وكالة مهر للأنباء ، القسم الدولي ــ محمد قادري ، بيمان يزداني: قال نائب وزير خارجية بريطانيا لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا اليستر برت في حوار حصري مع وكالة مهر للأنباء ، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان للحفاظ على العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إيران ،فيما أكد دعم بلاده للحفاظ على الاتفاق النووي.
كما شدد "برت" على أن بريطانيا مستعدة لتحمل تكلفة الحفاظ على علاقاتها التجارية مع إيران ضد العقوبات والضغوط الأمريكية.
الحوار الحصري مع المسؤول البريطاني هو كما يلي:
* ماهي القضايا التي تم التفاوض عليها ومناقشتها خلال زيارتك إلى طهران واجتماعك مع المسؤولين الإيرانيين؟
هذه هي زيارتي الثالثة إلى طهران خلال العام الذي مضى ، وهو ما يعني أن العلاقات مع إيران قد تعززت وقوت أكثر من أي وقت مضى. لا أتذكر بالضبط عدد الاجتماعات والمحادثات التي أجريناها مع مساعد وزير الخارجية الإيراني ، السيد عراقجي، بما أننا قد أجرينا العديد من المكالمات الهاتفية سواء في إيران أو في أوروبا.
التقيت برئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، والذي التقيت به من قبل ، لكن للمرة الأولى تحدثت معه كرئيس لمجلس العلاقات الخارجية. لذلك كل من هذه الزيارات والتعارف مهمة جدا بالنسبة للمملكة المتحدة. خلال هذه الاجتماعات ، شددت من جانب رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية البريطانية على ضرورة تعزيز العلاقة والاستمرار في ذلك من خلال الاهتمام بالقضايا المشتركة ، وأعتقد أن هذا المستوى من العلاقات هو أكثر مما يتصوره الكثيرون.
في الوقت نفسه ، حاولت توفير فرص جيدة لمناقشة بعض الاختلافات. في الواقع ، الأمور المتعلقة بالمنطقة والقضايا المتصلة بإيران مهمة جدا لبريطانيا. كما ترون ، هذه القضايا تتعلق بالاتفاق النووي ومكانة بريطانيا فيما يخص الاتفاق ، بالإضافة إلى القضايا الثنائية الأخرى مثل الشؤون القنصلية والتأشيرات وغيرها من الأمور التي تتعلق بالتطورات في اليمن وسوريا ومحادثات السلام في المنطقة.
وعندما تحدثت مع رئيس المتحف الوطني ، تمكنت من رؤية بعض القضايا الثقافية ، وتوصلت إلى قناعة بان العلاقات الثقافية الثنائية بين إيران وبريطانيا في مستوى جيد. في الفترة الحساسة التي توقفت فيها علاقتنا الدبلوماسية مع إيران ، كنت مسؤولاً عن توقيع قرار كان من المفترض أن يعد ميثاق كورش من أجل أن يتم عرضه في طهران ، لأنه كان من الأهمية بالنسبة لي أنه حتى إذا لم نكن نقيم علاقات دبلوماسية ، فإن العلاقات الثقافية ينبغي أن تستمر بين إيران وبريطانيا. وفي الوقت نفسه ، كانت الملفات والقضايا الدولية هي المحور الرئيسي للمحادثات والمناقشات.
*ما الذي حققته هذه المحادثات وكيف تقيمها؟
لا أعتقد أنه يمكننا الآن تقييم واضح لسلسلة نتائج المحادثات. خلال المحادثات ، وحتى عندما رأيت الناس في الشوارع ، كانت العلاقات حميمة وودية للغاية. يبدو لي من المهم جدا أن نفهم بعضنا البعض والثقة مهمة جدا في هذا وسوف نواصل مناقشة الخلافات.
في الوقت نفسه ، سنجري المحادثات بصدق، ولكن من المهم جداً أن نفهم موقف كل منا ، ومن المهم أن نكون قادرين على فهم موقف بعضنا البعض بشكل جيد ، طبعا يجب أن لا تكون بنظرة تتسم بالعداء.
ومع ذلك ، إذا أردتم تقييم نجاح هذه المحادثات، يجب أن أضيف أنه حتى الآن حققت محادثاتنا في طهران نتائج جيدة. وأنا أتجنب بكل تفاؤل أي تعليق فيما يتعلق بفهم الجانبين المتبادلين لهذه المفاوضات ، ولكن آمل أن الحكومة الإيرانية تمتلك رؤية واضحة بشأن ردود لندن. كما نعلم أن جميع قنوات ومسارات الحوار مفتوحة وممكنة ، ونأمل أن نتمكن من مواصلة الحوار والعمل معاً للحد من التوترات في المنطقة.
* كيف تقيم لندن الاتفاق النووي وانسحاب إدارة ترامب من هذا الاتفاق ؟
قبل وبعد إصدار بيان الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووی ، سنقوم بتقييم هذا الاتفاق والالتزامات المشرفة له . نحن نقر بأن إيران قد خلقت شروطًا موثوقة وفقًا لبرنامجها النووي ، وعلى هذا الأساس نؤيد بشدة التعاون مع الوكالة.
كما نعتبر أن إيران قد أوفت بالتزاماتها وتواصل تنفيذ هذه الالتزامات. هذا هو الموضوع الرئيسي للعلاقة. سوف نستخدم كل ما في وسعنا في الاتحاد الأوروبي لضمان استمرار العلاقات التجارية مع إيران ، رغم أن ذلك ليس سهلاً وهناك العديد من العقبات.
من المؤكد ان اقتصاد إيران لا يمر بظروف طبيعية وسهلة ، ونحن ندرك ذلك تماما ، هناك أيضا قضايا أخرى ، بما في ذلك متابعة الإصلاحات الضرورية في النظام المصرفي. لقد جعلت الإجراءات الأمريكية الأمر أكثر صعوبة ، لكننا في الاتحاد الأوروبي عازمون على إنشاء آليات ، وفي الوقت نفسه ، تقديم حوافز للمستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار في إيران.
ستكون قرارات العمل هذه صعبة ، لكنني أعلم أننا جميعنا مصممون على البقاء في إيران عندما وقعنا على الاتفاق النووي. هذا أمر مهم للغاية ، وعندما ندعم موضوعًا ، من الطبيعي أن نحافظ عليه ونأمل أن يستمر.
*برأيكم ما هي أهمية الاتفاق النووي بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الاوروبي من الناجية الاقتصادية والسياسية والأمنية؟
الاتفاق النووي بالنسبة لنا بالغ الأهمية ونحن نعرف أنه اتفاق لم يتم إبرامه والتوصل إليه على جدل بل ان التوصل إليه استغرق سنوات عديدة وقد أجريت الكثير من المفاوضات والمحادثات حوله.
وإذا ما التحقت الدول إلى معاهدة دولية ما فإنه يتوجب عليها الالتزام بها فعلى سبيل المثال فان معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية يعتبر انجازا كبيرا أو بالنسبة لبلد كإيران التي قد تعرضت للأضرار في هذا المجال اثناء حربها مع العراق لذا فان منظمة منع الأسلحة النووية يعد موضوعا بالغ الأهمية بالنسبة للجميع.
وعلى ذلك أقول فإن الجميع بمن فيهم الشعوب تؤيد اتفاقيات ومعاهدة كالاتفاق النووي لأنه يهدف للاستفادة السلمية من الطاقة النووية وليس لشيء آخر، ونحن نعتبر هذا الاتفاق اتفاق مهما للغاية وأعرف أن زملائنا الأوروبيين ايضا يعتقدون بهذا الرأي.
*نظرا إلى وجود الضغوط الأمريكية، إلى أي حد تكون بريطانيا مستعدة لدفع التكاليف من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي؟
حتى الآن لقد بذلت بريطانيا باعتبارها أقرب حلفاء أمريكا الكثير من التكاليف للخلافات حول الاتفاق النووي، ومن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد الآخرين ان يكونون تابعين لها وأن يخرجوا من الاتفاق النووي ولهذا فنحن نتعرض للضغوط في هذا السياق.
لكن نحن قد اتخذنا قرارنا ولا نرغب في الخروج من الاتفاق النووي وفي الوقت الراهن نعمل في المجال الاقتصادي منه، ونحاول حاليا ايجاد حلولا فنية للاستمرار في التعاون المصرفي من ايران، ورغم أن هذا الأمر ليس بالأمر اليسير ويحتاج إلى مزيد من الوقت لكننا سنعمل بجد واخلاص لتحقيق هذا الهدف.
نحن ما نعرفه جيدا هو أهمية علاقتنا الخارجية بالدول الأخرى، وفي الوقت نفسه نحن مستعدون لبذل التكاليف ذلك أن قضية استقلال سياستنا الخارجية هي قضية بالغة الأهمية بالنسبة لنا.
* لماذا تظنون أن تحقيق هذه الأهداف وآليات الحفاظ على الاتفاق النووي ليس بالأمر اليسير؟
أنا لست خبيرا في عمل البنوك للكننا سنسعى جميعا لإيجاد آلية للاستمرار في التعاون المصرفي بين ايران واوروبا، وانتبهوا جيدا أن النظام المصرفي العالمي هو نظام متصل اتصالا متقابلا وإن دائرة عمل البنوك الأمريكية وسيعة للغاية.
*هل تأثرت العلاقات بين بريطانيا وأمريكا بعد خروجكم من الاتحاد الأوروبي؟
بصراحة وإيجاز لا. هناك الكثير من الاختلافات في سياسات بريطانيا والاتحاد الأوروبي وامريكا، والخروج من الاتحاد الأوروبي لا يعني قطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو أمريكا وهذا لا ينبغي أن يناقش أصلا كاحتمال مفترض.
في البداية اسمح لي أن أرد على بعض الاتهامات والمزاعم، نحن نفذنا ما قلتموه، وليس لدينا مشروع في هذا الخصوص أو مخططات سرية في ايران، بشكل اساسي ونرفض بشكل كلي الاتهامات الموجهة ضد قناة "البي بي سي فارسي". فهذه القناة توصل الأخبار إلى الناس عبر عملها الاحترافي، وعلى عكس ما يخيل للبعض فأنه ليس هناك أي وثيقة أو قرار عند بريطانيا تثير مخاوف الشعب الايراني.
وحول السؤال الثاني فيما يخص بناء الثقة، يجب أن أقول أن جهودي أنا وجهود "بورس جونسون" عندما كان وزير للخارجية، في مجال ترتيب اللقاءات مع السيد ظريف تنطوي بالمجمل ضمن إطار بناء الثقة.
اللقاء المقبل لوزير خارجيتنا سوف يأتي إلى هنا، كما ستكون هناك فرصة لقاء خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ستكون جميعها في مسير بناء الثقة وتعميقها، فاللقاءات تعزز الثقة المتبادلة بين الطرفين.
علينا أن نحاول قدر المستطاع لتخفيف الاتهامات المتعلقة بالثقة المتبادلة، فالاتهامات تنشر اليوم بكل سهولة. نحن نعيش في عالم مليء بالأخبار الخاطئة التي تنشر بسهولة سوء الظن بين الأطراف، لكن الحقيقة ليس هناك إي وثيقة تثير مخاوف السعب الايراني بشكل حقيقي.
*هل هناك اختلافات بين امريكا وبريطانيا حول المستجدات في الشرق الأوسط كسوريا والعراق واليمن والبحرين وصفقة القرن؟
للإجابة عن كل سؤال على حدة نحتاج إلى نصف ساعة كحد أدنى، لكني سأحاول الإجابة باختصار بشكل عام، فهناك خلاف سياسي بين امريكا وبريطانيا، لكن هناك إيضاً نقاط مشتركة.
فكلانا يسعى لإرساء الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وندرك احتمال وجود اشتباكات وتوتر ببين عناصر مختلفة في المنطقة، لذلك نعمل على تقليصها، مهما اختلفت. كمثال يمكن التحدث عن سوريا فأن الأزمة على مشارف التوصل إلى نتيجة وهناك احتمال كبير بأن الحرب ستنتهي، ونحن سندعم التوافق السياسي في سوريا على أن يكون مستقبل البلاد بيد الشعب وأن تتوفر أرضية جيدة لعودة اللاجئين إلى هذا البلد.
المقصود أن الحكومة السورية الحالية تختلف عما قبل عام 2011، ويتوجب عليها العمل بطريقة يشعر فيها الشعب بالأمان والاستقرار، ومن جهة ثانية فنحن ندعم أصدقاءنا في اليمن لوقف التوترات أسرع ما يمكن.
نحن ندعم بشكل كامل مساعي "مارتين كريفتتيس"، وجميعنا يعلم أن التوترات الموجود في اليمن هي مؤلمة وتثير القلق ويجب القيام بإي عمل لإنهاء هذا التوتر.
عملية السلام بالشرق الأوسط مهمة جداً وأساسية بالنسبة لبريطانيا، لقد تابعنا الاشتباكات ين اسرائيل وفلسطين، وهذا الموضوع بالنسبة لنا واضح جداً وما يهمنا بالفعل هو الوصول إلى توافق بينهما بأسرع وقت ممكن، ونح ندعم حل البلدين، فيما تكون قضية بيت المقدس قضية للنقاش بين اسرائيل وفلسطين، بالطباع هناك بعض التحفظات البريطانية على أسلوب الاجراءات الامريكية في عملية السلام.
دعمنا لفلسطين يأتي ضمن إطار برنامج ثنائي، ونحن نرفض مقولة أن السلام في الشرق الأوسط هو قضية طويلة الأمد تستمر لعدة سنوات ومن الممكن أن تستمر للأبد، بل نأكد أن هذا الموضوع يجب أن لا يستمر أكثر، ونحن نعمل بشكل جاد على هذا الموضوع.
في الحقيقة نحن نؤيد امريكا في القرارات التي توقف العنف في الشرق الاوسط وتعزز الأمن في مختلف المناطق، فيما نختلف مع امريكا في بعض القضايا، لكن علينا الاهتمام بها.
على أية حال نحن لا يهمنا اذذا كان لشركائنا مواقف مختلفة من ايران، فنحن جميعاً نسعى لنجد حل لهذه الاختلافات لخلف فرص النمو والتوسعة والأسسس الصحيحة، ونتشوق للتعاون المشترك.
لقد تكلمت عن اليمن لكننا نعلم أن بريطانيا تبيع السلاح للسعودية، ويبدو أن هناك ازدواجية في التعامل الأوروبي في مسأل اليمن وحقوق الانسان، على كل حال أريد سؤال ما هو موقف بريطانيا من المستجدات في البحرين ومن الديمقراطية وإرادة الشعب في هذا البلد؟
البحرين كانت تتبع ممسير الاصلاحات قبل عام 2011 ولدينا تعاون مع الحكومة البحرينية منذ ذلك العام ونقدم لهم مساعدات فنية فيما يخص الاصلاحات في هذا البلد. نحن نعتقد أن استمرار هذه الاصلاحات بدون عنف ضد الحكومة او ضد الشعب أمر مهم جداً.
نحن نتعامل مع حكومة البحرين على أنهم شريط جيد ومحل ثقة لبريطانيا، في الوقت نفسه ندعو البحرين لإكمال الاصلاحات وطالما أنهم يتعاملون مع جميع أنباء الشعب على أنهم مواطنين فسنكمل دعمنا.
*هل هناك ما ترغب بإضافته في نهاية اللقاء؟
أشكركم على هذه الاسئلة لقد أتاحت لي فرضة لإبداء رأيي، أنا أرغب في متابعة برنامج ايران فيما يخص الافغان بالطبع الأمر ليس سهلاً بالنسبة للحكومة الايرانية. /انتهى/.
تعليقك