وأفادت مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا عن عقد إجتماع حول ترويج العلوم تحت عنوان "دراسة عملية علاج فيروس كورونا من خلال العلاج بالبلازما" بمشاركة الدكتور بيمان عشقي المدير العام في إدارة نقل الدم الإيرانية، والدكتور حسن أبو القاسمي رئيس جامعة بقية الله والدكتور عبد المجيد جراغعلي عضو الهيئة التعليمية في جامعة بقية الله ورئيس الفريق الطبي لعلاج كوفيد 19 عن طريق العلاج بالبلازما، حيث قدم المشاركون خلاصة أبحاثهم حول علاج كورونا بالبلازما والعقبات والتوصيات.
ورحّب علي عمراني المدير التنفيذي في مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بالضيوف وأعضاء وسائل الإعلام ومنوهاً إلى دور التعاضد العلمي في المجتمع الإسلامي: تهدف مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا إلى تعزيز الأسس العلمية والمساعدة على زيادة التعاون على صعيد المجتمع الدولي والمجتمعات الإسلامية، وتسعى مؤسسة المصطفى(ص) لتلبية احتياجات المجتمع من خلال استخدام النماذج الموجودة والتي تم إنشاؤها في الشبكات المختلفة وبالتالي النهوض بالمجتمع عبر التعاون معاً، ومؤكداً على استمرار إجتماعات ترويج العلوم: بمساعدة وسائل الإعلام لتعميم المعلومات والأحداث على الصعيد العالمي، وندعو جميع وسائل الإعلام حول العالم للانضمام إلينا حتى نتمكن من إيصال صوت الإنجازات العلمية إلى العالم أجمع.
وشدد الدكتور حسن أبو القاسمي رئيس جامعة بقية الله على ريادة الخبرات المكتسبة في ايران في علاج كورونا بالبلازما ونقلها إلى دول أخرى: نتلقى سنوياً أكثر من أربعمائة ألف لتر من البلازما من الأشخاص الأصحاء وتصديرها إلى الدول الأخرى، ولم يكن من الصعب علينا تحضير البلازما، وقد استنتجنا في ظل هذه الظروف الصعبة أن حقن بلازما المعافين بعد أسبوعين على تعافيهم من المرض في مرضى آخرين أمر مؤثر. وبناءً على ذلك، حصلنا على الترخيص مع الضمان وبدأنا في حقن البلازما في مستشفى بقية الله في أواسط شهر مارس من العام الماضي، مشيراً إلى أنه: لم يكن قد استخدم أي بلد هذه الطريقة، وكان تأثير البلازما أكبر من تأثير الدواء، لأنه لم يكن هناك دواء فعال لكوفيد 19، وشعرنا بالرضى في أول 50 حالة وتم إنقاذ حياة المزيد من المرضى.
ونوه حسن أبو القاسمي إلى التحديات أمام مواجهة فيروس كورونا: لقد اكتسبنا خبرات في مجال العلاج بالبلازما وكوفيد 19، وقد فاجأ هذا المرض العالم وكانت إيران بعد الصين ثاني دولة تعاني من المرض، وكان لدينا عدد كبير من المرضى في المستشفيات، ونحن لدينا بروتوكولات لجميع الأمراض ولكن فيما يتعلق بهذا المرض، لم يكن لدينا بروتوكول وكان علينا أن نحاول خفض معدل الوفيات؛ لأن الكثير من الناس ومن يعاني من السمنة والأمراض الأخرى كانوا في خطر، مضيفاً: لقد أظهرت الدراسات الطبية في الماضي أن العلاج بالبلازما جيد، وبناءً على ذلك، استخدمنا القدرات الموجودة أيضاً، وعقد اجتماع في مستشفى بقية الله حول كيفية استخدام هذه الإمكانيات بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأكد الدكتور بيمان عشقي المدير العام لإدارة نقل الدم الإيرانية على تقدم الخبرات في مجال علاج كورونا بالبلازما: على الرغم من أن التبرع بالدم لا علاقة له بفيروس كورونا، فقد كان هناك خوف من الإصابة به من خلال عمليات نقل الدم، مضيفاً بإتباع آليات محددة ومعيارية في نقل البلازما: يتم في طريقة العلاج بالبلازما استدعاء الأشخاص المتعافين إلى إدارة نقل الدم والحائزين على الحد الأدنى من معايير التبرع بالدم وقد مر 28 يوماً على شفائهم، ولقد واجهنا عدداً كبيراً من المرضى، ونحن متقدمون بخطوة على الدول الأخرى بسبب الاستخدام السريع للعلاج بالبلازما، وأن انتقال البلازما إلى البلدان يخضع لضوابط وظروف خاصة.
ووجه الدكتور عبد المجيد جراغعلي عضو الهيئة التعليمية في جامعة بقية الله ورئيس الفريق الطبي لعلاج كوفيد19، دعوة للدول الإسلامية للتعاون واستخدام العلاج بالبلازما: نصيحتي للدول الإسلامية هي استخدام هذه الطريقة إذا كان لديهم البنية التحتية لجمع البلازما، مضيفاً: إن وزارة الصحة وإدارة نقل الدم ومستشفى بقية الله على استعداد لنقل خبراتهم إلى دول أخرى واكتساب خبرات جديدة منها.
وأشار عبد المجيد جراغعلي إلى آلية عمل الأجساد المضادة والبلازما: ينتج الجسد عند دخول الفيروس إليه الأجسام المضادة، ولكن في الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة قد لا تكون الأجسام المضادة قادرة على المواجهة وفي النهاية تؤدي إلى الموت، منوهاً إلى أن: هناك أوجه تشابه بين اللقاح والعلاج بالبلازما، ولكن توجد بعض الخطوات، والحقيقة أن كمية الأجسام المضادة في البلازما هي غرامان فقط، وعندما نتلقى البلازما من المتبرعين لا يمكننا حقن سوى غرامين من الأجسام المضادة في المريض، وهو ما تقوم به إحدى الشركات حالياً.
وأوضح مدى نجاعة العلاج بالبلازما وأهميته: لا ندعي أن العلاج بالبلازما يشفي جميع المرضى، ولكنه طريقة جيدة لأن الدواء لا يستجيب بسرعة، ولكن البلازما متاحة على الفور، وأن البلازما لا تحل محل اللقاح، لكن أدائها أفضل. فعدد المرضى الذين تم علاجهم بالبلازما مرتفع جداً؛ هذه طريقة قياسية. في حالة العلاج بالبلازما تكون فصيلة الدم مهمة أيضاً، ولكن لها قيود، ولكننا بحاجة إلى رفع ثقافة التبرع لزيادة فرص التبرع بالبلازما، وكاشفاً بأن: لم أر قط أي شخص يصاب ثانية بفيروس كورونا، ونحن على يقين من أن الأجسام المضادة ستعمل لمدة تصل إلى ستة أشهر، كما هنالك إمكانية لحقن البلازما للوقاية بالنسبة للأشخاص المعرضين للخطر.
ويذكر أن مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا تعنى بتفعيل التواصل العلمي بين الدول الإسلامية والعلماء فيها لمشاركة الأبحاث والنهوض بالواقع العلمي في العالم الإسلامي عبر سلسلة من الفعاليات العلمية.
تعليقك