وكالة مهر للأنباء- حنيف غفاري: لا يخفى على أحد الدّور الذي اضطلع فيه مكتب التّحقيقات الفيدراليّة لرسم خارطة الإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة ، حتّى أنّ الكثير يعتقد أن هذه الشرطة الفيدراليّة هي الّتي حسمت نتائج الإنتخابات الأخيرة وأطاحت بالديمقراطيين وهيلاري كلينتون.
كان المخطط على الشّكل التّالي، حيث ان بعد أقلّ من أسبوع لبانطلاق الحملات الانتخابية، قام هذا المكتب بضخ رسائل البريد الإلكتروني للمرشّحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون في سوق الإنتخابات السوداء مما أدى إلى تراجع أسهمها بشكل واضح وهذا ما بيّنته نتائج استطلاعات الرأي في الفترة التي سبقت الإنتخابات.
واستطاع أن يخلط ترامب إثر ذلك الأوراق في الولايات الحسّاسة كأوهايو وفلوريدا و بنسلفانيا وكارولاينا الشّماليّة، ويغيّر بنتائج استطلاعات الرأي ويتخطّى كلينتون. في حين أنّه وقبل إجراء ال "أف بي آي"كانت المرشّحة الديمقراطية تتقدّم على نظيرها الجمهوريّ بشكل واضح.
كما أدى هذا العمل إلى جعل بعض الآراء الّتي يطلق عليها ب "المترددة" بين كلينتون وترامب أن تحسم خياراتها في الأيّام الأخيرة لصالح دونالد ترامب.
ولكن ما الهدف من إعادة نشر أخبار رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية ؟ وما هدف الشّرطة الفيدراليّة من تبرئة ساحة كلينتون لاحقًا؟
الجواب على هذه الأسئلة يكمن في أن القادة الأمنيين في الشرطة الفيدراليّة كانوا يعتقدون بأن حالة من الإضطراب ستسود الشّارع الأميركي عقب الإنتخابات الرّئيسية، وبنظرهم فإن أنصار دونالد ترامب لديهم القدرة الأكبر للبقاء في الشّارع والقيام بأعمال شغب تضر بصورة الأمن الأميركيّ، فكان لا بد أن يضعوا النّقاط على حروف التسريبات المفتعلة للرسائل الإلكترونيّة للمرشّحة الدّيمقراطيّة.
وما يفسّر أيضًا تبرئة ساحة كلينتون قبل يوم من الثامن من نوفمبر هو لجم الغضب لأنصار كلينتون في حين أن الأصوات الإنتخابيّة كانت قد حسمت لصالح ترامب، ولن يؤدّي هذا الإعلان إلى تغيير حقيقي في الخريطة الإنتخابية التّي كان قد رسمها ال" أف بي آي".
وبعد الهزيمة كانت واضحة حين أشارت المرشّحة الخاسرة بأصابع الإتّهام لل "أف بي آي" لكنّها فضلّت عدم فتح هذا الموضوع، كذا كان رأي مسؤولي الحزب الديمقراطي بإغلاق هذا الملف.
من الواضح أن مكتب التّحقيقات قد وجه صفعة لهيلاري كلينتون وإنذارا لمسؤولي الحزب الديمقراطي بسبب سياسات معيّنة كانوا قد انتهجوها. لكنّ المسلّم به أنهم سيسعون إلى إعادة كسب بعد الرضا من الديمقراطيين عبر التدخل غير المباشر بسياسات ترامب وكبح جموحها خصوصا على الصّعيد الأمني.
تعليقك