وكالة مهر للانباء- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نادمين(صدق الله العلي العظيم)، قبل الولوج إلى صلب الموضوع يجب أن نذكر بان الله خلق آدم من طين وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا إلّا إبليس أبى واستكبر وأعرض عن أمر ربه وكان من الخاسرين، وبعدها وسوس الشيطان لآدم وحوا فاكلا من الشجرة، عاصين امر الله، وبعدها قال لهم ربهم اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو، ولكن لرحمة الله بنا أرسل لنا الرسل والأنبياء والصالحين واخرهم نبي الله محمد ومعه القرآن خاتم الرسالات أجمعين وذلك ليرشدنا طريق الخير ويبعدونا عن طريق الطاغوت.
نفهم من هذه المقدمة اننا نواجه منهجين في هذه المعمورة منهج الصالحين والأنبياء الذي يفضي إلى سعادة أبدية، ومنهج الطاغوت الشيطان الذي يفضي إلى تعاسة أبدية، أي أن في هذه الدنيا من هم طرفاً للحق ومن هم طرفاً للباطل، وبدأ ذلك الفرز عندما قتل قابيل هابيل وسن شريعة القتل، ففي أي زمن من الأزمان هنالك قابيل ظالم وهناك هابيل مظلوم وهناك قاتل وهناك مقتول.
كثيرة هي التهم التي سمعناها عن إيران، كأنهم روافض او مجوس أو أنهم إرهابيون وغيره من التهم، في الوقت الذي كان يُعوّل فيه العالم العربي على دول الخليج الفارسي وثقلها السياسي والديني، وشجعت على هذه الأفكار وعذاها، الترسانة الإعلامية التي يتمتع بها النظام السعودي ومن معهم وجيوشهم الإلكترونية الناشطة على اليوتيوب وغيرها من الصفحات السمعية والمرئية، فكل تلك المنصات كانت تبث نفس الأفكار وتنشر نفس المصطلحات التي تصف الإيرانيين بالمجوس والروافض وغيرها من التهم.
وكما علمنا التاريخ، أن الكذب والنفاق والإستتار لا يدوم طويلاً، فما إذ انكشف المتخبئ إلا ووضع كل ما يملك على الطاولة محاولة منه للخلاص والهروب من مصيره المحتوم.
توضيحاً أقول، في منطقتنا نواجه قوتين اساسيتين، إحداهما إيران والأخرى السعودية، وعندما نقول السعودية علينا ان نستحضر الفكر الوهابي.
لننظر ما فعلته السعودية خلال قرن من الزمن، وما نتج عن الفكر الوهابي من افكار وتمزيق وقتل ذلك النظام الذي نشأ بمباركة "جون فيلبي"البريطاني، لنستحضر ما فعلته السعودية في سوريا وما فعلته في اليمن وما فعله جدهم عبد العزيز آل سعود بحق فلسطين وكيف أنه أصدر وثيقة خاطب فيها بريطانيا، مؤيداً احتلال فلسطين، هذا الأمر الذي كان من فترة وجيزة يصعب تصديقه إلا إننا اليوم وبعد إزاحة الحجب والأقنعة وكشف المستور أصبحنا نرا هذا الولاء الذي طال إخفائه يظهر إلى العلن، لا وأنهم وصلوا إلى درجة من الوقاحة فنسوا الدين والعروبة وأعادوا أرض الحجاز مكاناً للفسوق والمجون والحفلات.
وأيضاً نذكر بما فعلته حكومة البحرين بشعبها اولاً وبالآخرين، من قمع وتعذيب للمتظاهرين إلى مباركة صفقة القرن والعمل على تنفيذها، إلى استضافتهم ورشة البحرين التي ضمت خائنوا العروبة والدين وممثلوا عن الكيان الصهيوني الغاصب، نذكر أيضاً بما صرح به وزير خارجية البحرين منذ فترة ليس ببعيدة، حيث بارك العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف العراق وسوريا ولبنان.
وعلى الطرف الثالث نذكر "بالإمارات" وما أدراكم ما خبث الإمارات، يكفي جرائمها باليمن وخيانتها لأنصارها من مرتقة اليمن قبل الآخرين، ونستحضر أيضاً محاولات التملق لأصحاب الشرائع الأخرى كالمسيحية وغيرها وإبتداع إسلام جديد يؤيد رغبة الآخرين يدعوا إلى الإنفلات والفسق.
كثيرة هي الوقائع والوثائق التي تثبت للمبصر كذب آل سعود ودول الخليج على الله وكذبهم على العرب والمسلمين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ.
وعلى الطرف المقابل نستحضر إيران، فقبل الثورة الإسلامية في إيران كان الحكم للشاه، الذي عرف بولائة للغرب، حيث لعبت إيران في تلك الفترة دور الجاسوس في المنطقة، ولكن وبعد انتصار الثورة الإسلامية تحول الولاء إلى عداء، وأسس السيد "الخميني" جيلاً تربى على كره أمريكا وإسرائيل، وقد لمست هذا الشيء ورأيته بعيني وأشهد الله اني صادق به فما قلت إلا ما رأيت، ومنذ ان أنتصرت الثورة إلى الآن لم تبدأ إيران الحرب على أحد، وكانت صادقة في سياستها.
أنشأت الثورة الإسلامية في إيران شباباً مثقفاً واعياً فاهماً ملماً بما يحاك للإسلام وللمنطقة من مؤامرات إمبريالية غربأمريكية يهومسيحية.
ولهذا تدخلت إيران في سوريا، فعندما تسأل احد المجاهدين الإيرانيين في سوريا، لماذا ذهبت وحاربت في سوريا، سيقول لو تركنا سوريا للمخطط المحاك لها لدخلت أمريكا إلى المنطقة وفعلت بسوريا ما فعلته بالعراق.
وأيضاً انظروا حزب الله في لبنان، والذي تربى قائده العام في إيران وتلقى الفكر المقاوم على يد مؤمنوا إيران، انظروا فعلهم بالعدو الصهيوني.
تقول الحكمة من عرف عدوه عرف صديقه، والمفروض منا اليوم كمسلمين أو كعرب أو أياً كانت تسميتنا، ان نعرف عدونا جيداً وان نقرأ ونتثقف بما يخبئه لنا من مؤامرات، وأن ندع حكم العاطفة والقيل والقال جانباً وأن ندعوا الله الرشد والحكمة وأن نسعى إلى وحدة العالم الإسلامي بكافة مسمياته وأن نعتزل الفرقة والفتنة فإنها كما وصفها الرسول نتنة.
وعلينا ان نتذكر دائماً أن أولياء الطاغوت لديهم خطط وإستراتيجيات، وان سلاح الإعلام في يدهم، ذاك السلاح الذي يقلب الحقائق فيجعل الصادق كاذباً ويجعل الكاذب صادقاً، ذاك السلاح الذي يروج أن إيران بلد إرهابي وانها تدعم الإرهاب وغيرها من التهم.
ولأن سنّة قابيل وهابيل مستمرة على مر العصور إلى يوم القيامة ولأن حلف الانبياء والصالحين موجود يعاديه حلف الشيطان، سيبقى لله أنصار وسيبقى للشيطان أنصار، فنحن اليوم في مرحلة الفسططة، كما أخبرنا الرسول الكريم، ان في هذه الأيام ينقسم الناس إلى فسطاطين لا ثالث لهما فسطاط حق لا نفاق فيه وفسطاط باطل لا حق فيه، وان الفسطاطين اليوم واضحين لكل مبصر، فاحرص أخي في الله أن تكون في فسطاط الحق، فمن عادا أعداء الله هم طرف الحق ولو لم يكونوا على مذهبك ولغتك، ومن والا من غضب الله عليهم، عادوهم ولو كانوا على مذاهبكم ولغتكم، فكن هابيل القتيل ولا تكن قابيلا. /انتهى/
///خضر المهاجر///
تعليقك