يشهد العراق الغني بالنفط والموارد الطبيعية دورة جديدة من الإعتراضات، أولئك الناس الذين خرجوا مطالبين بحقوق عديدة، حيث تزامت موجة الغضب بالعراق مع أيام أربعينية الإمام الحسين، فسرعان ما انخفضت وتيرة المظاهرات خلال أيام الأربعين وسرعان ما عادت لتنطلق من جديد.
في عام 2018 شهد العراق الدورة الرابعة للإنتخابات بعد سقوط صدام حسين حيث تعتبر الدورة الثانية بعد خروج امريكا والاولى من نوعها بعد دحر داعش، تلك الإنتخابات التي صدمت امريكا، حيث انه حل مقتدى الصدر وهادي العامري _القائدان الشيعيان_في المرتبة الاولى والثانية وحل رئيس الوزراء الأسبق "حيدر العبادي بالمرتبة الثالثة.
وكانت انتخابات عام 2018 عبارة عن الإنتخابات الاولى في ظل صعود الحزب الجمهوري في أمريكا وعلى رأسه "ترامب" إلى السلطة، إذ أن نتائج الإنتخابات لم تكن كالدورات الثلاثة السابقة ولم تكن امريكا راضية عنها.
حاولت امريكا كثيراً وعن طريق سياسييها واذنابها في العراق، بالتأثير على الحكومة الجديدة واختيار أشخاص يؤيدون سياساتها، إلا انها بائت بالفشل.
وفي تاريخ 2/اكتوبر/2018 كلف "برهم صالح" رئيس الجمهورية العراقي "عادل عبد المهدي" بتشكيل الحكومة، أي قبل عام من اندلاع المظاهرات في العراق.
في تاريخ 21/نوفمبر/2018 صرح عادل عبد المهدي فيما يتعلق بالعقوبات الامريكية على إيران: "لسنا جزءاً من منظومة العقوبات الامريكية على إيران، تلك الضغوطاط هي سياسة أمريكية ولا يربطنا بها أي صلة، وأيضاً لا تندرج تحت قرارات وقوانين مجلس الأمن الدولي حتى فكيف للعراق أن يكون مشاركاً بها؟".
كانت تصريحات عادل عبد المهدي تجاه أمريكا صارمة وجدية، الامر الذي دفع المسؤولين في أمريكا إلى تهديد عادل عبد المهدي بشكل واضح وصريح بانه سيدفع ثمن تصريحاته غالياً.
1/اكتوبر/2019بعد عام من استلام عادل عبد المهدي زمام الامور في العراق اندلعت ما سمي بالمطالب الشعبية في العراق تلك المطالب التي اكد على حقوقها الجميع، ولكن لم تعد تلك المطالب شريفة وأخذت المطالب منحاً آخر.
بعدما انطلقت المظاهرات لم يقدر أحد على تهدئتها، واستغل الغرب تلك الاوضاع المتزعزعة في العراق ليحرك ورقة داعش في محافظة ديالا التي تم مواجتها من قبل الحشد الشعبي.
اليوم امريكا في غاية سرورها، فقد استطاعت ان تزعزع الامن في العراق، وأيضاً تمكنت من إقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي أظهر رفضه للسياسات الامريكية بشكل واضح وصريح، وأيضاً تم اغتيال قادات في الحشد الشعبي، وتم تحريك داعش مجدداً في العراق، وإيضافاً إلى ما ذكرنا وتحديداً في يوم سيطرة الطلبة في إيران على السفارة الأمريكية، قام أذناب أمريكا في العراق بمهاجمة القنصلية الإيرانية في النجف فيمكننا القول أنه وعلى الرغم من أن أمريكا فشلت في التدخل بتشكيل الحكومة جديدة في العراق إلا أنها نجحت في زعزة الامن والإستقرار.
أبو تكتك ترك اللعبة و اتجه إلى القنبلة الغازية، أبو تكتك أمسك القنبلة وألقاها باتجاه القوات الأمنية، وعاد بشكل طبيعي ليكمل لعبته وكأن شيئاً لم يكن.
نأسف لوضع أبو تكتك وأهل العراق اليوم فقد خرجوا مطالين بالإصلاح إلا أنه لم يبقى لهم اليوم شيئ فقد فقدوا الحكومة التي كان بإمكانها مواجهة الفاسدين وليس هنالك أمل لتشكيل حكومة جديدة في المستقبل القريب. يمكننا القول أن العراقيين فقدوا لذة شايهم المميز وانهم يشربونه اليوم بحرقة ومرارة. /انتهى/
/ سيد صادق حسيني /
تعليقك