٣١‏/١٢‏/٢٠٢٣، ٦:٠٠ م

ملف "شهيد القدس"/4؛

باحث لبناني لمهر: الشهيد سليماني تواجد في جميع الساحات لتبقى فلسطين القضية المركزية

باحث لبناني لمهر: الشهيد سليماني تواجد في جميع الساحات لتبقى فلسطين القضية المركزية

أكد الباحث في الشؤون الإقليمية الدكتور طلال عتريسي، أنه "عندما نتحدث عن ضعف الكيان الصهيوني وأمريكا، يجب ان نستحضر الشهيد سليماني ورؤيته الاستراتيجية وخبراته الميدانية وتضحياته الواسعة والجهود الكبيرة التي بذلها لدعم وتطوير وحماية حركات المقاومة في المنطقة.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: الدور الذي لعبه الشهيد الحاج قاسم سليماني برفد وتطوير ودعم المقاومة الفلسطينية وتعلقه ودفاعه عن القضية الفلسطينية دفع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لتسميته "شهيد القدس"، هذا الدور الذي ينطلق من رؤية استراتيجية عميقة وعقائدية ايمانية بضرورة تحرير فلسطين من رجس الاحتلال.

ومن أبرز ما ميز الشهيد سليماني، هو معرفته العميقة للعدو وأساليبه، وأيضاً بصيرته الفذة في اختيار الأصدقاء، وكان هيناً ليناً قريب من الناس، وفي نفس الوقت شديد على الأعداء، ما دفعهم لاغتياله بعد أن حطّم مخططتهم المرسوم للمنطقة.

وللتعرف أكثر على الدور الذي ادّاه القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الاستاذ في العلوم الاجتماعية والباحث في الشؤون الإقليمية الدكتور طلال عتريسي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

ما هو دور الحاج قاسم في إبقاء القضية الفلسطينية حية في اذهان الناس ؟

الشهيد قاسم سليماني تميز بأمرين اساسين: الاول هو رؤيته الاستراتيجية وقدرته على الاستشراف والتحليل، والأمر الثاني هو جهاده الميداني وهذا قلما يجتمع في شخصية قيادية. اذ عادة ما يكون هناك فصل بين اصحاب الرؤى الاستراتيجية وبين اصحاب الخبرات الميدانية.

ميزة الشهيد سليماني وخصوصيته واستثنائيته انه جمع بين هذين الامرين، والمقصود بذلك انه عندما كان يقاتل في جبهات مختلفة ويدعم ويؤسس في مواجهة تنظيمات مختلفة وقوى عسكرية مثل القوى الاميركية في العراق، او تنظيمات مثل داعش في سوريا، فإن رؤيته الاستراتيجية كانت تتطلع الى فلسطين وكان يعتبر أن كل ما يجري في المنطقة لا يجب ان يحول الأنظار عن فلسطين، هذه هي الرؤية الاستراتيجية، وعندما كان يقاتل، يقاتل لكي يمنع هذه الجبهات من ان تحول قدرات محور المقاومة خارج فلسطين، ولهذا السبب كان يبذل جهود مضاعفة، ويتعرض لمخاطر كبيرة ودقيقة وحساسة وهذا يفسر لماذا اعطى قضية فلسطين أولوية على الرغم من كل المعارك المفتوحة في المنطقة.

آمریکا رژیم صهیونیستی را اداره می کند

ولقد تحدث قادة فلسطينيون من فصائل المقاومة عن دور الشهيد سليماني في تعزيز افكار حول سبل القتال والمواجهة مثل الانفاق وغيرها من الوسائل التي تعتمدها المقاومة اليوم في مواجهة العدوان الاسرائيلي... بهذا المعنى نعم الشهيد سليماني جعل قضية فلسطين قضية حية عمليا، وكان دائما في كل المناسبات عندما كان يتحدث وفي كل المواقع يتحدث عن قضية فلسطين، فهو كان يريد ان يقاتل الاحتلال الاميركي في العراق ليس فقط لتحرير العراق ولكن من اجل ان تكون قضية فلسطين هي القضية المركزية، وهذا هو المقصود بان الشهيد سليماني كان يمتلك هذه الرؤية الاستراتيجية، وكان يمتلك هذه الخبرة الميدانية التي وضعها بتصرف حركة المقاومة في فلسطين، هنا ايضا يجب ان نذكر بأن هذه الرؤية الاستراتيجية هي رؤية الجمهورية الإسلامية، وهي ليست رؤية مستقلة للشهيد سليماني، هي رؤية الجمهورية الإسلامية التي تعتبر قضية فلسطين هي قضية الامة، وان دعم فلسطين هو واجب على إيران وعلى باقي الامة، وكان الشهيد سليماني هو القائد الأبرز لتحقيق هذه الرؤية الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية.

لماذا سمي الحاج قاسم بشهيد القدس ؟

الفصائل الفلسطينية المختلفة خاصة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي تعرف تماما دور الشهيد سليماني في توفير الدعم بأشكاله المختلفة لها من اجل بناء قدراتها والإستعداد لمواجهة اي عدوان اسرائيلي، وهذا الامر كما اشرنا هو نتاج رؤية ثابتة من ان فلسطين والقدس هي قضية مركزية لايران وللامة الاسلامية، ومن خلال العلاقة المباشرة مع الشهيد سليماني الذي كان يتولى امر التنسيق بين فصائل المقاومة وبين القيادة في إيران، ويتولى امر تأمين الدعم بمختلف اشكاله، ويتولى امر توحيد وجهات النظر بين حركات المقاومة وحتى دول المنطقة حتى اثناء التباعد واختلاف وجهات النظر، وربما من اطلق على الشهيد سليماني شهيد القدس هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد اسماعيل هنية عندما شارك في تشييع الشهيد سليماني وهو بذلك يعبر عن واقع فعلي وحقيقي وعن علاقة الشهيد سليماني بحركات المقاومة وبمشروع تحرير فلسطين وبالتالي ضمنا تحرير القدس خاصة وان القدس تعرضت ولا تزال في السنوات الأخيرة لمحاولات تهويد وسيطرة يهودية عليها، من هذا المنظار نستطيع ان نؤكد ان هذه التسمية تنطبق قلبا وقالبا على الشهيد سليماني باعتبار ان القدس هي قبلته الاستراتيجية في اطار رؤيته لتحرير فلسطين.

ما هو دور الحاج قاسم في اضعاف الكيان الصهيوني وسلطته في المنطقة ؟

يعتبر الحاج قاسم سليماني من ابرز الذين ساهموا في اضعاف الكيان الصهيوني في المنطقة، وحتى في اضعاف النفوذ الاميركي في المنطقة، وعندما يضعف النفوذ الاميركي يضعف النفوذ الصهيوني والعكس صحيح، والشهيد سليماني كان يقاتل ويدعم المقاومة العراقية التي كانت تقاتل الاحتلال الاميركي الذي خرج من العراق مهزوما، هذه الهزيمة كانت تعني اضعاف النفوذ الصهيوني، اما من حيث الاضعاف المباشر فقد كان الشهيد سليماني حاضرا في معارك المواجهة مع هذا الكيان سواء في لبنان في معارك 2006 والتي انتهت بهزيمة هذا الكيان، او في توفير الاستعدادات والامكانات وكافة الدعم للمقاومة في فلسطين والتي نجحت خلال السنوات الماضية في الصمود والثبات في إفشال المشاريع الاسرائيلية للقضاء على المقاومة، وكانت ذروة هذا الصمود وهذا الاضعاف هو ما حصل في عملية "طوفان الاقصى" التي كشفت حجم القدرات التي راكمتها المقاومة في فلسطين خاصة حركة حماس، وكشفت حجم الإستعداد والتدريب والتقنيات والسلاح المستخدم وأهمية الانفاق ودورها التي لعب فيها الشهيد سليماني دورا اساسيا، وكشفت في المقابل حجم الضعف الذي أصاب هذا الكيان، حجم الضعف على كل المستويات والمفاجىء للداخل الاسرائيلي وللخارج الاميركي الاوروبي، الضعف المفاجىء الذي دفع الولايات المتحدة والغرب للحضور مباشرة لحماية هذا الكيان، يعني اكتشف الغرب ان هذا الكيان أضعف من ان يستطيع ان يواجه ما بعد طوفان الاقصى لوحده، هذا كله من ثمار الجهود التي بذلها الشهيد سليماني بشكل خاص، نحن هنا لا نتحدث عن جهود الاطراف الاخرى والشخصيات الاخرى والمنظمات الفلسطينية واللبنانية والعراقية، نحن نتحدث عن شخص الشهيد سليماني، هذا الضعف كما تبين بعد طوفان الاقصى هو بداية مرحلة جديدة في الصراع مع العدو، لان اي حرب مقبلة ستكون مبنية على ما حصل في طوفان الاقصى وعلى الضعف الذي أصاب هذا الكيان، وعلى عدم ثقة الغرب على قدرة هذا الكيان على الصمود، وبما بدأنا نسمع عنه ونقرأه عن الاف المستوطنين الذين يغادرون هذا الكيان، هذه مؤشرات ضعف حقيقية وهي واقعية، وعندما نتحدث عن ضعف هذا الكيان فهو نتاج صمود وثبات حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وهو نتاج تراجع الولايات المتحده الاميركية في المنطقة، وعندما نتحدث عن هذين الأمرين يجب ان نستحضر الشهيد سليماني ورؤيته الاستراتيجية وخبراته الميدانية وتضحياته الواسعة والجهود الكبيرة التي بذلها لدعم وتطوير وحماية حركات المقاومة في المنطقة.

/انتهى/

رمز الخبر 1939864

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha