقيرة على الأدوية والأغذية القادمة من الخارج للحفاظ على تبعيتها للدول الاستعمارية، فلا بد من إطلاق المواقع الانتاجية ونشر التعليم.
وشدد فيما يتعلق بجبهة مكافحة الإرهاب على الاهتمام بقضايا التعليم في الدول الفقيرة بما يمنع الأطفال من التسكع في الشوارع ومن وقوعهم في أيدي عناصر تنظيم "داعش"، و"جبهة النصرة" وسواهما من المنظمات الإرهابية، وعلى أهمية تركيز الاهتمام على طبيعة الإسلام الذي يتم تعليمه في المساجد، حيث هناك الكثير من الأمثلة على بروز أئمة متطرفين يتقنون نشر الفكر المتطرف والمتشدد في الجوامع.
وساق مثالا في هذه المناسبة القرضاوي الذي ينقل عبر قناة "الجزيرة" وبشكل دوري إلى المسلمين في مصر والمنطقة والعالم دعوات متطرفة مقززة.
واستطرد قائلا: الأعمال الإرهابية الأخيرة هزت الولايات المتحدة، وخاصة بعدما صرح به الرئيس الأمريكي بأن واشنطن استطاعت صد الإرهاب، فمن المؤكد أنه سيتم استغلال ذلك في إطار اللعبة السياسية التي تديرها واشنطن.
وفي معرض التعليق على الأزمة السورية، ذكر لافروف أن الكثير من الدول التي التحقت بالتحالف الدولي الذي شكلته واشنطن لمحاربة الإرهاب، وبينها بلدان أوروبية أعضاء في الناتو، فضلت التوجه إلى مجلس الأمن دون الخروج عن نطاق القانون الدولي.
وقال ان الأتراك من جهتهم صاروا يتحدثون بنفس هذه اللغة تقريبا في الوقت الراهن و"لولا استكبار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لما تصرفت تركيا بهذا القدر من الفظاظة الصريحة في التعامل مع العراق"، بدعوى "أن لديها خبراء في العراق أرسلت الدبابات لحمايتهم، وأنها تحترم سيادة العراق ، وهذا يعني أن دخول الدبابات التركية أراضيه لا يسهم إلا في تعزيز سيادته"، رغم مطالبات الحكومة العراقية المتكررة بسحب هذه الدبابات.
وبالعودة إلى محاربة الإرهاب، استذكر لافروف التحالف الذي شكلته السعودية مؤخرا، الذي تؤكد الرياض رسميا أن الهدف الرئيسي من ورائه مكافحة الإرهاب، معتبرا أن هذا الطرح بكتيريا عصوية معدية، وعلى الأمريكان إدراك هذه الحقيقة./انتهى/
تعليقك