وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان حركة الجهاد الاسلامي اصدرت اليوم الثلاثاء بياناً بمناسبة ذكرى تصريح بلفور المشئوم في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر 1917، والذي منحت بموجبه بريطانيا حقاً لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، بناءً على المقولة المزيفة "أرض بلا شعب لشعب بلا ارض، ليعطي من لا يملك وطنا لمن لا يستحق".
وجاء في بيان حركة الجهاد الاسلامي "منذ ذلك التصريح المشئوم وشعبنا لم يزل يتجرع مرارة الاحتلال والاستيطان والتشريد والقتل والاعتقال، وسط صمت دولي وعربي مريب، يستغله كيان الإرهاب الصهيوني لارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا ومقدساتنا".
واضاف البيان: "لقد مثّل ذلك التاريخ، يوما أسوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ الأمة كلها، وضربة غير مسبوقة لما يسمى بالعدالة الدولية، فقد كان هذا الوعد بمثابة استجابة لرغبات الصهيونية العالمية لإقامة وطن لليهود على حساب شعب أصيل متجذر في أرضه منذ آلاف السنين".
وأكدت الجهاد الإسلامي أن تمسك الشعب الفلسطيني بحقه المشروع كاملاً، في استرداد أرضه، ثابت لا يمكن أن تغيره كل الوعود ولا كل المواثيق والمعاهدات "فالحق لا يسقط بالتقادم مهما تعاقبت الأجيال ومهما طوى الزمان من العقود".
واستطردت الحركة في بيانها: المقاومة بكل أشكالها واستمرار مواجهة المحتل، حق مشروع لشعبنا، وهي الضامن لاستعادة الأرض وتحرير القدس ومسجدها الأقصى وكافة المقدسات، واستعادة فلسطين من بحرها إلى نهرها".
وبينت أن صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي، وفتح بعض الأنظمة العربية باب التطبيع مع العدو على مصراعيه، لا يقل خطورة عن تصريح بلفور المشئوم، إن لم يكن التطبيع ضربة أكثر تنكيلا بالشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني أشد الويلات تحت احتلال إرهابي واستعماري مجرم.
وطالبت الحركة العالم كله لتحمل مسؤولياته في وقف معاناة شعب فلسطين، وأن يتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين، وأن تعترف الدول التي تواطأت وساعدت على احتلال فلسطين بالخطأ والجريمة التي ارتكبتها، وإلا ستظل الشعارات التي ترفعها عن العدالة والحرية والحقوق حبراً على ورق وتستراً على كل الأخطاء التي ارتكبت او ترتكب بحق فلسطين وشعبها".
ونوه البيان إلى أن تصريح بلفور المشؤوم مكّن العصابات الصهيونية من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير، بهدف القضاء على الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده، مؤكدا أن هذه الجرائم لم تزل متواصلة بأشكال متعددة، من قتل وتهويد وقصف وتدمير واعتقال وترويع وترهيب، كما يجري في حي الشيخ جراح.
واردفت الجهاد في بيانها: إن التصريح المشؤوم الذي أطلقه "آرثر بلفور" ، لم يكن نكبة ومأساة للشعب الفلسطيني فحسب، بل ترك تداعيات تاريخية خطيرة على المنطقة والعالم بأسره، وشكّل تحديا لقيم الحرية والعدالة والكرامة، حتى أضحى الكيان الصهيوني دولة فوق القانون، تمزقه وتدوسه وقتما تشاء، كما فعل السفير الصهيوني جلعاد أردان عندما مزق تقرير مجلس حقوق الإنسان من فوق منصة الأمم المتحدة وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره".
واشار البيان إلى أن ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال هو أيضا نتيجة لتصريح بلفور المشئوم، حيث تستخدم سلطات الاحتلال السجون والزنازين لتغييب أبناء شعبنا، إمعانا في سياسة التطهير العرقي، واصفا الاعتقال بأنه الوجه الآخر للقتل والاغتيال.
واختتم الجهاد الإسلامي بيانه بتوجيه التحية لأبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، ودعت بالرحمة للشهداء، وبالحرية للأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية على طريق العزة والكرامة./انتهى/
تعليقك