وافادت وكالة مهر للأنباء ان صحيفة "العربي الجديد" أجرت حواراً مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي حشمت الله فلاحت بيشه، علق فيه على تصريحات حيدر العبادي بشأن التزام العراق بالعقوبات الأمريكية على ايران موضحا ان العبادي أصدر أكثر من تصريح وحاول تعديل موقفه الذي لاقى انتقادات إيرانية وحتى عراقية، ومعتبراً ان مثل هذه المواقف المثيرة ترتبط بمعادلات داخلية عراقية وبمسألة تشكيل الحكومة المرتقبة كما واستبعد فلاحت بيشه أن العراق يقبل مسألة العقوبات على إيران عملياً ونظرياً.
وفيما يتعلق بالتفاوض مع الولايات المتحدة رأى المسؤول الايراني فلاحت بيشه أن الحوار بين إيران وأميركا ليس محرّماً بالفعل، وشهد العالم عليه خلال المباحثات النووية، مشيرا الى موقف قائد الثورة آية الله الخامنئي الذي أعلن من جهته أن التفاوض لن يحصل وأن الحرب لن تقع، مبينا ان هذا الخيار غير متاح في الوقت الراهن ولا مع الحكومة الأميركية الحالية. "سندخل في مفاوضات حين نشعر بالقدرة على طرح المواقف من منطلق قوة وهذا يعني انتصاراً دبلوماسياً، فإذا ما شعرنا مجدداً أن مصالحنا ستتحقق من خلال هذه المعادلة سندخل في الحوار."
وتابع ان إيران بلد يختلف عن غيره، وأميركا تدرك ذلك، إذا ما كان هناك خياران ألا وهما الحرب أو الدبلوماسية، معتقداً أن الطرفين سيتجهان في النهاية نحو الخيار الدبلوماسي، لكن ذلك سيستند لمنطق قوة إيران التي لن تدخل في الحوار لأنها ضعيفة.
واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي ان الأجواء الحالية أفضل بكثير مما كانت عليه قبل التوصل للاتفاق النووي، في السابق خضعت إيران لستة قرارات عقوبات أممية، وكان مجلس الأمن يقدم تقارير دورية حول وضع الحظر المفروض عليها بينما في الوقت الراهن لا يوجد أي قرار أممي يستهدف ايران مشددا على ان ايران قادرة على عزل الإدارة الأميركية الحالية عن المجتمع الدولي.
وعن خيارات ايران لمواجهة العقوبات الحالية قال فلاحت بيشه أن البلاد بدأت باتباع خيارات داخلية، من قبيل الحرب على الفساد، تنظيم وتحسين الإدارة، تقوية الروابط مع الآخرين والاستفادة من العلاقات الدبلوماسية.
وبشأن المناورات التي اجرتها البحرية الايرانية في الخليج الفارسي أوضح ان القوات المسلحة الإيرانية تجري مناورات بشكل اعتيادي ووفق برامج معدة مسبقاً، والكل يعلم أن إيران دافعت عن أمن واستقرار مضيق هرمز تاريخياً وأنها تؤمن ثلثي مياه الخليج الفارسي والمضيق، فمن الهام إجراء مناورات للتحقق من الجهوزية دائماً، وفي بعض الأحيان تشعر البلاد باحتمال وقوع تهديد ضدها في تلك المنطقة فتقوم بتطوير قدراتها واختبارها لتتناسب والتهديدات القائمة.
وتعليقاً على الحرب الاقتصادية الأميركية التي اتسعت دائرتها على دول مثل تركيا وروسيا دعا النائب الايراني الدول الخاضعة للعقوبات، من قبيل إيران وتركيا والصين وروسيا، الى أن تسير نحو التعاون للوقوف بوجه سياسات الحظر، معتبراً : إذا ما قررت هذه الأطراف أن تتحرك سياسياً فهذا قد يوصل الجميع إلى تحالف دولي مبني على الاقتصاد. هذا السيناريو إن حصل، سيزيد من قدرة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وحتى مع أميركا، لأن المشهد الدولي سيخرج من شكل وجود قوة واحدة تدير الجميع وتتحكم بالأمور.
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي تجري حالياً بين ايران والدول الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي بشأن الحزمة المقترحة لبقاء ايران في الاتفاق قال فلاحت بيشه ان الحزمة ليست سرية وتم التأكيد فيها على ضرورة استمرار شراء النفط والغاز الإيراني، وتنمية الحقول، والسماح بالحصول على العائدات، وجذب التقنيات والاستثمارات وضمان التعاون المصرفي والمالي مع البلاد.
واوضح ان ما يريده المسؤولون الايرانيون هو أن تتحول الحزمة إلى خطة عمل واضحة، فكما يحوّل الأميركيون تهديدهم إلى واقع عملي وببرنامج زمني دقيق، يتوجب على الأوروبيين ضمان مواجهة ذلك عبر وضع جدول زمني للحزمة التي يجب أن تكون موضوعية وعملية. مضيفاً ان الأوروبيين بدأوا بمناقشة المقترحات بشكل تفصيلي مع عودة العقوبات الأميركية لإيران الأسبوع الماضي.
ولفت الى ان إيران ترحب بالتعاون حول الملفات الإقليمية مثل اليمن، "لقد حاورنا الأوروبيين حتى يؤدوا دوراً مؤثراً في تلك الساحة، ونحن الذين قدمنا المبادرة وفتحنا هذه القناة بوجه الأوروبيين، وعلى الآخرين أن يتنبهوا لهذا التحرك".
ورداً على سؤال عن سياسات روسيا في سوريا والقلق الذي يلحق بمصير إيران هناك بسبب اتصالات روسية إسرائيلية، استبعد فلاحت بيشه أن تقوم روسيا بالألاعيب حالياً، مشيراً الى واقع مفاده أن كل طرف يلاحق مصالحه، طهران وموسكو تقاربتا أكثر بسبب ملف طرف ثالث، وتطورت العلاقات لأسباب ترتبط بكليهما، وهذا وحده ليس كافياً. /انتهى/
تعليقك