وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: قد تبقى ساعات قليلة لانسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية هذا العام حسب اتفاقية بغداد وواشنطن في 26 يوليو/ تموز الماضي على انسحاب جميع القوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية العام الجاري2021. لكن هذا الانسحاب يتزامن مع غرق العراق في مجموعة من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والسب الرئيسي لهذه الازمات تواجد القوات الامريكية في العراق والمنطقة.
في هذا الصدد اجرى مراسل وكالة مهر حوارا خاص مع عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق الاستاذ "ليث العذاري" ونص الحوار فيما يلي:
قال العذاري أن العراقيين لديهم تجربة مريرة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي استهدفت بناهم التحتية في العام 2003 ودمرت العراق تدميرا ممنهجا, وادخلت المجاميع الإرهابية والتكفيرية من داعش والنصرة وغيرها إلى البلاد, مردفا ألا عاقلان يختلفان على أن واشنطن هي من صنع تنظيمي داعش والنصرة, مردفا أن كل هذه الأمور تجعل الشعب العراقي لا يثق بالتصريحات الامريكية.
لايثق الشعب العراقي بالسياسة الأمريكية في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا
وانتقد السياسي العراقي التدخل الأمريكي في العراق معتبرا أن لهذا التدخل عدة أوجه ليس أولها أن للولايات المتحدة الأمريكية أكبر سفارة بالإضافة لتدخلات وأداء وتصريحات السفير الأمريكي وليس آخرها الضغوط الامريكية التي تُمارس على العراق في اتخاذ القرارات والمواقف من القضايا المختلفة.
واعتبر القيادي في العصائب أن أميركا غير مأمونة الجانب في حماية البلدان مستشهدا بالتجربة الأفغانية التي رأى أنها لا تزال ماثلة في الأذهان, وأن ما حصل من انهيار تام لأفغانستان وتسليم هذا البلد مجددا للإرهاب رغم السنوات العديدة التي قضتها القوات الامريكية هناك يؤكد أن وجود القوات الامريكية تحت مزاعم حفظ الأمن فيه أمر لا يمكن البناء عليه.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق أن أمريكا بعد أن خرجت من الباب العراقي تحاول العودة للدخول من الشباك وما تحويل 2500 مقاتل إلى مستشارين عسكريين إلا سفسطة سياسية ودبلوماسية لا يقبلها عقل, مشبها الامر بسلخ الأفعى لجلدها, متابعا: ألا منطق لوجود هذا العدد من المستشارين وأن هذا تناقض امريكي وعدم امتثال للإرادة العراقية لا بد من الرد عليه.
وتابع القول إن الحكومة العراقية أعلنت الانتصار على داعش وبالتالي لا حاجة لاستمرار السيطرة الأمريكية على أجواء العراق بحجة مراقبة التنظيم الإرهابي, معتبرا أن هذا خرق وعدم احترام لسيادة العراق, مؤكدا أن الحكومة العراقية ما لم تلتزم الحكومة بوقف ما يسمى طائرات الرصد الأمريكية هذه والتي تحلق في الأجواء العراقية بدون أخذ الإرادة العراقية فإن هذا الأمر سيُعتبر أمرا غير مبررا يستوجب الرد عليه.
شدد العذاري أن امريكا لا تستطيع السيطرة عسكريا على العراق, ومؤكدا أنها اضطرت للانسحاب عام 2011 وأنها ستخرج مجددا بنفس الطريقة وإلا فإنها ستجني ثمار افعالها في العراق
ودعا العذاري واشنطن لتسليم جميع القواعد التي تحتلها الى القوات العراقية, مطالبا بأن تكون هذه القواعد تحت تصرف الحكومة العراقية وألا تتصرف أمريكا وكأن هذه القواعد ملك لها, مردفا أن تحدي امريكا لإرادة الشعب العراقي يعطي هذا الشعب الحق بالرد والمقاومة وهو ما كفلته القوانين الدولية للأفراد والشعوب لكي تنال حريتها.
واتهم القيادي العراقي من يريدون ابقاء القوات الأمريكية في البلاد بأنهم لا يحملون الهم الوطني ولا يمثلون الشعب العراقي العظيم, مضيفا أن القوى الوطنية العراقية والبرلمان الذي صوت على اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية عام 2019 ورغبة العراقيين الذين يرفضون الوجود الأمريكي تصب كلها في مجرى إخراج القوات الامريكية المحتلة من العراق.
وقال العذاري بأن العصائب والشعب العراقي عامة سيثبتون على موقفهم الرافض للوجود الأمريكي وأن من حق كل العراقيين أن يواجهوا أي خرق أمريكي وأن يقاوموا الاحتلال الذي ترفضه كل أطياف الشعب العراقي.
وختم عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق ليث العذاري حديثه إن الأمريكي لا يحتاج لبقائه في العراق إلى غطاء شرعي مؤكدا أن الشعب العراقي لن يعطي الامريكيين الشرعية, مشددا على أن امريكا لا تستطيع السيطرة عسكريا على العراق, ومؤكدا أنها اضطرت للانسحاب عام 2011 وأنها ستخرج مجددا بنفس الطريقة وإلا فإنها ستجني ثمار افعالها في العراق.
/انتهى/
تعليقك