وكالة مهر للأنباء ، القسم الدولي ـــ محمد قادري: وقد انطوت كلمة بن علوي ، التي جاءت بتأثير واضح من الأمريكان لخلق مساحة بيئية مناسبة وملائمة لصالح الكيان الصهيوني ، على تداعيات لا يُحتمل أن تجهلها الأسرة الحاكمة في سلطنة عمان.
هناك بعض النقاط التي يجب على الحكومة العمانية أن تنتبه إليها:
1. الکیان الصهيوني ، ولا سيما نتنياهو ، الذي يطلق على نفسه كذبا وزورا على أنه ممثل لليهود ، اليوم يواجه كل أنواع المشاكل الداخلية منها والإقليمية ، ويرى أن السبيل الوحيد لإنقاذ نفسه من دمار محتم يتمثل في نشر الإيرانوفوبيا ، والتغطية على جرائمه ومجازره طيلة السنوات السبعين الماضية . وإن الدعم الكامل الذي يقدمه دونالد ترامب لهذا الكيان الغاصب لا يهدف إلى حل مشاكل الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا ، بل يرمي إلى وضع سيناريو شرس لتحقيق صفقة القرن والقضاء على القضية الفلسطينية لصالح محتلي هذه الأرض المقدسة.
2. في الوضع الراهن، بسبب الإجراءت الشاذة وغير المعقولة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ، قد جرى تشكيل إجماع عالمي نسبي ضدهم ، ومن الطبيعي أن خططهم ، خاصة فيما يخص ملف فلسطين ، قد واجهت تباينات وتناقضات مما استدعاهم أن يستغلوا ويعملوا على استثمار الصورة الإيجابية لبلد مثل عمان كإحدى محاولاتهم الأخيرة لتغيير البيئة العالمية ضدهم والتأجيل في هزيمتهم الذريعة المُحتمة.
3. بالنظر إلى استضافة السلطان قابوس لرئيس كيان الاحتلال نتنياهو وإلقاء كلمة ليوسف بن علوي في المنامة من جهة، والشخصية غير الموثوقة لترامب من جهة أخرى ، فيجب أن يأخذ مسؤولو السلطنة هذا التحذير بعين الاعتبار على أن مغامراتهم سوف لا يتمخض عنها أي نتائج تذكر ، ويثبت ذلك تجارب أنور السادات في محادثات السلام مع هذا الكيان، كما أنها سوف لا تجني للعالم الإسلامي والقضية الفلسطينية طائلاً . لذلك لا تدعوا اسمكم يُسجل في التاريخ كمنقذ لكيان مغتصب لا يؤمن بالأخلاق والإنسانية ، وتحفرون ذكرى مرة وسيئة في التاريخ لدى الأجيال القادمة./انتهى/
تعليقك