وكالة مهر للأنباء، انه ولدت السيدة المعصومة في المدينة المنورة في الأول من شهر ذي القعدة كما قيل عام (173 ه. ق.) وتوفيت في قم المقدسة في العاشر من ربيع الثاني سنة (201 ه ق)، فكان عمرها (28) عاماً. ان للسيدة المعصومة مقام عال جداً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ حيث يُكِّنُ لها الإيرانيون حكومةً وشعباً كل تقدير واحترام، ومن الجدير ذكره أن يوم الفتاة أو عيد الفتاة في الجمهورية الإسلامية هو يوم ميلاد هذه السيدة الجليلة، كما أن مقامها سلام الله عليها الواقع في وسط مدينة قم هو أشبه ما يكون بالدُّرة التي زينت هذه المدينة، وجذبت إليها عشاق آل بيت النبي من مختلف أصقاع الدنيا.
وفي هذا الصدد أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي إلى أهمية دور السيدة المعصومة في تحول مدينة قم إلى ما هي عليه الآن بقوله: "ولا شك أن دور السيّدة المعصومة عليها السلام، في جعل قم ما هي عليه وإضفاء العظمة على هذه المدينة الدينية التاريخية العريقة، هو دورٌ لا كلام فيه.
فهذه السيّدة الجليلة، وهذه الفتاة التي ترعرعت في حضن أهل بيت النبيّ، بحركتها بين الأتباع والأصحاب والمحبّين للأئمة عليهم السلام ومسيرها بين المدُن المختلفة، ونثر بذور المعرفة والولاية بين الناس على امتداد هذا المسير وبعد وصولها إلى هذه المنطقة ونزولها في قم، تمكّنت من جعل هذه المدينة تسطع كمركزٍ أساس لمعارف أهل البيت عليهم السلام في ذلك العصر المظلم والحالك لحكومة المتجبّرين، وتتحوّل إلى قاعدة تشعّ منها أنوار العلم وأنوار معارف أهل البيت على أطراف العالم الإسلامي بشرقه وغربه.
اما تجاه تاريخ تأسيس مدينة قم، وأهمية الدور الذي لعبه أهالي هذه المدينة في تاريخ الإسلام والتشيع يقول قائد الثورة الاسلامية من اللافت أن تأسيس مدينة قم كان نتيجة حركة جهادية مصحوبة بالبصيرة. أي إن عائلة الأشاعرة حينما جاؤوا إلى هذه المنطقة وسكنوها، جعلوها في الحقيقة مقراً لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام، وأطلقوا هنا جهاداً ثقافياً.
وكان هؤلاء قد خاضوا غمار الجهاد في ساحة القتال قبل أن يأتوا إلى قم، فقد مارسوا الجهاد العسكري وكان كبيرهم قد حارب مع زيد بن علي (عليهما السلام)، لذلك غضب الحَجّاج عليهم، واضطروا إلى المجيء إلى هنا، وجعلوا هذه المنطقة بمجهودهم وبصيرتهم وعلومهم منطقة علمية. وهذا ما جعلت سيدتنا فاطمة المعصومة عليها السلام حينما وصلت إلى هذه المنطقة تبدي رغبتها في النزول في قم. بسبب وجود هؤلاء الكبار من عائلة الأشاعرة.
وقد ساروا لاستقبالها وجاؤوا بها إلى هذه المدينة. وها هو هذا المرقد النيرّ يشع وينير في هذه المدينة منذ ذلك اليوم ومن بعد وفاتها عليها السلام. أهالي قم الذين أطلقوا هذه الحركة الثقافية العظيمة شكلوا منذ ذلك اليوم مقراً لمعارف أهل البيت في هذه المدينة، وبعثوا مئات العلماء والمحدثين والمفسرين وشرّاح الأحكام الإسلامية والقرآنية لشرق العالم الإسلامي وغربي. وسار العلم من قم إلى أقصى خراسان والعراق والشام.
/انتهى/
تعليقك