إرهاب الكيان الصهيوني في المنطقة اتخذ دائما أشكالاً متعددة بما فيها الاغتيالات والمجازر الجماعية التي يستهدف بها الأبرياء من أطفال ونساء وهذا ما حدث في جنوب لبنان يوم الـ 18 من نيسان عام 1996 عندما قصفت قوات الاحتلال بشكل متعمد مبنى مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان بعد لجوء نحو 800 مدني من عدة قرى بالجنوب اللبناني إليه هرباً من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن استشهاد 110 مدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال ومن بين جثث الضحايا كانت هناك 18 جثة لم يتم التعرف عليها لشدة ما لحق بها من تشويه فيما أصيب العشرات من الأشخاص بجروح وإعاقات وتشوهات في أجسادهم.
صور المجزرة الصادمة وأشلاء الضحايا الممزقة وما تبعها من مأساة ودمار فشلت في تحريك الضمير العالمي فقد تغاضت حكومات القوى الكبرى عن المجزرة وسارعت الولايات المتحدة إلى التغطية على جريمة حليفتها “إسرائيل” بتحميل الضحايا مسؤولية رفضهم مغادرة بلداتهم بعد تهديدات سلطات الاحتلال لهم.
وبعد عشر سنوات من هذه الجريمة الشنيعة كرر كيان الاحتلال عدوانه على لبنان في تموز عام 2006 وارتكب خلاله مجزرة ثانية في بلدة قانا عندما قصفت قواته مبنى لجأ إليه المدنيون هرباً من جحيم العدوان ما أدى إلى استشهاد أكثر من 55 شخصاً واصابة العشرات ليستكمل حربه المفتوحة ويؤكد همجيته وإرهابه من جديد.
الجرائم المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عبر العقود الماضية كثيرة فمن مجزرتي قانا إلى مجازر صبرا وشاتيلا وبنت جبيل وغيرها في لبنان وصولاً إلى مجازر دير ياسين وقبية وخان يونس والقدس وغيرها في فلسطين المحتلة والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين.
مجازر الاحتلال المروعة وممارساته الوحشية وعمليات القتل والتهجير المرتكبة بحق أبناء شعوب المنطقة العربية قوبلت على الدوام بانحياز تام إلى جانبه من قبل قوى الاستعمار الغربي وعلى رأسهم الولايات المتحدة في وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية والدفاع عن جرائمه في تجاوز وخرق فاضحين للقرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة فيما استكملت واشنطن انحيازها لكيان الاحتلال في السنوات الأخيرة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة كعاصمة لهذا الكيان ونقل السفارة الأمريكية إليها إضافة إلى إعلانه بشأن الجولان العربي السوري المحتل محاباة لهذا الكيان الغاصب.
المصدر: سانا
تعليقك