ورأى الشيخ البحريني محمد علي التل في حديث لـوكالة مهر للانباء إن الحديث عن علماء الدين هو الحديث عن رئة الأمة، فالأمة التي ليس فيها علماء هي أمة ميتة، والأمة التي لا تقدّر علماءها لا يمكنها النهوض الحضاري.
وأوضح الشيخ التل إن للعلماء قيمة عالية، فهناك وظيفة مهمة جدا لعلماء الدين وهي الحفاظ على إسلام الناس ورفع مستوى الوعى لديهم بالحياة في جميع جوانبها الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية، وغير ذلك، مشيراً إلى إن من وظيفة عالم الدين أن ينزل إلى الناس ويأخذ بيدهم إلى حيث سعادتهم وكمالهم.
وأضاف العالم البحريني في تعليق له على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول التفاف العلماء حول قضايا الشعب بإنه لا غرو أن رأيت العلماء يقفون موقفا واحدا أمام ظلم النظام الخليفي، دفاعا عن الإسلام وقادته، بل أن عدم تواجدهم يمثل مثلبة كبيرة يحاسبون عليها أمام الله منوهاً إلى أن هذه المرحلة مرحلة حساسة جدآ في تاريخ البحرين فالنظام الخليفي الآن يسعى لتغيير هوية البلد وثقافته، من خلال إحلال شعب جديد مستورد من جميع أصقاع الأرض محل المواطنين الأصليين، وهو ما يزيد من ثقل المهمة على كاهل العلماء المطالبين بالمحافظة على هوية البلد وثقافته الدينية.
وعن دور العلماء في ثورة البحرين أوضح الشيخ التل إن الشعب البحراني شعب متدين يلتف حول العلماء المخلصين ويستمع كلامهم، ويلبي نداءهم، موضحاً إن النظام الخليفي يبحث عن نقاط القوة في الثورة الشعبية في البحرين وعندما لاحظ حراك هؤلاء العلماء وإخلاصهم وقدرتهم على النفوذ في قلوب الناس، وارتباط الناس بهم، أدرك خطرهم على النظام، ولا سيما أنهم من المعارضين لسياسة النظام ومن المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي والقضائي وغيره من أنحاء الفساد.
وأشار الشيخ البحريني في تعليق على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول تعطيل صلاة الجمعة قائلاً: لصلاة الجمعة الأهمية الكبرى في التشريع الإسلامي، فتعطيل إقامتها من التعدي الصارخ على الدين وشعائره، وعودتها -ولو عبر مقاومة إجراءات النظام- أمر ينبغي على المؤمنين السعي له، وهذا ما كان في الأسبوع الفائت، وعلى المؤمنين المخلصين لدين الله أن يكسروا الحصار المفروض على صلاة الجمعة المركزية في بلدة الدراز بالحضور الجماهيري الضاغط في كل جمعة حتى يفك الطوق المفروض ظلما وعدوانا.
واعتبر الشيخ محمد علي التل إن الشعب البحراني يحتاج الدعم الكبير سواء كان معنويا أو غيره لأنه يرابط في خندق متقدم مدافعا عن الوجود الإسلامي في أرض الإسلام ضد الهجمة السعوأمريكية على الإسلام المحمدي الأصيل، مؤكداً على المسيرات والتظاهرات هي المظهر المعبر الأول عن مظلومية الشعب البحراني، وإخمادها يشي بالقضاء على الثورة وانتهائها، منوهاً إلى ضرورة المحافظة على استمرارها ولو بأعداد قليلة للحفاظ على الوهج الثوري في كل قرى وبلدات البحرين.
وحول الموقف العالمي عن الدفاع عن الشيخ عيسى القاسم رأى العالم البحريني إن قاسم يمثل أيقونة الإسلام الناصع و الدفاع عنه دفاع عن مبادئ الإسلام الحنيف، راجياً أن ترتفع وتيرة الرد وتتصاعد -داخليا وخارجيا- حتى تمنع تهور النظام ومن خلفه من ارتكاب أي حماقة ضد سماحة الشيخ.
وأشار الشيخ محمد علي التل إن الخيار السلمي في البحرين هو الخيار الاستراتيجي، ولكن قد يتغير إن اضطر النظام الخليفي الجماهير المسالمة إلى اتخاذ خيارات ضرورية للحفاظ على وجودها وقيادتها.
وعن محاكمة الشيخ عيسى قاسم أوضح العالم البحريني إن النظام الخليفي يريد بهذه المحاكمة أن يستخرج الناس غضبهم، ليقيس قوته ومداه، ثم يوجد السبل لإضعاف هذه القوة، هو يدرس الآن مواقع القوة لدى الشعب ليقضي عليها؛ حتى يبقي الشيخ وحيدا في الساحة ليسهل عليه مواجهته، وهذا ما لاحظناه من اعتقال ومحاكمة الشخصيات المؤثرة، وبأقصى العقوبات، كما أنه يراهن على الوقت في تعب الناس وتململهم ورجوعهم إلى بيوتهم، موضحاً إن الهجوم على بيت الشيخ الآن مستبعد لأنه لا يريد أن يفتح بابا جديدا لا يعرف كيف يغلقه، فبداية الصراع بيده ولكن نهايته ليست بيده. /انتهى/.
اجرى الحوار: محمد فاطمي زاده
تعليقك