وكالة مهر للأنباء- القسم العربي: في ظل تسارع الأحداث الذي نعيشه، تتسارع بنفس الوتيرة الأحداث السياسية، ودائما ما يكون هناك مستجدات جديدة، فلا يكاد ينتهي حدث سياسي حتّى يبداً آخر.
وعلى ضوء مجرياتت العراق وخلال النقاشات والتساؤلات التي حصلت حول مصير العراق بعد انتهاء الانتخابات واعلان النتائج، اتى حدث جديد حوّل مسار التساؤلات و النقاشات من مسألة الانتخابات الى محاولة اغتيال الكاظمي، وتعددت الآراء والتساؤلات حول هذه القضية.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "هبه اليوسف" حوارا صحفيا مع الكاتب و الاعلامي ورئيس تحرير موقع ألواح طينية "قاسم العجرش" ، الذي تحدث لنا عن هذا الامر.
وفيما يلي نص الحوار:
* لماذا لم تكن صافرات الانذار تعمل عندما تم استهداف بيت الكاظمي في المنطقة الخضراء في حين ان جهاز الانذار الامريكي يتفاعل مع ادنى حركة في سماء العاصمة العراقية ؟
يكشف عدم عمل جهاز الانذار الأمريكي أن قصة إستهداف منزل السيد الكاظمي معبأة بالشكوك، وان القصة تحتاج الى مزيد من التفسير كي تصبح أكثر إقناعا، والا وعلى ضوء عدم عمل منظومة "السي رام"الأمريكية المتطورة، والتي تعمل تلقائيا بمجرد إقتراب الأهداف لمسافة 5 كيلومتر، فإن منزل رئيس الوزراء ربما كان مستهدفا من الأمريكان انفسهم، في محاولة خبيثة لخلط الأوراق، وإرباك الشارع العراقي، لتمرير اجنداتها المريبة..
* من هو المستفيد من استهداف العراق وشعبه وامنه واستقراره وارجاعه لحالة ودوامة الفوضى والفراغ السياسي ؟
يتضح ان المستفيد من هكذا عملية هو الطرف الامريكي الذي ضاق الوقت عليه كثيرا، إذ لم يتبق امامه الا شهرين على وجوب رحيل قواته المقاتلة من العراق وفقا لقرار مجلس النواب العراقي، والاتفاق الذي ابرمته الحكومة العراقية معه بضغط الشارع العراقي، وضربات المقاومة العراقية.
* هذا العمل يُعتبر تطور خطير يهدد امن البلاد والمنطقة، ما هي العواقب الوخيمة لهذا العمل؟، ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟
اعتقد ان انكشاف اللعبة لجميع العراقيين، وتفهم قيادات البلاد لحجم المؤامرة التي يواجهها العراق والتي ترمي الى جره لحظيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني في نهاية المطاف، سيقلل كثيرا من الاحتمالات السلبية والآثار السيئة لهذا الحدث الإستثنائي، الذي يهدف الى التغطية على جريمة قتل المتظاهرين بدم بارد.
* هل هي محاولة لخلط الاوراق نظرا لمجيئها بعد يوم واحد على الجريمة الواضحة بقتل المتظاهرين والاعتداء عليهم ؟
لقد صدر امر انهاء الاعتصام من السفارة التي صرح سفيرها المشؤوم قائلاً، على الأحزاب الفائزة المضي بتشكيل الحكومة، حتى وان لم تصادق المحكمة الإتحادية على نتائج الانتخابات المزورة. مما يعني ضغطاً واضحاً من قبل السفارة الامريكية باعتماد النتائج التي باركها بكل وقاحة مجلس الإمن الدولي، وأيضاً بضغط أمريكي واضح.
القضية واضحة..خنجر امريكي بالظهر العراقي
نعتقد ان الامور تجاوزت نتائج الانتخابات والاعتراضات عليها، مع التسليم باحقية التظاهرات والاعتصامات الجماهيرية المطالبة بحقوقها في العد والفرز والنظر بجدية للطعون لوجود اعتراضات وشكوك بالنتائج .
مع التطورات المتسارعة والمتلاحقة، والصدامات في (جمعة الفرصة الأخيرة) بين المعتصمين وقوات الامن وسقوط شهداء وجرحى، والتي افرطت القوات الأمنية فيها بإستعمال القوة، وما صاحبها من تصريحات وتحديات ورغم الدعوات لضبط النفس واتباع الحكمة واللجوء للقضاء والقانون، الا ان الامور اخذت منحى اخر بعد ماقيل انه قصف لمقر اقامة السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وطرح سيناريوهات عدة.
من المعلوم وعلى نطاق واسع، انه بات معروفا ان الاعتصامات ستستغل من خلال ضرب موقع السفارة الامريكية على اقل تقدير ليكون الاتهام جاهزا وهو استهداف الحشد من جانب، وقادة الفصائل من جانب اخر لاعتبارات كثيرة .
وهذه المرة صار العمل بشكل مباشر، ولكن ليس بقصف السفارة الامريكية انما باستهداف شخص رئيس الوزراء متمثلة بالحكومة التي هي احد اركان الدولة .
وبغض النظر عن الفاعل، وهو ليس بالتأكيد من الحشد او فصائل المقاومة، ورغم استنكار الاستهداف من قبل الكتل السياسية وتنسيقية المقاومة وقادة الكتل السياسية وخصوصا الفتح ودولة القانون باعتبار ان هذا العمل مرفوض، الا ان مخرجات ذلك كانت:
بلحاظ الموقف الأمريكي الرسمي المعلن، والذي يستبطن تدخلا مباشرا بالشأن العراقي، فان اللجنة التحقيقية الامنية التي شكلت على اعلى المستويات والتي ستحقق في الحادثة فإنها لن تعمل لوحدها بل سيكون هناك تدخلا للامن القومي الامريكي وهذا سيعطي بعدآ دوليا يسمح بالتدخل وقلب المعادلة والنظام السياسي وربما نذهب لحكومة طوارىء قد يكون هذا السيناريو المرسوم له اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الانتخابات متابعة من مجلس الامن الدولي، وان وجود امريكا وبقاءها مرتبط بما يسمى بحماية الديمقراطية في العراق وبما ان الديمقراطية مهددة (حسب الرؤية الأمريكية ) اذن ستتدخل بقوة في هذه الحالة.
وفي ظل هذه التداعيات ستكون هناك مواجهات غير متكافئة بين التحالف الدولي والفصائل مما يؤجج الوضع الامني العام ويربك الاستقرار.
نتوقع أن تدخل السعودية على الخط بعد ان اوقفت مفاوضاتها مع ايران واشترطت عليها ان تتدخل في وقف نشاط الفصائل والحشد والتاثيرعلى الحوثين لايقاف للسعودية وايقاف نشاط حزب الله والفصائل في سوريا لتعاود المفاوضات .
وما نخشاه ان الامور ذاهبة الى ما لا يحمد عقباها اذا لم يكن هناك دعوة للهدوء والحكمة والعقلانية سيكون الملف العراقي بيد مجلس الامن الدولي وبمتابعة امريكية لينقلب الوضع راسا على عقب او الذهاب لحكومة طوارئ.
لكن الكرة الآن في ملعب حكماء السياسة العراقية، وننتظرلنرى كيف سيواجهون المؤامرة بعقل وإتزان..في النهاية موقف النجف الأشرف هو الذي سيحسم الامور، وهو ما يعول عليه الشعب العراقي في هذا المقطع التاريخي المهم.
/انتهى/
تعليقك