وكالة مهر للأنباء: أثار تصرف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في مؤتمر الأمن بميونخ، السخرية في الأوساط الاعلامية حيث اصطحب معه بعض الخردة مقدماً إياها على أنها بقايا حطام طائرة استطلاع إدعى إنها إيرانية أسقطتها إسرائيل، وحول هذا الموضوع كتب الصحفي والكاتب الفلسطيني محمد بكر مقالاً لوكالة مهر للأنباء جاء كالتالي:
رفع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في مؤتمر الأمن بميونخ ماقال أنه بقايا حطام طائرة استطلاع إيرانية أسقطتها إسرائيل، هاج نتنياهو وماج ولم ير في المشهد سوى إيران وخطرها، بدا الرجل غاضباً حد القهر، كل كلماته النارية عن دور إيران وتواجدها في سورية وسعيها كما قال لتغيير قواعد المواجهة في سورية، وأنهم سيواصلون منع طهران من إقامة قاعدة عسكرية دائمة على الأرض السورية وسيستهدفونها وليس فقط حلفاءها، كل هذا الغضب كان محاولةلحشد الرأي العام ضد طهران ودمشق، ولا يعدُ كونه أكثر من تغطية على المأزق الإسرائيلي ولاسيما بعد المساس بهيبة سلاح الجو المتطور ، من هنا نفهم التظهير الإسرائيلي للقدرات وحديث نتنياهو عن عدم اختبار عزم إسرائيل.
الخطاب الإيراني كان أكثر جدية بالمطلق، ومن منطلق ثبات التحالفات الاستراتيجية ومتانتها، جاء ذلك واضحاً في كلام وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي نوه بالرد الايراني على أية محاولة إسرائيلية لضرب إيران، واصفاً ماقام به نتنياهو بالسيرك الهزلي، ولايستحق حتى شرف الرد عليه.
من هنا فإن تلازم الخطاب الإسرائيلي والاميركي والسعودي، وإن بدا ذلك كتظهير أكثر للتحالفات في صراع المحاور الحاصل في المنطقة، إلا أنه لن يتعدى في اعتقادنا حدود الرسائل السياسية، ولاسيما للروسي المنخرط حتى اللانهاية في مشهدية الاشتباك الدولي، ولعل الرسالة التي بعثت بها عملية إسقاط الطائرة الإسرائيلية، كرد على إسقاط الطائرة الروسية في سراقب، تعد الدليل القطعي على مضي روسيا في الحضور الوازن سياسياً وعسكرياً في جميع ملفات المنطقة، ولن تنفع دعوات ورسائل مستشار الأمن القومي الأميركي أتش آر ماكماستر الموجهة للمجتمع الدولي لتوحيد الموقف ضد دمشق في ثني ولي الذراع الروسية عن صياغة الحلول العسكرية والسياسية وفق المقاسات الروسية، ولا في تغيير القرار الاستراتيجي لدمشق وحلفائها في السيطرة على المزيد من الجغرافيا السورية.
ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية عن قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تقارب بين حماس وحزب الله، ومابدأ يتمظهر في المشهد من وحدة الخيارات والمصير من فلسطين إلى إيران، وتنامي خطاب هذا المحور بعد سبع سنوات من حرب اعتقدت إسرائيل أنها حرب استنزاف بصورتها المثالية، ولازالت قاعدة هذا الخطاب في إطار إزالة الكيان الصهيوني، هو مايقلق الأخير ، ويدفعه لتنفيس غيظه باللجوء لرفع النبرة في التصريحات من جهة، وقصف جبهة غزة الأضعف عسكرياً من جهة أخرى.
في الوقت الذي كان فيه نتنياهو يشكو لبوتين في الزيارة الأخيرة لموسكو، ويتحدث عن معاداة السامية وعن خطر إيران ونيتها تدمير وحرق إسرائيل، كان بوتين يتحدث في وادٍ آخر ، وتحديداً عن معاداة الغرب لروسيا، وبالتالي فشل كل المحاولات الإسرائيلية في فرض المرونة على الصلابة الروسية، من هنا كان ماقاله وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية بأن الوضع صعب حقيقاً وواقعياً، ومثّله نتنياهو خير تمثيل وبدا كمن يرفع العصا ولسان حاله يصيح " أمسكوني". /انتهى/
*كاتب صحفي فلسطيني
تعليقك