وأفادت وكالة مهر للأنباء إن قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي استقبل جماهير غفيرة من الشعب الايراني بمناسبة إحياء ذكرى رحيل الامام الخميني (ره)، مستذكراً مناقبه الحسنى في هذه المراسم التي اقيمت صباح اليوم بمشاركة الملايين من الشعب إلى جانب لفيف من المسؤولين في البلاد وعدد من السفراء.
وأشار سماحته إن قوى الاستكبار والعدو الامريكي يعادون الثورة الاسلامية لأنها أيقظت المنطقة من غفلتها فكان الشعب الايراني نموذجاً لبقية الشعوب، مؤكداً أن عليهم أن يخافوا فعلاً من الثورة.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية اذا لم تدرك الشعوب مصلحتها الرئيسية فانها ستضل الطريق، موضحاً إن أهم المصالح الرئيسية هی الخلاص من هذه المستنقعات؛ اي مستنقع التبعيةومستنقع التخلف، ومستنقع الفساد السياسي، والفساد الاخلاقي، وكذلك مستنقع التواطؤ الدولي الذي أودى الجميع سابقاً للوقوع بهذه المستنقعات.
وتابع قائد الثورة الاسلامية قائلاً: لقد كنا تابعين وايضا مذلولين، ومتخلفين، وأصحاب نظرة رجعية في العلوم والتقنيات والاقتصاد والحضور الدولي وفي كل مجال كان لنا "معلمة" تدير أمورنا وهيامريكا وبريطانيا.
واكد آية الله العظمى الخامنئي إن البلاد كانت تصدر النفط في تلك الايام أربعة أضعاف ما تصدره اليوم، فيما كانت الكثافة السكانية أقل من اليوم، إلا ان أكثر من نصف الشعب كان محروماً من الخدمات العامة.
وأوضح قائد الثورة الاسلامية إن البلاد كانت غارقة في الفقر والتخلف والفساد الاخلاقي والسياسي حيث لم تكن بامكانها تقديم خدمات عامة للشعب والنى التحتية ولاسيما في مجال الغاز والكهرباء والطرق والمدارس والجامعات كانت ضعيفة، منوهاً إلى إن الامام الراحل (ره) غيّر مصير البلاد، وأدار السكة نحو هدف أسمى أزالت التخلف وأسبابه وأدواته، عكس ما أراده النظام الملكي البائد.
وبين سماحته إن أهداف الأمة تحتاج إلى بذل الوقت والجهد، فتحقيق الاهداق المرجوة رهين بان قطار الثورة يكمل طريقه على نفس السكة التي وجهه إليها الامام الراحل (ره)، معتبراً درب الامام معياراً ومؤشراً اساسيا لنجاح الثورة.
وتابع قائد الثورة الاسلامية قائلاً: إننا اليوم حصلنا على انجازات عديدة ببركة الثورة الاسلامية، ومازالت أمامنا أهداف أخرى، لايمكن تحقيقها الا إذا ماقدنا القطار بنفس الاتجاه الذي هدانا الامام الراحل (ره) اليه.
واكد آية الله الخامنئي إن الاستمرار في الثورة يجلب التقدم والتنمية للبلاد والانحراف عنها يؤدي الى التراجع، داعيا جيل اليوم والاجيال القادمة الى مواصلة السير في طريق الثورة معتبرا اي انحراف عن مسار الثورة صفعة على وجه الشعب الايراني والاسلام.
واعتبر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الثورة الاسلامية ثروة ورصيد للبلاد، مبينا ان ايران دفعت تكاليف باهظة لنجاح هذه الثورة، إلا إنها ربحت أضعافها مئات المرات.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية إن ايران تحملت اعباء كثيرة ودفعت ثمنا باهظا خلال سنوات الدفاع المقدس الثمان امام عدوان النظام البعثي إلا إنها حققت انجازات كبيرة، مؤكداً إن التقدم في الثورة سيضاغف الأرباح ويحقق انجازات اكثر.
وأشاد قائد الثورة الاسلامية بالشعب الايراني الذي قام بهذه الثورة دون خوف من أي خطر عسكري أو اقتصادي، داعياً الجميع للصمود والشجاعة ورفع القدرات دائماً، والاستمرار بالسير في طريق الثورة لتحقيق مكاسب أفضل.
وأوضح القائد العام للقوات المسلحة إن الثوري ليس من حارب في صفوف الثورة خلف الامام فحسب بل إن من يناضل اليوم ضمن أطر ومعايير الثورة هو ثوري ايضاً، مشيراً إلى ان الشباب اليوم يمكن اعتبارهم ثوريين مثل الذين بذلوا انفسهم ودماءهم في سبيل وطنهم خلال أيام الدفاع المقدس، ممن وضعوا قلوبهم على أيديهم ويمموا وجههم جبهات الحرب، معتبرا الثائر الحقيقي من يستطيع الفداء.
ونوه قائد الثورة الاسلامية إن "الثوري" لا يعني "المتطرف" كما يتوهم البعض، مشدداً على إن هذه المفاهيم المخطئة ماهي إلا هدايا الأعداء لنا ليبثوا التفرقة بيننا، مؤكداً إن جميع الذين يلتزمون بمبادئ واطر الثورة الاسلامية هم ثوار دون تمييز بين من يسير بسرعة أكثر من غيره في هذا الدرب، منوهاً إن الأهم هو أن نسير في نفس الاتجاه.
وحدد قائد الثورة خمسة معايير ومؤشرات للثورة وهي: التمسك بقيم الثورة، ووضع مطالب الثورة نصب الاعين والسير بسعي نحوها، واستقلال البلاد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، ومعرفة العدو وعدم اتباعه، وكذلك التقوى في الدين والسياسة.
ونوه قائد الثورة الاسلامية إن ايران لم تقبل أن تكون ضمن التحالف الامريكي لحل قضايا المنطقة، لأن هذا التحالف لديه خطة اقليمية تهدف الى تحقيق اهداف مشبوهة ولانسمح لهم أن يستغلوا ايران وقدراتها للوصول إلى مايريدون، لافتاً إلى ان ايران لا تتبع مخططات الاخرين فهذا يتعارض واستقلالها وسيادتها.
وأكد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي على ضروة استقلال البلاد ثقافياً واقتصادياً، منوهاً إن الاستقلال الاقتصادي يكون باتباع سياسية الاقتصاد المقاوم، كما أثنى القائد على التطور العلمي الذي يحققه الجيل الجديد للبلاد.
واستنكر قائد الثورة الاسلامية إدعاء قناة "بي بي سي" المغرضة ضد الامام الراحل (ره)، مستبعداً أن تكون لهؤلاء الاعداء اي مصداقية في العمل.
وأكد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي على ضرورة وحدة الحكومة والشعب دون الاخلال بها، قائلاً: يمكن أن يعجب الشعب بحكومة وسياساتها، او لايعجب بها، وهناك مجال لتنافس التيارات في الانتخابات وتوجيه النقد، لكن يجب على الجميع أن يتحدوا ويكونوا في صف واحد جنباً إلى جنب.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المواجهة مع امريكا مواجهة لجبهة واحدة، لافتاً إلى إن هذه الجبهة يمكن أن تمتد إلى داخل البلاد أحياناً لذا يجب التوخي الحذر واليقظة، مشدداً على "ضرورة حفظ الحد الفاصل بيننا وبين الاعداء".
وختم قائد الثورة الاسلامية خطابه في ذكرى رحيل الامام الخميني (ره) بتأكيده على ان النصر القريب وضروة الثقة بوعد الله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم). /انتهى/.
تعليقك