وكالة مهر للانباء - رأى المحلل السياسي الإيراني عماد آبشناس في احدى مقالاته تحت عنوان "الدكتور سليماني ، واللواء ظريف" ان التجربة الذاتية تضاهي في بعض الأوقات العديد من شهادات الدكتوراه الجامعية، ولهذا السبب تقوم بعض الجامعات بإعطاء شهادة دكتوراه فخرية لبعض الشخصيات وانطلاقا من هذا المبدأ فإن اللواء سليماني يستحق دكتوراة فخرية في محاربة الإرهاب وأعداء إيران ، إذن ليس من العبث أن نلقب سليماني بلقب "دكتور".
وفي هذا الخصوص يقول آبشناس : "من جهة أخرى نشهد اليوم حروبا معروفة باسم الحروب الباردة والتي تختلف اختلافا جذريا عما يسمى بحروب المواجهة المباشرة ( التقليدية ) حيث أن إيران مجبرة على خوض هذا النوع من الحروب مع أعدائها الكثر وفي هذا السياق نستطيع القول بأن الجهاز الدبلوماسي االايراني يواجه العدو في الخطوط المقدمة، وعلى هذا الأساس نستطيع أن نعتبر الدبلوماسيين الإيرانيين الذين قاموا بمفاوضة مع ممثلي القوى الكبرى جنودا كحال الجنود الذين يقاتلون في أرض المعركة ، فإذن يعتبر محمد جواد ظريف بمثابة جنرال سياسي ايضا".
فإذا قلنا أن ظريف وسليماني هما أسًسا بنية جديدة للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية فلن نكون مخطئين ، فأحدهما يأخذ على عاتقه إدارة الجهاز الدبلوماسي للدولة ، والآخر يتولى محاربة التنظيمات الإرهابية المدعومة من الدول العربية في الخليج الفارسي نصرتا للشعوب الإسلامية في العراق وسوريا.
ومن وجهة نظر المحللين الإيرانيين إن ظريف وسليماني يشكلان فريقا مناسبا لتحقيق أهداف ايران في محاربة الإرهاب والدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة واستباب الامن والسلام في المنطقة في الوقت ذاته، حيث تمكن الإثنان من الدفاع عن حقوق إيران الشرعية في المحافل الدولية والإقليمية من خلال خبرتهم وحنكتهم السياسية والميدانية .
ويدعم هذه النظرية استطلاع رأي قامت به مؤخرا هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية حول أكثر شخصية سياسية شعبية لدى الناس حيث حصد محمد جواد ظريف على 65.9 بالمئة من الأصوات كما حصل قاسم سليماني على 64.2 بالمئة من الأصوات ما يشير الى رؤية الشعب الايراني في ضرورة دعم القوة العسكرية الى جانب الدبلوماسية الفاعلة.
وبالتأكيد ان منجزات الجمهورية الإسلامية سياسيا وعسكريا اثارت على الصعيد الاقليمي والدولي ردود افعال كثيرة للاعداء لاسيما الدول العربية في الخليج الفارسي التي لاتبرع الا في بث التفرقة بين الشعوب المسلمة حيث تنشر اخبارا مغايرة ومغالطة حول اختلافات داخلية في الجهاز الدبلوماسي الايراني يوميا وتسعى الى تغطية وتبرير هزائمها في منطقة غرب آسيا عبر اتباع سياسة بث الاشاعات والتضليل الاعلامي.
ولكن أصبح من الواضح للجميع اليوم أن إيران تحولت إلى اهم ثقل سياسي في الساحة الدولية ، حيث لا يمكن انكار دورها الواضح في تطورات المنطقة وان هذا الانجاز العظيم مدين لجهود "الجنرالات السياسية والعسكرية" في جبهة مشتركة. لهذا يجب على كل إيراني ألا يتغاضى عن جهود محمد جواد ظريف وفريقه في وزارة الخارجية ولا عن تضحيات قاسم سليماني ورفاقه المقاومين، وهذه إحدى خاصيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية الفريدة التي استطاعت أن تقوم برسم سياساتها الخارجية بنحو يحفظ مصالحها الوطنية والوقوف جنبا إلى جنب مع حلفائها في المقاومة الإسلامية في وجه دول الإستكبار للدفاع عن حقوق المستضعفين خارج اراضيها، من خلال الإشراف على التطورات الدولية والإقليمية وأخذ العبرة من الأحداث الماضية والحالية والمستقبلية.
يجب ان لاننسى ان سليماني وقف بشجاعة كبيرة في وجه تنظيم داعش المتمخض عن سياسات الدول الغربية والعربية لكسر محور المقاومة وتشويه صورة الإسلام ، وكذلك نجح أيضا في وقف انتشار هذا التنظيم الإرهابي لذلك نستطيع القول أن قاسم سليماني هو أمل الكثيرين من الناس في سوريا والعراق لتحرير المناطق المحتلة من قبل تنظيم داعش المدعوم من قبل السعودية وتحالفها المنافق.
ومن ناحية أخرى إن محمد جواد ظريف هو درع الجمهورية الأسلامية الإيرانية في الدبلوماسية الخارجية، والذي انهى دراسته في أمريكا ويمتلك القدرة والمعرفة الكاملة لجميع منحنيات السياسة وتعرجاتها وتكريس كافة جهوده للدفاع عن حدود الجمهورية الإسلامية السياسية والعقائدية، ظريف هو الشخص الذي تمكن من انهاء جميع اشكال العقوبات الجائرة على إيران عبر حنكته الدبلوماسية واستطاع مع فريقه في المفاوضات مجابهة أعتى الدبلوماسيين التابعين لأقوى دول العالم واستطاع بدبلوماسيته وبدعم شعبه أن يوقف ماكنة العقوبات والقرارات الظالمة بحق إيران، كما أنه بدأت الآثار الإيجابية لجهود الفريق المفاوض برئاسة ظريف بالظهور تدريجيا ، وهذا نتاج جهود الوزير الموقر للحكومة الحادية عشر .
تجدر الاشارة الى ان نجاح السياسة الخارجية لايران بمحورية ظريف-سليماني أثار غضب واستياء السعوديين ودول الخليج الفارسي حيث فقدوا أعصابهم وبالتالي قاموا بتحريض أمريكا مرارا وتكرارا على شن هجوم عسكري على إيران من جانب و بثوا اشاعات حول وجود خلافات في الداخل الايراني بين رجل الدبلوماسية ورجل الدفاع والجهاد، بينما تظهر العلاقة الوثيقة بين رجال الدبلوماسية الإيرانية ورجال المقاومة في العديد من المواقف ابرزها حينما وضح ظريف دعمه لقادة الحرس الثوري في الجولة الاخيرة من المفاوضات النووية في فيينا امام اعين الوفود الغربية، حيث رد رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني على اتهامات الغرب لقاسم سليماني، قائلا: "هل تعلمون عن أي رجال تتحدثون؟ هل تعلمون أن الشعب الإيراني شاكرا لتضحيات الحرس الثوري في الدفاع عن وطنهم في وجه الطاغية صدام ؟!"
واشار ظريف الى انه "لولا محاربة اللواء سليماني لتنظيم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق لكنتم شهدتم اوضاعا اخرى في المنطقة" .
واستنادا إلى ذلك يجب التأكيد على هذه النقظة البارزة أن الركيزتين الرئيسيتين اللتين تعتمد عليهما إيران في سياستها الخارجية أي الدبلوماسيةوتعزيز القوة العسكرية لمواجهة الإرهاب والدفاع عن حقوق الشعوب هما جزءان لا يتجزآن عن بعضهما البعض، و بالتالي يشترط وجود إحداهما بالأخرى كما أن نجاح السياسات الإيرانية مرهون باستخدام الدبلوماسية والقوة العسكرية في آن واحد./انتهى/
تعليقك