وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي أصدر بيانا بمناسبة أيام الحج، أكد خلالة الى وحدة البلدان الاسلامية في مواجهة أمريكا المعتدية والكيان الصهيوني والاهتمام بالقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني المضطهد والدعم الشعب اليمني الجريح، والاهتمام بجميع قضايا وهواجس المسلمين الذين يعانون من ظلم واضظهاد في جميع أنحاء العالم.
واستعرض الجوانب المعنوية للحج ودورها في رد كيد اعداء الاسلام والمسلمين مشددا على ان الحج هو بمثابة مناورات الاقتدار في مواجهة المستكبرين الذين يعيثون فسادا في المجتمعات الاسلامية ، وبمعنى اخر الحج هو بمثابة حرب ناعمة .
ووجه السيد علي الخامنئي النصيحة لساسة بعض الدول الاسلامية الذين يصافحون ويطبعون مع كيان الاحتلال بذلة، من اجل مصالحهم الشخصية والعابرة، بوقف هذه السلوك.
وفيما يتعلق بالتواجد الامريكي في المنطقة والاحداث التي تشهدها الولايات المتحدة في الاونة الاخرية قال سماحته: أن التواجد الامريكي في المنطقة يضرّ بشعوب المنطقة ويزعزع الامن والاستقرار ويؤدي الى الدمار والتخلف في بلدانها، وفيما يخص بالحركة النهضوية المناهضة للعنصرية في أمريكا، فأن موقفنا الحاسم هو الوقوف الى جانب الشعب الأمريكي وإدانة الإجراءات القاسية للسلطات الامريكية والحكومة العنصرية.
اليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله ربّ العالمین و صلّی الله علی محمّد و آله الطّاهرین و صحبه المنتجبین و من تبعهم باحسان الی یوم الدّین.
ان موسم الحج كان من بواعث عزة وعظمة وازدهار العالم الاسلامي ، واليوم الحزن يستولي على قلوب المؤمنين بسبب الظروف الخاصة التي تسود مناسك حج العام الجاري. هذا الحرمان قصير الامد وسينتهي بحول الله وقوته والدرس الذي يجب ان نستخلصه هو معرفة قدر هذه النعمة العظيمة وديموميتها .
علينا ان نشعر بعظمة وقوة الامة الاسلامية التي تتمثل في الحشود المؤمنة المجتمعة في الحرمين الشريفين وقبور ائمة البقيع من مختلف الطوائف ونتأمل فيها اكثر من اي وقت مضى ، وان الحج فريضة لا مثيل لها ، والزهرة المتألقة بين الفرائض الاسلامية، وكان المطلوب من هذه الفريضة الدينية هو مراجعة جميع الجوانب الدينية الفردية والاجتماعية والارضية والسماوية والتاريخية والعالمية .
الحج هو بمثابة مناورات الاقتدار في مواجهة المستكبرين الذين يعيثون فسادا في المجتمعات الاسلامية ، وبمعنى اخر الحج هو بمثابة حرب ناعمة ويجب ان تهوي هذه الوحدة كالسوط على الشيطان المجسم ، امريكا المعتدية الغدارة وكلبها المسعور الكيان الصهيوني .
الليبرالية والماركسية التي كانت تمثل الانجاز الاعظم للحضارة الغربية خلال المائة وخمسين عاما الماضية فقدت بريقها في الوقت الراهن وبانت عيوبها حيث انهار النظام المبني على احدها والثاني يعاني من ازمات لا تعد ولا تحصى جعلته على شفير هاوية الانهيار .
ان نظرة عابرة على شوارع اميركا ، وتعامل مسؤولي هذا البلد مع شعبهم ، والهوة الطبقاتية الشاسعة فيها ، وحقارة وبلاهة اصحاب القرار في هذا البلد ، العنصرية المستشرية ، القساوة الممارسة من قبل الشرطة وقتلهم شخص بريء بدم بارد في الشارع بمرأى ومسمع الناس ، جميع هذه الامور تكشف عن عمق الازمة الاخلاقية التي تعاني منها الحضارة الغربية وفشلها سياسيا واقتصاديا وسلوك امريكا مع الشعوب المستضعفة صورة اوسع شمولية عن سلوك ذلك الشرطي الذي وضع قدمه على عنق شخص ملون واعزل وضغط عليه حتى زهقت روحه .
الحج الإبراهيمي هو ظاهرة مجيدة للإسلام ضد الجاهلية الحديثة، إنها دعوة للإسلام وعرض رمزي لحياة المجتمع الإسلامي، مجتمع يكون فيه تعايش المؤمنين، في حركة مستمرة حول محور التوحيد، وهي اعلى مؤشر، إن تجنب الصراع والنزاع، وتجنب التمييز والامتيازات الأرستقراطية وتجنب الفساد والتلوث هي شروط ضرورية، رمي الشيطان والبراءة من المشركين والتعايش مع الضعفاء ومساعدة الفقراء واحياء شعائر المؤمنين من الواجبات الرئيسية، وتحقيق الأهداف العامة إلى جانب ذكر الله وشكره وعبوديته هي الأهداف المتوسطة والنهائية.
هذه لمحة عن المجتمع الإسلامي في مرآة الحج الإبراهيمي ، ومقارنته بواقع ما يسمى بالمجتمعات الغربية يملأ قلب كل مسلم مجتهد بحماس ليكافح لتحقيق مثل هذا المجتمع.
نحن شعب إيران، بتوجيه وقيادة الإمام الخميني العظيم ، انطلقنا في مثل هذا الطريق ونجحنا. نحن لا ندعي أننا استطعنا أن ندرك تمامًا ما نعرفه ونحبه، لكننا ندعي أننا خطونا خطوات كبيرة وتغلبنا على العديد من العقبات. بفضل الثقة في الوعود القرآنية، بقيت خطواتنا ثابتة، اكبر شيطان قاطع طرق وغادر في الوقت الحاضر، هوالنظام الأميركي لم يتمكن من تخويفنا أو هزيمتنا بمكره وخداعه، أو إيقاف تقدمنا المادي والروحي.
نحن نعتبر جميع الشعوب المسلمة إخوة لنا ، ونتعامل مع غير المسلمين الذين لم يدخلوا جبهة المعارضة بلطف وعدالة. نحن نعتبر حزن ومعاناة المجتمعات المسلمة معاناتنا ونحاول علاجها، نحن نجعل اهتمامنا الدائم هو مساعدة فلسطين المضطهدة، والتعاطف مع اليمن الجريح، ونولي اهتمامنا الدائم بالمسلمين المظلومين في كل مكان.
أنصح حكام الدول الاسلامية بالاعتماد على اشقائهم المسلمين بدلا من الارتماء في احضان الاعداء، ومن أجل تحقيق مكاسب شخصية لبضعة أيام ، فإنهم يتحملون إذلال العدو وغطرستهم ويتنازلون عن كرامة واستقلال شعوبهم.
ان هؤلاء الحكام الذين يقبلون بقاء الكيان الصهيوني الغاصب والظالم ويمدون له يد الصداقة سرا وعلنا، ننصحهم ونحذرهم من العواقب المريرة لهذا السلوك.
نحن نعتبر وجود اميركا في منطقة غرب آسيا يضر بشعوب هذه المنطقة، والتسبب في انعدام الأمن ودمار وتخلف دول المنطقة، وفي القضايا الراهنة الحالية في اميركا، والحركة المناهضة للتمييز العنصري، فان موقفنا الثابت هو دعم الشعب وإدانة فظائع الحكومة العنصرية في هذا البلد.
تعليقك