وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اشتدت العمليات الاستشهادية عشية شهر رمضان المبارك ضد احتلال الكيان الصهيوني في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعقب عمليات المجاهدين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، اصبحت تعاني المناطق المحتلة من حالة من الفوضى الأمنية.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس "محمود الزهار" أنه لا يوجد مكان آمن في الاراضي المحتلة من المقاومة الناجحة. مشيرا الى ان العمليات الاستشهادية ليست ظاهرة فرد وتنتهى، بل هي مسؤولية كل فلسطيني وعربي ومسلم في كل وقت وفي أي مكان، وهذه العوامل مع عوامل أصالة المقاومة وإيمان المقاومين بالنصر والتحرير.
وهذه العمليات النوعية تشكل تحديا كبيرا لأمن الكيان الصهيوني الذي توفرت له كل وسائل المال والسلاح والاستخبارات، وكل هذه العوامل تم ضربها في الصميم بهذا النوع من العمليات. ففي ظل هذه الظروف، يبدو أنه مع تكثيف الإجراءات المناهضة للفلسطينيين في تل أبيب في الأيام المقبلة، هناك احتمال كامل لهجمات من قلب أراضي 1948 المحتلة. .
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الدیبلوماسي الايراني السابق الدكتور "السيد هادي سيد أفقهي"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** ما اهمية العمليات الجهادية الفردية ؟
كل عملية يقوم بها جهادي او فدائي تتم دراستها ويتم التحديد لها، وكيف ستنجز هذه العملية ؟ مكان العملية، وما هي محصلة هذه العملية ؟، ما هي درجات ومنسوب استشهاده قبل القيام بهذه العملية او بعد القيام بهذه العملية... كيف يمكن ان يهرب من المعترك من ساحة المواجهة كما حصل مع الشهيد ضياء، كان هناك حضور مكثف لجيش العدو الصهيوني.
صحيح ان هذه العمليات اسمها فردية ولكن يُخطط لها، تختار هذه الاهداف بدقة، ومدى تأثير هذه الاهداف... وكذلك قرأت على المواقع الاخبارية ان هذه العملية التي قام بها الشهيد كانت في مكان يتواجد فيها شخصية امنية صهيونية رفيعة المستوى!، واكيد هذه الشخصية سيعتم عليها الكيان الصهيوني ولربما قتلت، ولكن الكيان لا يفصح، الا ان هذه العملية كانت تستهدف هذه الشخصية من خلال مراقبتها.
اعود واقول مرة اخرى سواء اكان وراء هذا الشخص الجهادي فريق عملي يساعده في كل المجالات والاحتياجات والتأمينات، ودفعه لساحة المواجهة، او كانت ابتكارات شخصية، فهي بشائر خير، وحالة واعدة من ان تعم كل الاراضي الفلسطينية، وهنا يعز علي ان لا اذكر مقولة الامام الخامنئي حفظه الله حينما قال: "انه يجب ان تتسلح الضفة الغربية كما تسلحت غزة" وهذا الامر سيخفف من عبء مواجهة غزة مع العدو عندما تتسلح الضفة الغربية بالرغم من كل الاجحاف وكل الخيانات، وكل الموانع والعراقيل التي يواجهها الشاب الفلسطيني المجاهد الذي يريد ان يحمل سلاحه ويدافع عن ارضه، وعن تاريخه وعرضه وهويته، هناك بسبب الإتفاقية الأمنية بين مايسمى حكومة السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني؛ اتصور ان مثل هذه العمليات ان شاء الله ستستمر.
** برأيكم هذا الضغط هل يمكن ان يصل بالمقاومة الفلسطينية وبالعمليات الفردية الى النتائج المرجوة والمتوخاة ؟
هذه هي الحقيقة كلما اشتد الضغط "الاسرائيلي" كلما تشتد العمليات الاجرامية، وكلما ستكون ردة فعل المقاومة اقوى، وهذا بالحقيقة قانون العقل الذي لا يمكن الاستسلام في وجه هذه الضغوط.
وعسى ان يعوا الصهاينة ان لا خيار لهم سوى ان يتركوا هذا البلد لاهله، كما قال سماحة السيد حسن نصرالله "حفظه الله" عليهم ان يحزموا حقائبهم ويخرجوا قبل ان يُخرجوا منها ويرمون في البحر. هذا اغتصاب وهذا احتلال، هناك قوانين، هناك شرعة دولية وقرارات صادرة من مجلس الامن و من الامم المتحدة، من منظمة التعاون الاسلامي بأن إسرائيل دولة محتلة، ويجب ان تخرج من هذه الارض، هذا هو العنوان العريض لكل هذه النشاطات لكل هذا الجهاد ان كان على مستوى التنظيمي المسلح، او على المستوى الشعبي، او على مستوى العمليات الفردية كما نلحظها هذه الايام، كلها تشكل منظومة واحدة، كلها تشكل قوة واحدة في وجه العدو الصهيوني.
** ما اهمية ان المعركة الان هي داخل العمق الفلسطيني المحتل، وما اهمية الزمان والمكان في هذه المعركة ؟
دعيني استذكر معركة سيف القدس عندما بدأت المواجهة بين فصائل المقاومة في غزة مع كيان العدو الصهيوني، كان هناك هبة شعبية اربكت وارعبت العدو فيما يسمى بأراضي 48، ما كان يتوقع العدو بعد مرور كل هذه السنين من تغيير هوية هؤلاء، من تغيير انتمائهم، ما كانوا يتوقعون ان تحصل هذه الهبة في الكثير من المناطق الى جانب المقاومة الفلسطينية واكملت في الحقيقة مهمة الفصائل المقاومة الاسلامية الفلسطينية.
الآن دخل في معادلات الفصائل الجهادية المسلحة انه من غير المعقول ان تترك جنين وتحاصر وان يدخل الجيش " الاسرائيلي" ويقوم بنفس جرائم الحرب السابقة التي عبر عنها كوفي عنان في وقتها بأنها جرائم مروعة!!، اذن لا يمكن ان تترك جنين ولو تركت لوحدها ربما توأد هذه الانتفاضة الآخذة بالتكامل والتوسع بإذن الله.
هناك هبة شعبية الى جانب المقاومة، المظاهرات والاحتجاجات والمواجهات والاشتباك حتى بالايدي والعصي بين عرب فلسطين 48 والعدو الى جانب مشاغلة العدو الصهيوني وإبعاده عن تركيزه فقط على غزة هذا المتنفس بحاجة اليه جنين، بحاجة اليه كذلك في مخيمات اخرى.
الى جانب هذا الدعم في هذا التشييع المهيب للشهيد ضياء نلاحظ هذا الحضور الكثيف للشباب، معناه انه هناك حالة استنهاض، حالة استيقاظ، حالة تجديد قوى لفتح جبهات اخرى، ومشاغلة العدو في اكثر من جبهة، وهذا في الحقيقة يؤرق العدو من تجميعه وتركيزه على جبهة واحدة، عندما تتعدد الجبهات سواء على مستوى الهبة الشعبية او على مستوى المواجهات الفردية، او على مستوى فصائل المقاومة، فهي تشكل عبئا كثيرا وكبيرا وتراجعا للعدو، وانتصارات تكون مقدمة لتحرير القدس الشريف ان شاء الله.
/انتهى/
تعليقك