١٥‏/٠١‏/٢٠٢٤، ١٠:٢٢ ص

عضو مجلس الأوقاف الأعلى في الديوان السني العراقی لـمهر:

لو تستخدم الدول الإسلامية بعضاً من إمكانياتها لتقدمنا خطوات كبيرة فی حسم الصراع في غزة

لو تستخدم الدول الإسلامية بعضاً من إمكانياتها لتقدمنا خطوات كبيرة فی حسم الصراع في غزة

أكد عضو مجلس الأوقاف الأعلى في الديوان السني في العراق ونائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي، الدكتور محمد النوري، على أنّ ما يجري في غزة يكشف القناع عن دعاة الإنسانية في كل العالم، مشيراً إلى أنّ الدول الإسلامية تمتلک مقومات كبيرة لو استخدمت بعضاً منها لتقدمنا خطوات كبيرة فی حسم الصراع في غزة.

وكالة مهر للأنباء، انعقد يوم أمس الأحد في طهران، مؤتمر "طوفان الأقصى وصحوة الضمير الإنساني" الدولي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وذلك بحضور رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد إبراهيم رئيسي وجمع غفير من العلماء والشخصيات الإسلامية والسياسية في أنحاء العالم الإسلامي، حيث قال الدكتور محمد النوري على هامش هذا المؤتمر في حوار مع مراسل وكالة مهر للأنباء: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فالمؤمن هو الذي يستشعر آلام المؤمنين في كل الأرض، فهذه الإبادة تستوجب علينا مواقف كبيرة جداً، فمن الناحية الإنسانية كلكم لآدم وآدم من تراب، ومن الناحية الإيمانية فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فالواجب أن نقف معهم وندعوا الله لهم، وأن نقدم لهم العون والمعونة والمساعدة، أن لا نبخل في نصرتهم ولو بالكلمة الصادقة".

وأشار إلى الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة طوال 100 يوم من حربه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وقال: "حقيقةً ما يجري في غزة من إبادة جماعية يكشف القناع والستار عن دعاة الإنسانية في كل العالم، حيث أنّهم يرون الإنسان يُقتل ولا يحركون ساكناً، وعن دعاة حقوق المرأة في كل العالم، فهم يرون النساء تقتل وتشرد ولاتجد مأوى ولا يحركون ساكناً، وأيضا تكشف القناع عن دعاة حقوق الطفل في الأمم المتحدة حيث يرون أطفال غزة بدون مأوى في هذا البرد القارس الشديد وهم لا يحركون ساكنا، إذن الواجب الإنساني والواجب الإيماني والواجب الأخلاقي أن تقف هذا الشعوب وهذه المجتمعات مع غزة لأن مايحدث هو بالواقع محنة وامتحان واختبار لكل أبناء البشرية".

وبخصوص دور المقاومة قال الدكتور نوري: "لا شك بأن المقاومة تدافع عن المظلومين والمقهورين والمساكين وتدافع عن غزة وفلسطين، وفي كل دساتير العالم والإنسانية إنّ أيّ شعب إذا ما انتهكت حرمته واحتلت أرضه فله الحق الشرعي والقانوني أن يدافع عن نفسه وعن المظلومين، والمقاومة اليوم تدافع عن فلسطين وأرض فلسطين، تدافع عن القدس وغزة وعن كل هذه المبادئ والقيم العليا، إذن نحيي المقاومة ونساندها وندعوا الله لها بالنصر والتمكين."

لو تستخدم الدول الإسلامية بعضاً من إمكانياتها لتقدمنا خطوات كبيرة فی حسم الصراع في غزة

ورداً على سؤال حول الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الدول الإسلامية والعربية لدعم الفلسطينيين صرّح: "إنّ الدول الإسلامية والعربية تمتلك الكثير من المقومات التي لو استخدمت بعضاً منها لتقدمنا خطوات كبيرة في حسم هذا الصراع لصالح المؤمنين، وهذه المقومات هي "الاقتصاد" و"البترول" و"النفط" و"الممرات البرية والبحرية والجوية"، وفي الحقيقة باستطاعة الدول العربية والإسلامية أن تطبق حصارا خانقا على إسرائيل وعلى الصهيونية وبذلك تركع أمريكا والصهيونية ومن حالفهما للتفاوض على إرجاع الحقوق لأهلها."

وحول ما إذا كانت محكمة العدل الدولية ستخرج بقرار منصف لمحاسبة الكيان الصهيوني، قال: "إنّ المحاكم الدولية والمنظمات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، كلها شاهدنا انحيازها في السنوات الماضية للصهيونية ووقفت مع الظالم لا مع المظلوم، و لعل الله أن تكون هذه المرة منصفة وأن تكون هناك يقظة في وجدانهم وضميرهم للوقوف مع هؤلاء الضعفاء والمساكين والمستضعفين في غزة وفلسطين."

وفيما يتعلق بالمبادرات والاجتماعات التي عقدتها الدول الإسلامية والعربية طيلة هذه الأزمة وتأثيرها قال: "نحن في الحقيقة نساند كل مبادرة تساند فلسطين وكل مبادرة من شأنها أن تقف مع إخواننا، ونحيي كل مبادرة في الدول الإسلامية والعربية وندعوا إلى تمكينها وترصينها وتقويتها، لأنّ الكلمة مع الكلمة قوة والذراع مع الذراع قوة، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا، والاعتصام بحبل الله والتقارب بهذه المواقف والوقفات الكبيرة مع فلسطين والقدس من شأنه أن يعطي رسالة للعدو أنّ الدول العربية والدول الإسلامية إذا ما اتحدت وتوحدت في مواقفها فإنها ستقدم الكثير وستكلف العدو أيضاً الكثير."

وفي الختام خاطب الكيان الصهيوني قائلاً"مهما ظلمت وتجبرت وقتلت وشردت وضربت، مهما طال الليل فلابد من بزوغ الفجر، مهما قوي الطوغ فلابد أن يكسر، و دوام الحال من المحال، أنت اليوم قوي وغداً سوف تشرد في الأرض، أنت اليوم تحكم بالنار والحديد لكن إعلم أنّ هناك قوة أقوى وأعلى منك هي قوة الله سبحانه وتعالى، إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها ستبدي له مالم يكن في حسابهِ، وعلى الكيان الصهيوني أن يراجع حساباته، اليوم له وغدا لنا وللضعفاء وللمؤمنين، وهو سيشرد ويعود إلى كل الأماكن التي جاء منها ولايصح إلا الصحيح."

/انتهى/

رمز الخبر 1940348

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha