وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه ولد الشهيد مصطفى شمران، أوّل وزير دفاع للجهورية الإسلامية الإيرانية، عام 1932 في مدينة قمّ الإيرانية، ثمّ انتقل بعد سنةٍ مع عائلته للعيش في العاصمة طهران.
التحق الشهيد شمران بالكلية الفنية في جامعة طهران حيث درس في قسم الهندسة الكهربائية عام 1953.
ورغم انخراطه بعمقٍ في النضال السياسي الشعبي والتظاهرات ضدّ النظام الملكي في ذلك الوقت، تخرج شمران من الجامعة بدرجة ممتاز. فحصل على منحة دراسية لإكمال دراسته في أميركا حتى درجة الدكتوراة.
فحصل الشهيد على درجة الماجستير بتقدير ممتاز أيضًا، في نفس الاختصاص من جامعة تكساس الأميركية. ثمّ انتقل سنة 1963 إلى جامعة بركلي حيث نال شهادة الدكتوراة في هندسة الطاقة النووية بالتقدير نفسه.
وقد أسس شمران مع مجموعة طلاب إيرانيين، فرعاً من الجبهة الوطنية تحت عنوان "الجبهة الوطنية الإيرانية في أمريكا"، وقام وبالتعاون مع طلاب إيرانيين ومسلمين بتأسيس "الإتحاد الإسلامي للطلاب الجامعيين في أمريكا وكندا".
و أنّ الشهيد الدكتور مصطفى شمران اعتمد منذ الصغر على التدريس والأبحاث لتأمين نفقاته، خصوصًا بعد أن سُحبت منه المنحة الدراسية بحجة نشاطه السياسي ضد نظام الشاه.
عام 1963، رأى الشهيد مصطفى شمران مع سائر الأعضاء الأصليين في فرع حركة الحرية الإيرانية في خارج البلاد، أنّ الحلّ الأمثل لمحاربة حكومة الشاه هو الحل العسكري. فصممّوا على تأسيس قاعدة جهادية في البلدان العربية (الجزائر ومصر) وإرسال مجموعة من الأعضاء إليها للتدريب العسكري هناك.
وبالفعل، أرسلت المجموعة الأولى سنة 1964 تحت عنوان "منظمة الإتحاد والعمل" للتدريب العسكري إلى مصر. لكن الحرب الإعلامية المصرية ضد سيادة الأراضي الإيرانية أدّت إلى توتر العلاقات بين هذه المنظمة والحكومة المصرية، فانتقلت إدارة العمليات إلى لبنان.
عندها، غادر الدكتور شمران مصر متّجهًا إلى أميركا، ثمّ لبّى دعوة السيد موسى الصدر وقدم إلى لبنان، ليصبح بعدها من أصدقائه المقربين.
وفي لبنان، أسّس الشهيد مع السيد الصدر "حركة المحرومين" وجناحها العسكري "أمل"، المعروفة اليوم بـ "حركة أمل".
في هذا السياق عمل شمران جاهدًا في مركز حركة أمل في "الشياح"، ليؤسّس اتحادات إسلامية للطلاب في بيروت على نمط الإتحاد الإسلامي للطلبة الجامعيين، بهدف تربية الشباب وتقديم الدروس الإسلامية لهم.
وفي مذكّراته، كتب شمران عن لبنان "لقد كنت أحيا حياة رغدة في أميركا، وكنت أملك شتى الإمكانات، ولكني طلقت اللذائذ ثلاثاً وذهبت إلى جنوب لبنان حتى أعيش بين المحرومين والمستضعفين وأتذوق فقرهم وحرمانهم وافتح قلبي لاستقبال آلام وهموم هؤلاء البؤساء. لقد أردت أن أظل دائماً في مواجهة خطر الموت تحت القنابل الإسرائيلية..."
وعاد الشهيد مصطفى شمران إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد انتصار الثورة، وعٌيّن وزيرًا للدفاع باقتراح مجلس قيادة الثورة وبأمرٍ من الإمام الخميني. أيضًا:
- انتُخب نائباً في مجلس الشورى الإسلامي عن محافظة طهران.
- عُيّن قائداً لهيئة الحروب غير المنظمة أثناء الحرب الإيرانية العراقية.
- عُيّن ممثلاً للإمام الخميني في المجلس الأعلى للدفاع سنة 1980.
والجدير بالذكر أنّ أصدقاء الشهيد مصطفى شمران، في الدورة الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية، أصرّوا عليه من أجل ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، لكنه رفض. وقد تبيّن لاحقً أنّه كتب عن سلبيات الموضوع في مذكّراته.
واستشهد الدكتور مصطفى شمران، في منطقة دهلاوية في 21 حزيران 1981، متأثرًا بشظية أصابت رأسه، في عملية تحرير سوسنجرد وتلال الله أكبر.
/انتهى/
تعليقك