افادت وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: ان ذكرى الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام حسين على ايران 1980 هي فرصة لإعادة التفكير في معارف الدفاع المقدس، وجهاد الشهداء، وتضحيات المحاربين القدامى، وصلابة الأحرار الذين ضحوا بأثمن ما في حياتهم لإثبات احقية الإسلام والثورة للعالم وحب إيران، وان أسبوع الدفاع المقدس هو تذكير بعزيمة وحرية وتضحيات شعب استطاع بإيمانٍ وعشقٍ، مقاومة عدوان ومؤامرات أعداء الإسلام وإيران لسنوات وتخليد انتصاره المجيد على صفحات التاريخ، وعلى جبهات الجهاد والمقاومة رسم الشهداء والمضحّون طريق السعي للحق والعدالة والحرية، وباستشهادهم وتضحياتهم رسّخوا وروّجوا لمفاهيم وقيم الإسلام السامية، إنهم شعلة متوهجة ونموذج ثابت لمجتمعهم وكل المجتمعات الإسلامية وشعوب العالم المحبة للحرية.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع المحلل السياسي الدكتور "صلاح الفضلي". وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
* كل القوى الدولية سعت لاسقاط الجمهورية الاسلامية والهيمنة عليها وتفكيكها وبذلت كل مساعيها في هذا السياق على مدى ثمانية اعوام من الحرب المفروضة، برأيكم كيف صمدت ایران امام هذه القوی ؟
إيران لم تخضع لأن لديها قيادة مؤمنة حكيمة شجاعة، ولديها كذلك شعب غيور مستعد للتضحية، ومن يكون لديه هذين العنصرين لا يستطيع أحد أن يهزمه أو يُخضعه.
* برايك کیف تمكّنت إیران بنجاح تام ان تصل الى الطاقة النوویة المخيفة وهي محاصرة خلال السنوات الاربعین ؟
إيران أعطت نموذجاً رائعاً في اعتماد الدول التي تريد أن تحافظ على استقلالها وتدافع عن نفسها بالاعتماد على قدراتها الذاتية والاستفادة من عقول أبناءها، والتخلي عن الحاجة إلى الدول المستكبرة، وها هي إيران تعتبر مكتفية ذاتياً بنسبة كبيرة في كثير من المجالات بفضل هذه السياسة الحكيمة.
* کیف تنظر الى قوة ایران العسکریة ؟ وهل ستکون هذه القوة خطراً علی دول الجوار و المنطقة ام أنها رادعة للتهدیدات الخارجیة فقط ؟
اعتقد أن قوة إيران تضاعفت مرات كثيرة عمّا كانت في السابق، وتجربة إيران مع جيرانها تثبت أنها لم تسعى لتشكيل أي خطر على أي من جيرانها خلال الأربعين سنة منذ قيام الجمهورية الإسلامية.
وفي المقابل من حق إيران أن تعزّز من قدراتها العسكرية لأنها مستهدفة بكثير من المؤمرات، وبشكل خاص ومعلن من قبل أمريكا.
* ما رأیک بعملیة التطبیع التی تسمی بالسلام ؟، هل کان هناک حرباً بین الدول المطبعة والکیان الصهيوني حتی تحتاج هذه الدويلات الى اتفاقية سلام ؟
الجامعة العربية لم يعد لها وجود فعلي، وهي بحكم الميتة، وقرارها أصبح مرتهناً بيد بعض الدول الخليجية، ولذلك لن يكون لها أي دور في إدانة التطبيع الذي قامت به الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني.
الدول المطبعة ليست بحاجة للتطبيع مع الكيان الصهيوني لأنها لم تكن في حرب معه، وكل ما تقوم به هذه الدول هو إرضاء لترامب وخدمة له في الدعاية الانتخابية، فهذه الدول لا تملك قراراً مستقلا، وهي أضعف من ان ترفض طلباً لأمريكا.
* کیف ترى ردّة فعل الجامعة العربیة فی أسرلة الامارات والبحرین ؟
رغم أن الشواهد كثيرة على أن الدول المستكبرة لا تحترم حكام هذه الدول وإنما تستخدمهم كأداة، وإذا انتهوا من أداء دورهم تتخلى عنهم، وما حدث مع شاه إيران ومع صدام ومع حسني مبارك دليل على ذلك، ولكن مع ذلك فإن الكثير من حكام العرب لم يستوعبوا هذا الدرس حتى الآن، ولا يزالون يعتبرون أن أمريكا هي الحامي والحليف الاستراتيجي لهم، وبالتأكيد سوف يكتشفون الخطأ الفادح الذي يرتكبونه بالتعويل والاعتماد على أمريكا في حماية عروشهم.
* کیف تقیّّم الحضور الصهیونی فی منطقتنا ؟
رغم أننا ندين أي تواجد للصهاينة في المجتمعات الخليجية، إلا أنني لست قلقا من ذلك، لأن الشعوب الخليجية بشكل عام وعلى عكس أنظمتها لا تقبل بأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وخير دليل على ذلك الشعب المصري والشعب الأردني اللذان رفضا ولا زالا يرفضان التطبيع رغم مرور عشرات السنين على تطبيع مصر والأردن مع الكيان الصهيوني.
هذه قضية عقائدية محفورة في وجدان العرب والمسلمين ولن يؤثر عليها أي اتفاقات تعقدها الأنظمة الحاكمة مع الكيان الصهيوني.
/انتهى/
تعليقك