وأفادت وكالة مهر للأنباء أن بهرام قاسمي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية أجرى مقابلة مع صحيفة العربي الجديد القطرية وتطرق الى العديد من القضايا الدولية والاقليمية.
مصير سوريا يقرره السوريون أنفسهم
وفي مستهل الحوار شدد بهرام قاسمي على موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية من الأزمة الراهنة في سوريا واليمن قائلا "ما يجري في سورية معقد ومأساوي، وبدأ بخروج مجموعات حاولت تغيير الواقع على الأرض وتقرير مصير السوريين، وقد حصل هؤلاء على رعاية مالية وعسكرية، والموقف الإيراني كان واضحاً منذ البداية ونكرره اليوم: مصير سورية يقرره السوريون أنفسهم، وهو ما يجب أن يتحقق ضمن أجواء سياسية.
السعودية ارتكبت خطأ كبيرا في اعتدائها على اليمن
وحول الملف اليمني قال بهرام قاسمي "نحن على قناعة بأنه عندما لا يستطيع طرف أن ينتصر على طرف آخر فسيبدأ بمقاومته بأي شكل، لذا يتم الترويج بأن "أنصار الله" يتلقون دعماً. أعتقد أن السعودية ارتكبت خطأ كبيراً واعتدت على اليمن، وهذا غير مقبول من الطرف الإيراني. الشعب اليمني صبور، قوي ومحارب، وتختلف ظروفه المعيشية عن بقية سكان المنطقة. من جهة ثانية، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السلاح منتشر كثيراً بين اليمنيين. وبوجود هذه الوقائع، التي لم تحسب الرياض لها حساباً، فإنها توقعت انتهاء الأمور لصالحها خلال فترة وجيزة، ولم تكن تتخيل وجود مقاومة شعبية. اليمن بالأساس بلد بعيد، والطريق نحوه غير مفتوحة، ولا يمكن لإيران أن تصل إليه. فكيف يتهمونها بتهريب الأسلحة التي لا يحتاجها اليمنيون أصلاً؟"
ملفاتنا العالقة مع السعودية ليست معقدة للغاية
وحول العلاقة بين طهران والرياض قال الدبلوماسي الايراني "لا أعتقد أن العلاقات مع السعودية تحتاج بالضرورة إلى وسيط. ملفاتنا العالقة ليست بذلك التعقيد. ما أثر على العلاقات الثنائية بين البلدين ناتج بالأساس عن سوء فهم واتهامات واهية لإيران. بعد التوصل إلى الاتفاق النووي تخوفت عدة أطراف، ومنها السعودية، من تعاظم الدور الإيراني وعودة البلاد للمشهد الدولي بقوة. نحن جاهزون لفتح حوار ثنائي، إذا ما أوقفت السعودية تصريحاتها وسياساتها المضادة لإيران. لا نريد استمرار المشكلات مع الدول الجارة، وسياستنا الخارجية تقوم على مبدأ بناء علاقات بناءة مع الآخرين، والدول الخليجية جزءٌ من هذه المعادلة. في الحقيقة هناك تواصل مع أطراف في المنطقة حول ملفات العلاقات الثنائية مع إيران والعلاقات الإقليمية والدولية. أجرينا اتصالات وزيارات متبادلة بين إيران وكل من قطر والكويت وسلطنة عمان، ولكني أستطيع أن أجزم أن المشكلة الرئيسية في المنطقة تعود للعلاقات المتوترة بين إيران والسعودية".
قد نضظر لاتخاذ خطوات أخرى في حال لم تتجاوب باكستان مع المطالب الايرانية حيال ضبط الحدود بين البلدين
وفي ما يتعلق بالعلاقات بين ايران وباكستان على خلفية حادث مير جاوة الارهابي قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية "بالنسبة إلى إيران فما حدث في منطقة ميرجاوه كان صعباً، وتم التعامل معه عبر كل القنوات الدبلوماسية. أرسل الرئيس حسن روحاني رسالة إلى نظيره هناك، واجتمع سفيرنا مع رئاسة الوزراء، كما قدمنا مذكرة اعتراض بعد استدعاء سفير إسلام أباد في طهران، وتوجه وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، على رأس وفد أمني وعسكري إلى هناك وعقد عدة اجتماعات تصب في اتجاه واحد، ألا وهو ضرورة حفظ أمن الحدود، وتم الاتفاق على عقد مباحثات أخرى لاحقاً لصياغة خطة عمل. نحن نشعر بوجود أطراف تدعم التحركات على الحدود بين البلدين بما يقض مضجع إيران ويزيد من تعقيدات الإقليم. في كل الأحوال علي أن أوضح أنه إذا لم تقم الحكومة الباكستانية بما عليها من خلال محاربة التحركات الإرهابية الموجهة ضد إيران داخل أراضيها، وإذا رفضت التعاون مع إيران ثنائياً لتحقيق هذا المطلب، ستكون البلاد مضطرة لاتخاذ خطوات أخرى بحال عدم تحقق أي من هذين الأمرين، وستحارب التهديدات بنفسها هناك، بعد إبلاغ حكومة إسلام أباد. "
نوصي طالبان والحكومة الأفغانية بضرورة الجلوس حول طاولة حوار واحدة
وردا على سؤال مراسلة الصحيفة عن حقيقة وجود اتصالات بين ايران وحركة طالبان الأفغانية قال قاسمي "أفغانستان بلد جار، أمنه من أمن إيران، وبالتالي فإن استقرار الأوضاع هناك من مصلحتنا بالنتيجة. نعتبر أن مسؤولية تحقق هذا الأمر تقع على عاتق الحكومة نفسها، لكنْ هناك أطراف ثانية على الأرض، ما يعني أنه يجب مساعدة الكل لتحقق الاتفاق بينها. كانت لنا اتصالات مع "طالبان" بالفعل، ولم تكن بهدف تطوير عمل سياسي مشترك، وإنما للاتفاق على صيغة لحفظ أمن واستقرار الحدود الإيرانية الأفغانية المشتركة. نحن مضطرون للدخول في حوار حول هذه النقطة مع الحكومة الأفغانية ومع الأطراف الفاعلة، فالإرهاب والمخدرات تهديدان على ذاك الشريط الحدودي، وهو الأمر الوحيد الذي نبحثه مع "طالبان"، رغم أنني أؤكد أننا نوصي "طالبان"، كما نوصي الحكومة الأفغانية، بضرورة الجلوس حول طاولة حوار واحدة، لكننا غير مهتمين بالبحث عن تقاطعات لإبرام صفقات تعاون سياسي طويل الأمد. /انتهى/
تعليقك