١٣‏/٠٥‏/٢٠١٩، ١١:٢٧ ص

تفجيرات الفجيرة... من النفي المستعجل إلى الاعتراف الناقص

تفجيرات الفجيرة... من النفي المستعجل إلى الاعتراف الناقص

حاولت إمارة أبوظبي التستر على فضيحة ناقلات الفجيرة وحدوث ما أسمته فيما بعد بأعمال تخريبية إلا أنها وبعد ساعات اضطرت للاعتراف بالحادث وكشفت الحقيقة التي مازالت يشوبها الكثير من الغموض والتساؤل.

وأفادت وكالة مهر للأنباء - رامين حسين آباديان:  أنه وفور ظهور أنباء تفيد بحادثة التفجيرات تسارعت المواقع الاخبارية والتحليلية بمناقشة الخبر الذي سارعت الإمارات بنفيه من الأساس والذي عادت بعد ساعات واعترفت به قبل أن كانت مواقعها الإعلامية اتهمت منصات إيرانية بفبركة الخبر وتأليفه. وراحت المواقع الإخبارية تطرح عدة استفسارات والغاز حول تفجيرات ميناء الفجيرة متسائلة عن مدى صحة الانفجارات أسبابها تأخر اعلامها وغياب صورها وعلاقة امريكا بها.

وحاول الكثير من المحللين محاولة فهم ما حصل، لا سميا وأن توقيت استهداف السفن لافت، خصوصاً وأنه تزامن مع دفع الولايات المتحدة الأمريكية بحاملة طائرات إلى المنطقة العربية، وكذلك مع تحذير أمريكي رسمي من هجمات مزعومة ضد سفن تجارية أو ناقلات نفط زعمت انها قد تنفذ من قبل إيران أو أحد وكلائها في المنطقة.

إلا أن هناك العديد من الألغاز والتساؤلات مازالت تحتاج إلى توضيح، جزء منها قد يفسر ما حصل أو قد يعطي مؤشرات عن طبيعة "التخريب" الحاصل.

السعودية تظهر على الخط

وعلى صعيد متصل قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إنه "في تمام الساعة 6 صباحا من، يوم الأحد، تعرضت ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج (الفارسي) في المياه الاقتصادية".

وتابع الفالح، "لم ينجم عن الهجوم أي خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود، في حين نجم عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين"، وفقا لصحيفة "عكاظ" السعودية.

وأردف الفالح، "نؤكد المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية، تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي".

الإمارات من النفي إلى الاعتراف المفضوح

وفي السياق نفسه كانت وزارة الخارجية الإماراتية قالت  ان 4 سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للدولة، دون سقوط خسائر بشرية، وذلك بعد ان نفى مسؤولون اماراتيون بشكل متكرر سابقا اخبار وقوع انفجارات في ميناء الفجيرة.

وتابعت الخارجية في بيانها ان الجهات المعنية قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وجاري التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها.

وأشارت إلى أن "العمليات التخريبية" لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن.

وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على أن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطوراً خطيراً، مؤكدة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية".

الإمارات قلقة من الخلل الأمني في مياهها الإقليمية

ويبدو أن هذا التخبط الإعلامي والسياسي في الجانب الإماراتي في تعاطيه مع انفجارات الفجيرة يكشف عن نوع من القلق والتوجس الإماراتي من تكرار هذه الحالة في قادم الأيام ولذلك حاولت جاهدة أن تتستر على هذه الحادثة وتنفيها من الاساس إلا أن الحادثة أصبحت حدثا إعلاميا ولم يعد بالإمكان التستر عليه وكتمانه.

الأمر المستغرب في استهداف السفن الأربعة، إن كانت هي أربعة فقط حسب ما أعلنته أبوظبي، هو تنفيذ عمليات ضدها بوقت متزامن، ما يثير تساؤلات إن كان الاستهداف عبارة عن قنابل موقوتة، لغم بحري، طائرة مسيرة مفخخة، استهداف بصواريخ بعيدة المدى، عملية انتحارية.

استهداف السفن الأربعة جاء في وقت لا يختلف اثنان أنه حرج للغاية، وأن من اختار تنفيذ هذا الهجوم كان قاصداً به ولم يأت صدفة. ففي قمة التوتر والحرب الكلامية بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وفي ظل أجواء حرب مشابهة لعام 2004، وبعد يومين أو أقل من تحذير أمريكي من مثل هذه الهجمات؛ تقع هجمات "دون فاعل" حتى الآن!

تساؤلات تبقى دون إجابة حول انفجارات الفجيرة

في إطار التساؤلات التي قد تعكس إجاباتها سير التفكير؛ هو من أين جاءت هذه السفن التجارية، هل خرجت من ميناء الفجيرة الإماراتي ثم تعرضت "لعمل تخريبي" في المياه الإقليمية للإمارات، أم كانت قادمة من دولة أخرى باتجاه ميناء الفجيرة؟ وما علاقة ذلك بالتفجير والجهة التي تقف وراءه.

كان لافتاً للانتباه أن الدول التي تتبع لها السفن الأربعة المستهدفة لم تصدر أي بيان تذكر فيه ما حصل أو تصريح يوضح تفاصيل تتعلق بحمولة السفن وخط سيرها، رغم مرور نحو يوم كامل عن الاستهداف.

من الأمور المثيرة للاهتمام؛ أنه وعلى غير العادة تأخرت المملكة العربية السعودية في إصدار موقف من استهداف السفن التجارية قرب ميناء الفجيرة، في حين أصدرت كل من البحرين ومصر موقفاً سريعاً.

رمز الخبر 1894547

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha