مرت 5 سنين على عدوان التحالف بقيادة السعودية على أشقائهم اليمنين، 5سنوات من القتل والتدمير للمال والحرث والبنى التحتية، تبعها امراض وآفات لا يعلمها إلا من ابتلى بها وذلك بسبب الحصار المطبق الذي رافق العمليات العسكرية التي استهدفت الشعب اليمني.
أخذ أنصار الله في اليمن خلال السنوات الآولى وضعية الدفاع إذ لم يكن بحوزتهم ما يقيهم شر الأعداء، فاستأثروا الدفاع عن الهجوم، واليوم وبعد 5 سنوات من الدفاع والتصنيع والعمل والجهاد انقلبت الموازين وتحولت المقاومة في اليمن من وضعية الدفاع الشريف إلى وضعية الهجوم الشريف، والأمثلة على ذلك كثيرة.
عملية آرامكو نقطة عطف مفصلية في مسير التصعيد اليماني
في شهر مارس من هذا العام أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ، أن القيادة السياسية حريصة علي تحقيق السلام المشرف وإذا ما أصر المعتدون ومرتزقتهم علي الاستمرار في غيهم وغرورهم وطيشهم ورفضهم تنفيذ الاتفاق والجنوح للسلم ووقف العدوان فان الرد سيكون قاسيا ومؤلما
وجاءت تلك التصريحات خلال كلمة لهُ في حفل اختتام دورة مهارات القيادة الإدارية والمالية لمدراء دوائر هيئة الاسناد اللوجيستي ونوابهم وقادة الوحدات اللوجستية، حيث قال 'سيدفع المعتدون ثمن تعنتهم وسيكون العام الخامس من الصمود عام المفاجآت وعام الحسم والنصر العظيم'..
تبع تلك التصريحات عمليات موجعة تلقتها قوى العدوان في جبهات قتالية مختلفة وأيضاً إستهدافات متعددة لمطارات ومواقع إستراتيجية في العمق السعودي، ولعل أقوى تلك العمليات، استهداف مصافي "آرامكو" النفطية في العمق السعودي والتي كبدت النظام السعودي خسائر مالية فادحة وفضحت هشاشة منظومته العسكرية وقدرته على حماية منشآته ومصالحه أمام الشركات العالمية الفعالة في السعودية.
تبع عملية آرامكو اكاذيب كثيرة اثارها ترامب ومن معه وتداولتها أبواقهم من المغرر بهم في عالمنا العربي مفادها أن من نفذ عملية آرامكو هي إيران وليس انصار الله، في محاولة منهم للتقليل من شأن المقاومة اليمنية وأيضاً إيجاد ذريعة جديدة لإلقاء تهمة إضافية على إيران هي بريئة منها برائة الذئب من دم ابن يعقوب.
لم يعطي اليمانيون آذانهم للمحاولات الامريكية في تبخيسهم والتقليل من شانهم وأبوا إلا أن يثبتوا للعالم قدرتهم وقوتهم بعدما أقاموا الحجة على المعتدي.
حيث أطل علينا الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية "العميد يحيى سريع" في لقاء صحفي استثنائي كشف لنا تفاصيل عملية "نصر من الله" في نجران ما اسفر عن السيطرة على مساحات شاسعة في العمق السعودي وأيضاً إسقاط ثلاث ألوية وآلاف الأفراد بين قتيل وجريح، واغتنام كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة التابعة لقوى العدوان.
أثبت أحرار اليمن صدقهم وقدرتهم على استهداف العمق السعودي، وخاطب العميد سريع وغيرهم من القادة في أنصار الله قوى العدوان أن كفوا أيديكم ولكن ليس هنالك من مجيب.
استمرت عجلة التصنيع في اليمن وكثيراً ما كشفوا عن طائرات وصواريخ ومضادات جديدة يمنية الصنع، تلك المضادات التي تمكنت خلال الأسبوع المنصرم من إسقاط طائرة "أباتشي" صينية الصنع واسقاط العديد من الطائرات المعادية المسيرة في اماكن مختلفة في اليمن بمعدل طائرة كل يوم تقريباً.
السعودية غارقة..وتسعى لحفظ ماء وجهها
بعدما رأت السعودية وحلفها صمود وبأس الشعب اليمني وإصرارهم على العيش بكرامة وعدم الخنوع، وبعد الكم الهائل من الضربات الموجعة التي كسرت الهيكل المتهالك للأسرة الحاكمة في السعودية، حاول بن سلمان "والسياسيون" في السعودية تغيير لغة الخطاب مع انصار الله، فتحولت لهجتهم من الأسد المتكبر الفارض لقوته إلى فأر هارب يريد الخروج من مأزقه بأقل الخسائر.
حيث أن المواقع الإخبارية نقلت عن ابن سلمان رسائله للقبائل اليمنية كي يتوسطوا له عند أنصار الله داعياً إياهم إلى استلام الشمال وأن لا يتدخلوا بالجنوب، إلا ان تلك الرسائل والإقتراحات بودرت بالرفض من قبل انصار الله.
وأيضاً لا ننسى الأسرى الذين حررهم النظام السعودي مؤخراً وأعادهم إلى بلادهم عن طريق مطار "صنعاء " المغلق لسنوات عديدة.
وأخيرا جاءت تصريحات ، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية "عادل الجبير"، بأن مستقبل اليمن سيشمل كل اليمنيين بما فيهم "الحوثين" .
جاء ذلك في كلمة للجبير بمؤتمر روما، حيث قال: "اليمن ذو أهمية خاصة بالنسبة لنا .. هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة تتبعها تسوية في اليمن"، لافتا الى أن "الحل الوحيد في اليمن سياسي" زاعما بان الحوثيون هم من بدأوا الحرب وليس بلاده.
وجاءه الرد الساحق من قبل وزير الإعلام اليمني، إذ قال معقباً على تصريحات الجبير: "من أدوات سخرية هذا العالم كائنٌ يدعى الجبير يحاول جبر الكسور والعظم السعودي الذي فتته أبطال اليمن طيلة 5 سنوات".
فسبحان الذي يبدل ولا يتبدل، فلم تكن تصريحاتهم كذلك منذ بدء العدوان، وكانوا يتبجحون ويصولون ويجولون بأنهم سينهون أنصار الله والمسألة اليمنية بغضون أسبوع واحد، ذلك الأسبوع الذي طال ووصل إلى 5 سنوات أكسبت اليماني خبرة قتالية وتصنيعية هائلة.
فلمن الغلبة اليوم؟ للتحالف السعودي الذي حشد عشرات الدول والجنود والطائرات الحربية بأشكالها المختلفة والصواريخ والمدرعات وغيرها من وسائل القتال، أم لأنصار الله الذين يمتلكون العقيدة الراسخة، من نصروا الله ورسوله؟
/عبادة عزت أمين/
/انتهى/
تعليقك