النظام البعثي العراقي يساعد امريكا بمهمته
كانت امريكا دائما تسعى لمساعدة النظام البعثي العراقي ولاجل ذلك قامت بارسال البارجة 'يو اس اس فينسنس' التابعة للقوة البحرية الاميركية المصممة لمجابهة الاسلحة الروسية المتطورة الى المنطقة. قائد البارجة " فيل راجرز" ومنذ اللحظات الاولى كانت مهمته التعرض الى القطعات البحرية الايرانية ويشهد على ذلك الضباط المرافقين له , وان المسؤولين في واشنطن كانوا يعتقدون ان القوات الايرانية تسعى لتدمير البارجة فينسنس.
وفي هذا الصدد يقول راجرز :"انه اتخذ القرار الصحيح بالاطلاق على الطائرة الايرانية حماية للبارجة وطاقمها". ولكن الخبراء والملفات الصوتية في البارجة تنقض كلام راجرز واعترفت اذاعة الـ "بي بي سي " ان البارجة فينسنس وبما تملكه من اجهزة الكترونية كان بامكانها معرفة نوع الطائرة".
ردود فعل أمريكية تجاه الحادث
بعد مرور عدة اسابيع من الحادث تم نشر تقرير من ۵۳ صفحة عنه وفيه تم نقض ادعاء المسؤولين الامريكيين انذاك ولكن رغم ذلك اكد التقرير ان ضباط البارجة قاموا وعملوا بشكل صحيح واعتبر نائب رئيس الجمهورية حينها "جورج بوش" ان ما قامت به فينسنس كان "دفاعا عن النفس" وقال " اني لن اعتذر باسم امريكا ولايهمني ما هي الحقيقة " وان الحكومة الامريكية لم تقبل بتحمل مسؤولية اسقاط الطائرة مطلقا ولم تعتذر لذلك.
ولكن بعد مرور اربعة سنوات من الحادث قال رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي وفي برنامج اذاعي انه في لحظة اطلاق الصاروخ باتجاه الطائرة المدنية الايرانية كانت البارجة في المياه الاقليمية الايرانية.
ان تلك الجريمة كانت مؤلمة للغاية لكن الاكثر ألما هو دفاع المسؤولين الاميركيين عما جرى ومنح وسام الشجاعة لقائد الفرقاطة، والاكتفاء بالاعتراف فقط بحدوث خطأ ما.
وعلى اثر الجريمة رفعت الجمهورية الاسلامية في ايران شكوى الى مجلس الامن الدولي ومجلس الايكاو (منظمة الطيران المدني الدولي)، بسبب هذا الانتهاك الاميركي الصارخ للقوانين الدولية الجوية، ومن ثم عقد مجلس الامن اجتماعا في ۱۶ تموز/يوليو من العام ذاته واصدر القرار المرقم ۶۱۶ .
وبنظرة الى ذلك القرار نرى بانه لم يستوف حقوق الشعب الايراني كما ينبغي، حيث اكتفى بالاعراب عن الاسف 'العميق' بطبيعة الحال!، ومجرد 'المواساة' لذوي الحادث والترحيب بتشكيل فريق للبحث والتقصي لدراسة جميع جوانب القضية.
كما ان مجلس الايكاو لم يتخذ اي اجراء لترضية الراي العام واكتفى بالاعراب عن المواساة وحتى انه امتنع عن ادانة هذه الجريمة الاميركية.
وفضلا عن الشكوى التي رفعتها ايران لمجلس الامن الدولي ومجلس الايكاو فقد رفعت كذلك شكوى الى محكمة لاهاي الدولية.
وهنا لابد من ذكر عدد من الامور حول هذه الجريمة الاميركية:
- حينما تعرضت طائرة الايرباص الايرانية للصاروخ الذي اطلقته الفرقاطة الاميركية فينسنس، كانت في اجواء الجمهورية الاسلامية في ايران.
- اميركا كانت على علم تام بنوع الطائرة وكونها مدنية وفي رحلة جوية طبيعية.
- لم تتحمل الحكومة الاميركية ابدا مسؤولية اسقاط الطائرة لكنها تحملت المسؤولية عمليا بدفعها غرامة بسبب ما قامت به.
- ويليام روجرز قائد الفرقاطة فينسنس تسلم حين تقاعده من الخدمة وسام الشجاعة من يد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.
- لم تتم ملاحقة اي من طاقم الفرقاطة فينسنس بسبب هذه الجريمة، وبدلا عن ذلك جرى منحهم جميعا اوسمة الاستحقاق العسكري لاستكمال رحلتهم في منطقة حربية.
- الاميركيون وبغية التهرب من جريمتهم الغادرة هذه طرحوا مزاعم خاوية من ضمنها انه كانت هنالك طائرة حربية مختفية وراء طائرة نقل الركاب الايرانية الايرباص وان هذه الاخيرة كانت في مهمة انتحارية.
إزدواجية إعلامية في التعامل مع الحادث
ان ما تداوله الاعلام بالنسبة لاطلاق الصاروخ على الطائرة المدينة الايرانية يثبت انه كان غير منصف فيقوم رئيس مؤسسة الدبلوماسية الجماعية والعلاقات العالمية " رابرت متيو انتمن" تحليل قضيتين لاسقاط الطائرات الاول اسقاط الطائرة الايرانية بواسطة امريكا والثانية اسقاط الطائرة الكورية بواسطة الاتحاد السوفيتي فيقول" ان المقالات الخبرية التي تقول ان اسقاط الطائرة الايرانية كان خلالا فنينا وتقوم بعرض الصور والوصف المناسب لها ولاتعير اهمية للضحايا ولكنها تقوم بتصوير اسقاط الطائرة الكورية بواسطة الاتحاد السوفيتي على انه عمل شنيع " وخلال الهجمات الكيماوية بواسة البعث العراقي ضد ايران تصف تلك الوكالات الضحايا بانهم " ضحايا هجوم اعلامي" وهذه المرة كذلك فهم يلوحون في كتاباتهم عن دعمهم لقائد فينسنس ويقوم بالتسائل ويقول لماذا؟
المقرارات الدولية بشان الجرائم الحربية
جائت كارثة اسقاط الطائرة المدنية الايرانية في الوقت الذي تنص المعاهدات والقرارات الدولية على جرائم الحرب ومنها "معاهدة شيكاغو" والتي تنص المادة الاولى منها انه لايحق للدول التعرض واستخدام السلاح ضد الطائرات المدنية , هذا النص الذي لم يطبق بحق الطائرة الايرانية بل تم نقضه في الكثير من الحالات المماثلة . ان هذه الكارثة هي وصمة عار على جبين القادة في امريكا ولن ينساها التاريخ.
/انتهى/
تعليقك