وأفادت وكالة مهر للأنباء ان المؤتمر الذي يقام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أقيم من أجل تبادل وجهات النظر والرؤى في قطاع النقل الطرقي ورسم ملامح ومستقبل هذا القطاع.
وأكد الممثل الخاص للسلطان قابوس أسعد بن طارق آل سعيد في افتتاح اعمال المؤتمر ان السلطنة كانت دائماً ميناء دوليا لنقل البضائع والحركة البحرية والبرية والجوية .
وأضاف في تصريح للصحفيين ان المؤتمر سيساهم في ارتقاء مستوى المعرفة في تخطيط المستقبل فهناك برنامج طموح من قبل وزارة النقل والاتصالات العمانية بموافقة من مجلس الوزراء وتوجيه من السلطان قابوس بن سعيد بأخذ السلطنة بما تحتاجه من مواكبة النهضة خلال السنوات العشرين القادمة .. معربا عن أمله في الاستفادة من المؤتمر .
وألقى الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات العماني كلمة أوضح فيها أن المؤتمر يشكل منصة أساسية لدعم قطاع النقل وربط شرايين التجارة العالمية بالأسواق، والوقوف على ما يحمله المستقبل من تغيرات في مجال النقل الطرقي .
وأوضح الفطيسي ان السلطنة اليوم لديها شبكة متطورة من الطرق تم انشاؤها بمعايير عالمية تربط بين الموانئ البحرية والمناطق الحرة والمطارات والمناطق الصناعية ولديها ثلاثة موانئ عميقة تخدم الأسواق الناشئة في دول الهند وشرق أفريقيا وإيران ودول المنطقة، وتتكامل جميعها مع المناطق الحرة التابعة لها، كما لديها خمسة مطارات وبمواصفات عالمية.
واوضح ان السلطنة ماضية في تعزيز التكامل والإندماج مع التكتلات الإقتصادية العالمية وتسهيل حركة التجارة، تعزيزاً لمنظومة النقل الطرقي.
وبين ان استضافة السلطنة لهذا المؤتمر العالمي هي شهادة من المجتمع الدولي على ان السلطنة من الدول المتقدمة في قطاع النقل والجميع يشيد بما وصلت اليه السلطنة في البنية الأساسية من طرق وموانئ ومطارات وهذا ثمرة لجهود كبيرة بذلت في 48 عامًا.
وتابع ان المؤتمر يأتي بأهمية كبيرة للسلطنة والعالم عمومًا للحديث عن التطورات المتلاحقة والمتسارعة في قطاع النقل وخاصة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا وهي قادمة لا محالة ويجب الاستعداد لها من تسهيل الحصول عليها وتمكين الشباب للإبداع فيها او من ناحية اعداد السياسات والتشريعات المصاحبة لمثل هذه التقنية وهناك العديد من النقاشات التي ستتمحور في هذا المجال.
وأضاف ان للسلطنة ميزة جيوسياسية قوية جدا ليس فقط على موقعها الجغرافي الذي هو خارج مضيق هرمز وقربها من الأسواق العالمية الكبيرة في شرق افريقيا وفي القارة الهندية ولكن أيضا بما عرف عن السلطنة من سياسة متزنة ومن توجه للسلام فهذه السياسة ممكن قوي في ان تقوم بدور تجاري ولوجستي وان تكون جاذبة للاستثمارات الدولية.
واشار الى أن هناك مشروع مشترك لبناء حافلات لنقل الركاب وسيكون في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وبدأت الاعمال التمهيدية للمشروع ، مشيرا إلى أن المشروع سيسهم في توفير محلي لهذه النوعية من الحافلات.
من جانبه ألقى كرستيان لابرو رئيس المنظمة العالمية للنقل الطرقي كلمة تحدث خلالها أن المؤتمر جاء في وقت يتغير في العالم بطريقة سريعة
ويمر بالعديد من التحديات في هذا القطاع، موضحا أن التعاون هو الأساس لتطوير منظومة النقل الطرقي.
وأضاف أن اختيار المؤتمر لأن يكون في السلطنة جاء لأن السلطنة في قلب أهم الممرات الدولية في العالم فهي تتوسط آسيا وأفريقيا وأوروبا ،
مبينا أن السلطنة استطاعت استغلال كل الفرص لديها لتطوير منظومة النقل لديها لتكون بمواصفات عالمية.
ويُشارك في المؤتمر ممثلون من أكثر من 75 دولة يجتمعون على مدار يومين بهدف بحث التطلعات المستقبلية لقطاع النقل الطرقي وتبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا المتعلقة بالتجارة والابتكار التقني في القطاع على مستوى المنطقة والعالم.
وقد انطلقت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بجلسة خاصة جاء تنظيمها بالتعاون مع شركة مواصلات لتسليط الضوء على أبرز التحديات التي
تواجه شركات نقل الركاب والبحث في الحلول المستقبلية لها وحول الخدمات العصرية التي توفرها شركة مواصلات.
وقال أحمد بن علي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة النقل الوطنية العمانية (مواصلات) أنه تم البدء فعلياً في تطبيق العديد من التقنيات المبتكرة منها الحجوزات الإلكترونية، وأنظمة جمع وتدقيق معلومات الركاب، وأنظمة إدارة المركبات الذاتية .. موضحا أن هذه الأنظمة ستساعد في تطوير منظومة النقل، وفي الحدّ من المشكلات المرورية، فضلاً عن المساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني ومواصلة مسيرة التنمية بالسلطنة.
ويناقش اليوم الأول العديد من المحاور أهمها التنقل في القرن الـ 21 – النقل الطرقي والتنقل والتجارة والنقل البري كتغير جدري، كما سيتم عقد
حلقات نقاشية تناقش تبني الابتكار وإدارة النقل الطرقي وإستقطاب الكفاءات في قطاع النقل.
ويتضمن اليوم الثاني للمؤتمر جلسة حوارية بعنوان الابتكار والمنافسة في مجال النقل الطرقي بالإضافة إلى حلقات نقاشية حول إدارة النقل الطرقي والتحديات الجديدة التي يواجهها التنقل الحضري.
وتم خلال المؤتمر التوقيع على اتفاقية دولية بين الاتحاد الدولي للنقل الطرقي وشرطة عمان السلطانية وشركة النقل الوطنية العمانية (مواصلات) تلتزم السلطنة بموجبها إلى جانب 73 دولة أخرى في جهود تعزيز حركة التجارة عبر الحدود والمشاركة في تيسير العبور الدولي من خلال تبسيط الإجراءات الجمركية ونظام الضمان الدولي.
وفي هذا السياق أوضح العقيد خليفة بن علي السيابي مدير عام الجمارك بشرطة عمان السلطانية أن الاتفاقية تهدف إلى تسهيل التجارة خاصة فيما يتعلق بالنقل البري ، مشيرا إلى أن المديرية العامة للجمارك اختارت ضامن للموردين والمستوردين وهي شركة (مواصلات ) بعد منافسة من قبل عدد من الشركات لتضمن نقل البضائع بطرق آمنة .
من جانبه قال أحمد بن علي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة النقل الوطنية العمانية (مواصلات) أنه بموجب الاتفاقية يتم توزيع استمارات
للحافلات في عمليات الشحن بين الدول وستكون متوفرة عن طريق مواصلات ، مبينا أن مواصلات ستضمن عند توزيع هذه الاستمارات إن
تكون مطابقة للشروط من حيث نوعية البضائع المشحونة وهو ما يكفل عدم بقاء الشاحنة لفترة طويلة عبر الحدود.
وعلى هامش المؤتمر قام عدد من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ورواد الأعمال بعرض ابتكاراتها في قطاع النقل الطرقي بهدف المساهمة في رسم ملامح قطاع النقل واللوجيستيات.
تعليقك