وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: في ظل التطورات الاخيرة في اليمن، والانتصارات المتوالية لانصار الله؛ ان كانت انتصارات عسكرية او سياسية فهي انتصارات لا يمكن التقيليل منها اطلاقاً ولا يمكن تجاهلها ببساطة.
ويرتفعُ منسوبُ التذمُّرِ والقلق في واشنطن مع التقدم الكبير لانصار الله في مأرب، حتى أن الخارجية الأمريكية لم تتمكّن من ضبط نفسها حتى طالبت بتوقف قوات صنعاء وعدم الاستمرار في معركة مأرب. فمؤشراتُ القلق الأمريكي كبيرة جداً، لا سِـيَّـما وأن المعارك تدور في أهم المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والغاز والموجودة على بحيرة من النفط يُطلق عليها تسمية "المثلث الأسود"، والأمريكيون منذ بدء العدوان على بلادنا يريدون أن تكونَ صنعاء بلا أنياب، وأن لا تستفيد من أي مورد اقتصادي يعود بالنفع على المواطنين.
ان انزعاج واشنطن من انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة في مأرب، ستربك مخطّطات أمريكا ومشاريعها في المنطقة، حَيث ظلت لسنوات كثيرة ترسم وتخطط لإنشاء شرق أوسط جديد، لكنه سينتهي ويذهب أدراج الرياح تحت أقدام المجاهدين.
وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع امين سر المجلس السياسي الاعلى في اليمن الدكتور "یاسر الحوری"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
*سقوط مأرب ماهي إلا مسألة وقت ليس إلاّ، السؤال هنا ماذا بعد مأرب؟
لانقول سقوط وانما تحرّر وعودة مأرب المحافظة اليمنية الاصيلة لحضن الوطن، والانعتاق من الاحتلال والوصاية الاجنبية، وطرد المرتزقة والقوى الارهابية "القاعدة" و"داعش" التي استولت على مقدراتها وثرواتها ومارست أقبح الافعال بحق المواطنين الأبرياء.
الجيش واللجان الشعبية ومعهم كل احرار اليمن يعلمون انها معركة مفصلية واستراتيجية ومباشرة مع تحالف العدوان، فهي عنوان الاستقلال والحرية للجمهورية اليمنية.
اما السؤال عن ماذا بعد مأرب فمن الاهمية التوضيح لكل العالم ان الشعب اليمني يخوض معركة الدفاع عن اليمن، والانتصار في مأرب سيكون له ابعاد عسكرية وسياسية واسعة في مقدمتها سيناريو وقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن اذا ما احسن العدو دراسة المشهد بحكمة. وبالتالي فاذا ماجنحوا للسلام فان مابعد مأرب سيكون عملية سياسية واسعة لمصلحة كل اليمنيين.
والحقيقة فاني لا اراهن على ذكائهم، فقد يفضّل العدو سيناريوهات اخرى وأياً كانت فانها ستسقط بصورة اسرع وبجهد اقل بمشيئة الله.
*برأيك ما هي أهمية هذه الانتصارات؟ وما تأثيرها على مسار المفاوضات والحل الشامل في اليمن؟
من المعروف ان العمل العسكري يسهّل العملية السياسية، ويعتقد الكثيرون ان هذه الانتصارات ستختصر الاطراف الفاعلة في المشهد اليمني، الامر الذي سيقلل من الاجندة والتعقيدات التي تصاحب اي عملية تفاوضية متعددة الاطراف، لكن ذلك كله ليس محل اهتمام صنعاء او هدفها لانها تعمل وفق استراتيجية اعمق واكرم لليمن واعزّ وهي خروج قوات الاحتلال من الاراضي اليمنية.
*هل ستحسم معركة مأرب مصير الحرب في اليمن؟
بعض التوقعات تطرح ذلك لكن ارادة الشعب اليمني وصموده هي التي ستحدد مصير اليمن ومستقبله، فأي عدوان او احتلال سيرحل اليوم اوغدا، فالنضال في حياة الشعوب لايقاس بأيام او شهور او سنين.
*هل سيكون هذا الانتصار بمثابة رصاصة الرحمة لقوات التحالف؟
قوات التحالف اعلنت انهزامها منذ اول طلقة رصاصة شاركت فيها في اليمن ومأرب، ومابعد مأرب ستكون قاسية عليه وهزائم مذلة له.
/انتهى/
تعليقك