وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: ان الجمهورية الإسلامية ومنذ بداية انتصارها، بدأت عهدا جديدا في العالم، وأثارت ردة فعل القوى العظمى في الشرق والغرب مما جعلها تمارس المزيد من الضغوط على هذا البلد، لكن هذه المشاكل لن توقف الثورة الإسلامية والتطور، حيث باتت إيران اليوم دولة قوية ومستقلة منتجة مكتفية ذاتياً.
اليوم وبعد مرور اکثر من اربعین عاما علی انتصار الشعب الإیراني علی قوی الشر، مازال يشهد الضغوطات القصوی والعقوبات من امريكا والاتحاد الاروبي وتهديداتهما، و مازالت ایران تکمل مسیرتها في التحدي لهذه القوی لاتخضع ولاترکع وتقرر مصیرها بعد ان تسلحت بالقوة التي اخذتها من الإمام الخميني الراحل والاعتماد علی طاقات شبابها.
وفي ذکری انتصار الثورة الإسلامیة الثاني والربعین اجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع الممثل الرسمي لحزب الله لدى طهران "السيد عبدالله صفي الدين"، وتم توضيح عدة نقاط خلال هذا الحوار، كان اهمها:
** الامام الخميني وعلاقته بحزب الله
بداية اتوجه بالتهنئة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية قيادةً وشعباً ولكل شعوب العالم الاسلامية بمناسبة ولادة سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء (سلام الله عليها) حاضنة الرسالة الاسلامية، وولادة الامام الخميني (قدس سره) مجدد انبعاث الدين وقائد ثورة المستضعفين في العالم.
تاريخ الاسلام المعاصر بدأ مع هذا الامام لانه استطاع ان يجدد الدين وان يعيد للاسلام عزته وكرامته من خلال هذه الثورة المباركة
يمكننا ان نقول ان تاريخ الاسلام المعاصر بدأ مع هذا الامام، لان هذا الامام استطاع ان يجدد الدين وان يعيد للاسلام عزته وكرامته من خلال هذه الثورة المباركة، ومن خلال شخصيته العظيمة الفذة التي لم نشهد لها مثيل في التاريخ المعاصر والحديث. الثورة الاسلامية كانت انفجار النور الذي انتظره المستضعفون، هذا الانفجار جعل من الامة الاسلامية تستعيد عزتها وتفتش عن الطرق التي تحافظ فيها على عزّتها وتعيد للاسلام مجده وحضارته، وتُظهر للعالم الشكل لحقيقي للاسلام المحمدي.
شكل رحيل الامام لكل احرار وشرفاء ومستضعفي ومسلمي العالم صدمة غير عادية، اذا كان شعار الذي يطلق في العالم الاسلامي "اللهم احفظ لنا الخميني حتى ظهور المهدي (سلام الله عليه)". من كان ينتظر مئات السنين هدية من السماء (الخميني)، تأتي هذه الهدية وتبقى لعشر سنوات وترحل؛ هذا يشكل صدمة غير عادية.
لكن الثقة في ان الله سبحانه وتعالى الذي هدانا هذه الهدية العظيمة (الامام الخميني) وعرفنا عليها، بان الله لن يترك هذا الدين بدون صاحب وبدون مدير وبدون هادي، والحمدلله رب العالمين ان نظرية ولاية الفقيه التي اسسها وعمل بها الامام الخميني، استطاعت ان تعيد الروح لهذه الامة بشكلٍ عام والى اتباع الولاية والمعتقدين بها وعاشقي هذه النظرية بأن هذه النظرية هي الاستمرار لظهور الحجة سلام الله عليه، وان هذه النظرية اعطتهم الامل الكبير.
الوجود المبارك لسماحة الامام الخامنئي (حفظه الله) الذي يستظلنا من جديد ويذكرنا بأن حركة الامام الخميني مازالت مستمرة، وان نهج الامام الخميني مازال هو الحاكم، وان الارادة التي نشأت عند الامة بعد انتصار الثورة الاسلامية سوف تستمر
واذا بهذا الوجود المبارك لسماحة الامام الخامنئي (حفظه الله) يستظلنا من جديد ويذكرنا بأن حركة الامام الخميني مازالت مستمرة، وان نهج الامام الخميني مازال هو الحاكم، وان الارادة التي نشأت عند الامة بعد انتصار الثورة الاسلامية سوف تستمر من خلال هذه الروحية التي اعطاها الامام الخامنئي حفظه الله.
ان نشأة حزب الله وتشكل حزب الله كان بفتوى من الامام الخميني (ره)، عندما احتل العدو الصهيوني جنوب لبنان ووصلوا الى بيروت، كانت الفترة الصارخة انه يتوجب على الشعب اللبناني ان يقاتل العدو الصهيوني، طبعاً كانت فتوى "يجب على الامة ان تقاتل"، وعندما اتى وفد من الاخوة العلماء (في ذلك الوقت لم يكن قد تأسّس حزب الله)، وتكلّموا مع الامام بعنوان انه ولي الامر وانه امامهم، قال لهم ارجعوا الى لبنان وابدؤوا من الصفر وقاوموا العدو الصهيوني المحتل، وبشّرهم بان النصر سوف يكون حليفهم؛ هذه كانت بمثابة فتوى لتأسيس حزب الله.
ومن ثم تأسست المقاومة وحزب الله، وبعد عشر سنوات المقاومة فقدت هذه المقاومة قائدها وتابع الامام الخامنئي (حفظه الله) هذه المسيرة، فهذه الشخصية اعطت الامل الكبير للعالم الاسلامي ولاحرار وشرفاء العالم.
** منجزات الثورة الاسلامية على الصعيد الداخلي والخارجي
على غرار المنجزات العلمية التي تنتشر خلال الاعلام الايراني وغيره من الاعلام، ااكد ان التحول الذي حصل في الجمهورية الاسلامية هو تحول اصاب صميم حياة الشعب الايراني؛ هذا على الصعيد الداخلي، عندما نشاهد انه بسبة اكثر من 90 % من الشعب الايراني ينعم بمنجزات وثروات الجمهورية الاسلامية (مثل الكهرباء والماء والاتصالات و...) بأقل الاسعار في العالم.
قال "" انه على غرار المنجزات العلمية التي تنتشر خلال الاعلام الايراني وغيره من الاعلام، ااكد ان التحول الذي حصل في الجمهورية الاسلامية هو تحول اصاب صميم حياة الشعب الايراني
هذه القيم الموجودة الان من وسائل الحياة الاساسية في الجمهورية الاسلامية الايرانية هي من ادنى الاسعار الموجودة في العالم حتى من البلاد الغنية والمكتفية ذاتياً والتي تقدم لشعوبها الخدمات الكثيرة. واما بالنسبة الى موضوع الثقافة، الاعلام، ومحاربة الجهل؛ تعرفون كيف كانت قبل الثورة وكيف اصبحت الان في عهدها، وهذا انجاز ليس له علاقة بالماديات له علاقة بالروح والثقافة.
الثورة التي استطاعت الانتصار والثبات والدفاع عن مبادئها الى يومنا الحالي على الرغم من الضغوطات والحروب التي خيضت ضد الجمهورية الاسلامية، والعداء المستمر منذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية الى الان، الشعب الايراني قام بانجازات لايمكن ان تعد او تحصى؛ هي انجازات يومية، علمية، هي انجازات على المستوى الفكري والثقافي والحياتي والاقتصادي على رغم الحروب والحصار المستمر.
اليوم الشعب الايراني ينعم بكثير من الحرية؛ قبل عدة ايام احد الاصدقاء قال لي: رأيت شئ بالاعلامي اعجبني وادهشني. فقلت ه ماذا رأيت؟، قال: رأيت انه في وسائل التواصل الاجتماعي ينتقدون احد كبار المسؤولين في البلد بانتقادات لاذعة، (ربما يكونون على حق وربما لا) لكن ما ادهشني انه لم يكن هناك احد يطالبهم بالتوقف او عدم ادلاء الرأي. هذه الحرية الموجودة في ايران في الحقيقة هي غير موجودة في كثير من الدول التي تدّعي الحرية والديمقراطية. الحرية الموجودة في ايران في كل المجالات هي افضل من جميع الحريات في العالم. ويحب على وسائل الاعلام ان تظهر هذه الصورة الحقيقية وهذا الجانب (انجازات الثورة)، للعالم اجمع.
لذلك ان ايران واجهت تحديات اي دولة في العالم واي كيان في العالم يواجه نفس هذه الحديات، حتماً يسقط. ولكن ايران لم تسقط والسبب هو اعتمادها واعتقادها والعمل بارشادات ولي الامر، وثانياً هو الصبر والصمود والتحفّز عند الشعب الايراني من اجل التطور وتقديم افضل الانجازات الحديثة والمتطورة وتسخيرها لخدمة الشعب الايراني ولشعوب العالم.
** انتصارات الثورة الاسلامية
الامام الخميني (ره) هو مجدّد، التاريخ عادةً يسجل الاحداث العظيمة، منذ انتصار الثورة الاسلامية التاريخ أرّخ بداية مرحلة جديدة في العالم؛ وعنوان هذه المرحلة هو بدأ ثورة المستضعفين وبيرقها هو الانتصارات. وكما قال سماحة الامين العام لحزب الله ولى زمن الهزائم، الثورة الاسلامية علمتنا ان لا نهزم.
الكيان الصهيوني قبل الثورة الاسلامية في ايران كان يهدد اي دولة ويشنّ اي حرب بكل سهولة وهو يضمن الانتصار؛ فهو مدرك انه لا توجد اي دولة قادرة على الوقوف في وجه الكيان الصهيوني. فالاهداف الاستعمارية من وجود الكيان الصهيوني كانت تتحقق بسهولة في منطقة الشرق الاوسط او غرب اسيا، لكن بعد الثورة الاسلامية الحقائق والوقائع والمقولة بدأت تتغيّر شيئاً فشيئا، منذ سنه 2000 تحرير لبنان من العدو الصهيوني، بدأنا نرى صورة مختلفة في المنطقة وهي صورة الانتصار.
حتى اتت حرب تموز حرب 33 يوم رأينا ان العدو كيف هزم، فمقولة الكيان الاكبر ومن الفرات الى النيل انتهت عند، واصبح الكيان مشغول بكيف يحافظ على نفسه في داخل فلسطين المحتلة.
اتت قضية التكفيريين والخطط الجديدة للاستعمار من اجل ضرب محور المقاومة، كذلك امريكا واعوانها اصيبوا بالفشل الذريع. حبث تم القضاء على التكفيريين في سوريا والعراق ولبنان، وهذا يؤكد اننا نعيش في زمن الانتصارات، هذا الزمن وهذه الانتصارات هي بسبب انتصار الثورة الاسلامية الايرانية.
هذا الانتصار هو السبب الحقيقي الذي سيزيل الوجود الصهيوني، ونحن الان نعيش في مرحلة بداية نهاية هذا الكيان، فعندما يفتش هذا الكيان عن امنه داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، هذا يعني ان الكيان الصهيوني اصبح في خطر حقيقي، هذاليس تحليلا من عندي ولكن هذا ما يفوّهون به في اعلامهم وقنواتهم. وكما قال سماحة السيد القائد باننا سنرى نهايتهم عن قريب انشالله.
** الرد الايراني القاسي
مما لا شك فيه ان الرد على اغتيال الشهداء، هذه الاعتيالات الجبانه التي حصلت في لبنان او في سوريا وفلسطين والعراق وايران، الرد الكبير هو نهاية الاحتلال. وهذا ما نراه بأم اعيننا يوماً بعد يوم. اما الرد اذا صحّ التعبير لاجل الرد فقط على عمليات الاغتيال لا نقوم به.
نحن كحزب الله نتحكّم بأسلوب الرد وكيفية الرد ووقت وزمان ومكان الرد. لا نريد ان نرد لاجل الرد فقط، نريد ان ننتقم لاعطاء العدو درساً بان دماء شهدائنا لا تذهب هدراً ولن تذهب هدراً. نحن تعلمنا من ائمتنا عليهم السلام انه لان يجب ان ننتقم لاجل الانتقام، بل اننا اذا اردنا نقوم باي عمل يجب ان يكون له هدف وتبعات تفيد هذا الهدف الاستراتيجي. نحن لا نتعاطى من اجل احساسات فقط، نحن نملك مشروع كبير وهو اخراج هذا المحتل من الاراضي المقدسة.
** التطبيع مع الكيان الصهيوني
الدول العربية التي طبعت العلاقات مع الكيان الصهيوني او بعض دول العالم التي تطبّع في الحقيقة هي من البداية لم يكن لها اي مشكلة مع الكيان الصهيوني، ولم تقاتل يوما العدو الصهيوني، ولم تكن تنظر الى العدو الصهيوني على انه عدو. ولكن مما يؤكد ان الكيان الصهيوني الى زوال، ان هذه الاوراق التي كانت بيد العدو الصهيوني واسياده في العالم، من دليل ضعفهم وعجزهم وجدوا انه الان حان الوقت لكي يستفيدوا من هذه الاوراق واخرجوها للعلن.
ما حصل بالنسبة لنا ليس شيئاً جديداً هو موجود من البداية، والدليل على وجودهم هو عدم قيامهم باي حركة ضد الكيان الصهيوني طوال هذه السنوات، وبالعكس تماماً هم كانوا ينظّرون للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة بأنه يجب ان نتعايش مع الواقع، وقاموا باطروخات عجيبة وغريبة ما يسمى بالحل السلمي، ولم يذكروا في لغتهم انهاء والقضاء على الكيان الصهيوني على الاطلاق.
** علاقة الحاج قاسم سليماني بحزب الله
وجود الحاج قاسم سليماني بالنسبة الى جانب المقاومة في لبنان حقق الانتصار واخرج العدو الصهيوني مُندحراً، حيث وتوالت الانتصارات في ايامه وزمانه وكذلك تشكل محور المقاومة واخذ منحاً هجومياً
لا شك ان وجود الحاج قاسم سليماني بالنسبة الى المقاومة في لبنان هو انتقال نوعي من مرحلةٍ الى مرحلةٍ جديدة، وفضلاً عن التسديد الالهي لهذا الانسان العظيم الرباني، اذ انه وجدنا بعد سنتين من حضوره في المنطقة وفي قيادته لقوات القدس المباركة "فيلق القدس"، تحقق الانتصار وخرج العدو الصهيوني مندحراً وتوالت الانتصارات في ايامه وزمانه وكذلك تشكل محور المقاومة واخذ منحاً هجومياً.
بالنسبة الى العالم الاسلامي ومكتب الامام الخميني، الحاج قاسم قدم نموذجاً قيادياً في هذا العصر، بحيث لم يتم تقديم نموذج قيادي سياسي مدبّر واعٍ حكيم ناجح مثله.
الحاج قاسم بالنسبة الى المقاومة في لبنان مع وجود هذا الشخص المبارك وقربه من حزب الله، ومتابعته اليوميه للمقاومة في لبنان وعلاقته بسماحة السيد حسن وبمجاهدينا في لبنان، نحن استفدنا كثيراً، هذه الشخصية استطاعت ان تنقل المقاومة من مكان الى مكان اخر بسبب وجود هذه الشخصية المباركة والمقدسة والمسدّدة من الله سبحانه وتعالى.
/انتهى/
تعليقك