وكالة مهر للأنباء-عبدالله مغامس: أكّد آية الله العظمى سماحة الإمام السيد "علي الخامنئي" على أن المحافظة على الوعي والوحدة بين الشعب الفلسطيني وفصائله، له دور مؤثر في إفشال خطط العدو"، مشددا على أنّ إيران "لن تدخر جهداً لدعم الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه.
حيث أرسل قائد الثورة الإسلامية "آية الله السيد على الخامنئي" رسالةً إلى "إسماعيل هنية" رئيس المكتي السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على خلفية التطورات والأحداث التي تجري في فلسطين، وكان فحواها كالتالي: "أعلمكم أنني قد أمعنت النظر في رسالتكم حول آخر التطورات على ساحة فلسطين العزيزة، وأتقدّم بإمتناني للمجاهدين كون حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية قيد هيّأت بجهادها موجبات ضعف أمريكا والكيان الصهيوني، العدو بإستراتيجيتة التوسعيّة يحاول تضييع الحقوق المشروع للفلسطين عبر الضغط الإقتصادي والحصار، لكن تيّارات المقاومة والشعب الفلسطيني الشجاع قد تجاوزا التهديد وترغيب العدو بفضل العقل والخبرة، المحافظة على الوعي والوحدة والتلاحم بين الشعب الفلسطيني وفصائلة له دور مؤثر في غفشال خطط العدو، والجمهورية الإسلامية بحكم واجبها الديني والإنساني لن تدّخر أي جهدٍ لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم في إستعادة حقوقه ودفع شر الكيان الصهيوني".
ففي ظل الأوضاع التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني والحركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية من حصار وظلم وتهويدٍ للمقدسات وإحتلالٍ للأراضي وضربٍ وقصفٍ للبيوت وإغتيالٍ للقادة، جاءت رسالة السيد القائد "آية الله على الخامنئي" لتثبت للعالم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ولن تترك الشعب الفلسطيني وحيداً، وهذا ما أثبتته خلال السنين الطويلة من دعمٍ سياسي وإقتصادي ومعنوي عسكري للقضية الفلسطينية،
موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاء مغايراً لموقف بعض الدول العربية، حيث غابت فلسطين عن الإهتمام والدعم الشعبي وعن الإعلام العربي.ويبدو أن الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني للحفاظ على المقدسات العربية والإسلامية بلغ من العُمر عتياً، حيث لم تعد القضية الفلسطينية تثير إهتمام أحد، ولقد أصبحت قضايا فلسطين التي كانت مقدسة "كالاعتداء على القدس وقتل الأطفال في غزة" و"إحتلال الأراضي وتدنيس المقدسات" بعيدةً عن ذاك التعاطف والدعم، الذي لازم القضية طوال الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية الثانية مع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، فلم تعد فلسطين أيقونة العرب والمسلمين وإنتهى زمن تلك الرومانسيات القومية والإسلامية في نظرهم، فاصبحت تستقبل الشعوب العربية والدول العربية أي عدوان صهيوني على قطاع غزة أو على أراضي الضفة الغربية لكل إستهتار وكأن الأمر لا يهمهم وأنه حصل من الماضي، بحيث لن ترى له أي انعكاس فعّال في الشارع أو على شبكات وسائل التواصل الإجتماعي العربي.
إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تقف مكتوفة الأيدي ضد الإعتداءات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، فقد كان تأثير كلمة سماحة الإمام الخامنئي اليوم نبراساً وهدى للمقاومة وللشعب الفلسطيني المظلوم، وفتحت آفاقاً جديدة في مواجهة الإحتلال الصهيوني الغاشم، ولإسقاط صفقة القرن، ولقد جاءت الكلمة لتعطي أملاً جديداً لشعبنا وثورتنا، وتأكيداً على الالتزام العقائدي للقيادة والشعب الإيراني في دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل إستعادة كامل حقوقه وفي المقدمة منها حق العودة وإستعادة مدينة القدس المقدسة.
لذلك فمهما تحدثنا فإن تأثير الكلمة في هذا الوقت بالذات كان كبيراً وعظيماً، خاصة أنها جاءت في ظل حالة من الإحباط التي أصابت فئات من شعبنا من الأوضاع في الدول العربية، التي بدأت تطبع علاقاتها مع العدو وتتآمر على القضية الفلسطينية.
الهدف الرئيسي من هذه الرسالة هو انطلاقة لمرحلة جديدة في محور المقاومة. مؤكّدةً أن مشروع الضم والتطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية ومحاولة خداع الشعب الفلسطيني والعمل لإقامة تحالف مع الكيان الغاشم كما حدث مع السعودية وبعض الدول الخليجية وبعض الدول المستسلمة، لن يجدي نفعاً ضد محور المقاومة والحركات الفلسطينية الفلسطينية.
فأتت هذه الرسالة تؤكّد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست كدولٍ أخرى مثل تركيا التي كانت وما زالت تستخدم القضية الفلسطينية كورقةٍ رابحةٍ لإرضاء اللوبي الصهيوني، وأثبتت أن القضية الأولى للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي القضية الفلسطينية./انتهى/
تعليقك