٠٧‏/٠٩‏/٢٠٢١، ٦:٤٣ م

محلل سياسي لـ"مهر":

تداعيات عودة طالبان الى افغانستان على السعودية

تداعيات عودة طالبان الى افغانستان على السعودية

بدأت السعودية تشعر بخطر وجودي يهددها بعد النسخة الافغانية فدولة مثل السعودية قد تكون على اللائحة نتيجة اعتبارات عديدة تهم المصالح الامريكية المتهالكة في المنطقة والبحث عن بدائل لمواجهة تراكمات القوة لمحور المقاومة.

وكالة مهر للأنباء - حسان الزين: عادت حركة طالبان الى الحكم تحت شعار تحرير افغانستان من ايد المستعمر الامريكي وهرولت أمريكا بزعامة جون بايدن بالانسحاب تحت شعار لا يمكن فعل اكثر ما فعلنا متباهيا بأن جسرا جويا هو الاعظم في التاريخ وتعجز دول كبرى عن انجاز المهمة فقد تم اجلاء جنود الولايات المتحدة ورعاياها عبر هذا الجسر الجوي.

فكيف يمكن ان تقنع حركة طالبان جمهورها وشعبها بأن انتصارا قد حقق اذا كانت المفاوضات بين الحركة والادارة الامريكية في دولة قطر دام لاكثر من سنوات وبعدها تم الاتفاق الذي يمدح من قبل الاطراف جميعها أليس هذه مفارقات سياسية واضحة أم انجازات وهمية وسيناريو ادوار متعددة ؟!.

اكد المحلل السياسي ان الصورة التي خرجت بها أمريكا من كابول تؤكد للقاصي والداني بأن عشرين سنة من الوجود العسكري الامريكي ساوى صفر نتائج ايجابية للشعبين الامريكي والافغاني

ان الصورة التي خرجت بها أمريكا من كابول تؤكد للقاصي والداني بأن عشرين سنة من الوجود العسكري الامريكي ساوى صفر نتائج ايجابية للشعبين الامريكي والافغاني على السواء فقد مُنّيت امريكا بهزيمة في صميم استراتيجياتها العسكرية وهذا ما عبر عنه الرئيس الامريكي في خطابه، وما مشاهد الافغان الذين تعلقوا بالطائرات الا خير دليل على حاجات أمريكا الى علم الاخلاق السياسي والعسكري مما انعكس على عامل الثقة بين أمريكا وحلفائها واصدقائها في المنطقة والعالم، فتحرك الرئيس الفرنسي ماكرون الى العراق لانقاذ مصالحه المتبقية وطار نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان الى موسكو لعقد الصفقات العسكرية ولتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين.

فالظاهرة الافغانية التي احدثها الانسحاب الامريكي وتولي حركة طالبان. والظاهرة الاخرى التي ظهرت بها قيادات الحركة بأنها متسامحة مع مكونات المجتمع الافغاني لعله يسهل الطريق الى الحكم على الاراضي الافغانية بحيث يشي بفتح صفحة جديدة مع الاختلافات المذهبية والعرقية.

فالموقف السعودي يعتريه الكثير من الغموض او الحذر حيث أشار بيان الخارجية السعودية الى توجيهات عامة واشارات عامة حاملة في طياته حذر واضح وجليا، ولكن ما هو الخطر من الظاهرة الافغانية الطالبانية؟!.

قال المحلل السياسي ان السعودية تخشى من تكرار الظاهرة الافغانية على اراضيها فهي ستكون بمثابة زلزال كبير لها، ومن هي الدول المتوقع ان يصيبها الزلزال الافغاني ؟

لعل أهم خطر لهذه الظاهرة هو تكرارها في دول أخرى ومناطق أخرى فمن هي هذه الدول المتوقع فيها ان يصيبها الزلزال الافغاني، ولهكذا سيناريو لما له من تأثير على روسيا ومحاصرتها. المراقب للتصريحات السعودية وخاصة ما قاله الامير تركي الفيصل حول طالبان وبعدها عن المذهب الوهابي يضع الاسئلة العديدة على مشرحة التحليل يستشف منه تخوف سعودي واختلاف جوهري.

فهل بدأت المملكة تشعر بخطر وجودي يهددها بعد النسخة الافغانية فدولة مثل المملكة العربية السعودية قد تكون على اللائحة نتيجة اعتبارات عديدة تهم المصالح الامريكية المتهالكة في المنطقة والبحث عن بدائل لمواجهة تراكمات القوة لمحور المقاومة ؟.

فالادارة الامريكية هل هي بحاجة الى عصبيات مذهبية لتدمير المنطقة وهذا ما يستدعي التغيير في كيان المملكة أم عملية ترويض جديدة لاعطاء مهمة أخرى رغم ان القيادة السعودية قدمت الكثير في هذا الاطار بل لعلها نفد مخزونها التأثيري. ولم تحظى تركيبة الحكومة الاسرائلية بالعناية التحليلية كيف تم تأليفها وخاصة لماذا الاخواني منصور عباس دخل في هذا التحالف فهل سنراه وزيرا في حكومة العدو ؟.

فالتقدم التركي العضو في الناتو نحو افغانستان يحمل الكثير من الاسئلة حول مستقبل افغانستان وعلاقات الحركة بالاخوان وهل هناك دور قطري وتركي قادم الى المنطقة باجندة مختلفة للترويج للظاهرة الافغانية.

فقد انسحبت الولايات المتحدة من افغانستان فمن يملأ الفراغ الدولي في المنطقة لعله التحدي الاكبر لشعوب المنطقة أما تبدأ ثورة استقلالية كبرى وأما تذهب الى استعمار اقتصادي مالي جديد فمما لا شك فيه أن شرقا اوسطيا يتشكل فهل تستطيع شعوب المنطقة تشكيله ؟، فبدل الذهاب الى سباق تسلح لماذا دولة كالمملكة لا تذهب الى اتفاقات سلام وامان مع جيرانها اليمنين ودول الخليج ؟.

لعل تكلفة السلام مع اليمن ارخص من تكلفة السباق نحو التسلح وتبقى فلسطين هي قلب العالم الاسلامي ويبقى الكيان العبري اولية عظمى بالنسبة لأمريكا فهل السلطة الفلسطينية في رام الله حان رحيلها واستبدالها ؟./انتهى/

رمز الخبر 1917720

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha