أفادت وكالة مهر للأنباء أنه عبّر سياسيون عراقيون عن مخاوفهم من انعكاس التطورات في سوريا على الداخل العراقي، مشددين على أهمية تحصين الجبهة الداخلية ودعم الحكومة، لتجاوز مخاطر الارتدادات السورية، تزامناً مع تحذيرات أطلقها زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، بشأن تحركات داعش الارهابي وحزب البعث داخل العراق، وسط دعوات سياسية لتنفيذ بنود ورقة الاتفاق السياسي التي أفضت إلى تشكيل الحكومة الحالية، كونها كفيلة بتجنيب البلاد مخاطر الصراع والأجندات الخارجية.
النائب عبد الأمير تعيبان، وهو مستشار رئيس الحكومة لشؤون الزراعة والمياه والأهوار، دعا لتوحيد الخطاب ودعم الحكومة لتجاوز المخاطر التي تحيط بالعراق.
وكتب في تدوينة يقول: "في ظل المتغيرات والمخاطر التي تحيط بالعراق أرضاً وشعباً، ما علينا كشعب بكل قومياته ومذاهبه الدينية والسياسية إلا أن نوحد خطابنا ونتجاوز الخطابات الطائفية والتحريض على التفرقة"
وأضاف: "علينا أن ندعم الحكومة لتمارس سياستها التي رسمها لها الدستور استنادا إلى المادة 78"
وتنصّ هذه المادة الدستورية على أن "رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة، يقوم بإدارة مجلس الوزراء ويترأس اجتماعاته، وله الحق بإقالة الوزراء، بموافقة مجلس النواب"
في السياق أيضاً، رأى زعيم تحالف «السيادة» خميس الخنجر، أن تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي يعدّ أساساً في تحصين الجبهة العراقية الداخلية، وتجنيب البلاد مخاطر الصراعات.
وذكر، "ندعم الدعوة التي وجهها المبعوث الأممي إلى العراق محمد الحسان عقب زيارته سماحة المرجع السيد علي السيستاني؛ والتي أكد فيها على أهمية اتخاذ العراق قرارات جديدة تخدم الوضع الحالي وتساعد على تجنيب البلاد الأزمات المستقبلية".
ورأى أن «تنفيذ بنود ورقة الاتفاق السياسي ذات الصلة بملف حقوق الإنسان؛ وعلى رأسها التصويت على تعديل قانون العفو لإنصاف الأبرياء في السجون؛ وعودة المهجرين إلى مدنهم؛ وكشف مصير المخفيين قسرا وتعويض ذويهم؛ وإنهاء عمل هيئة المساءلة والعدالة؛ هو الكفيل بتجنيب العراق مخاطر الصراعات والأجندة الخارجية؛ ويمثل نقطة الشروع الرئيسية نحو تحقيق غاية تحصين الجبهة الداخلية وتماسكها ورص الصفوف بين كافة أبناء الوطن» على حدّ وصفه.
وكان المسؤول الأممي قد أعلن، إنه بحث مع المرجعية الشيعية في النجف "سبل ومجالات وخطوات النأي بالعراق عن أي تجاذبات سلبية لا تخدم أمن واستقرار ومستقبل البلد".
ودعا القوى السياسية في العراق إلى "وضع مصلحة البلد في الصدارة، وأن يكون أمن العراق والعراقيين غير قابل للمساومة في ظل الهدف الأسمى والسامي للجميع» مشيراً إلى أن السيستاني «حريص على العراق والحفاظ عليه من أي تجاذبات تحدث في المنطقة"
تحذير المالكي
يتزامن ذلك مع تأكيد زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، أن العراق وقواته الأمنية بمختلف صنوفها، قادر على مواجهة التحديات واحتمالات تحرك تنظيم داعش و«حزب البعث» المحظور.
وذكر خلال لقاء بالدائرة الإعلامية "للإطار التنسيقي" الشيعي، أن "العراق وقواته الأمنية بمختلف صنوفها قادر على مواجهة التحديات واحتمالات تحرك تنظيم داعش وحزب البعث في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة» محذراً في الوقت عينه من «تحركات بقايا داعش في الصحراء والخلايا النائمة من حزب البعث البائد». وأضاف: "المؤسسات الإعلامية تتصدى لمفصل أساسي في المعركة مع العدو، والإعلام الوطني المقاوم سيكون أمام مسؤولية كبيرة جداً" معتبراً أن "الأزمة كبيرة، وما حصل في سوريا كان مؤسفاً ولم يكن متوقعاً بهذا الشكل من الانهيار والتسليم"
أشار المالكي إلى أن "أمتنا كبيرة بتاريخها وجماهيرها وقياداتها، ومن أهداف الأزمة السورية تحريك الشارع العراقي" مبينا أن "هناك مجموعة عوامل متداخلة تحصل من الداخل العراقي تحتاج إلى إعادة نظر، والعراق دولة ديمقراطية فيها تداول سلمي للسلطة وهناك تفاهمات واتفاقات بوجود الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة".
وأوضح أن "العراق بلد أقيم على أساس الدستور، ونحرص على أن تكون مسيرتنا منسجمة مع الدستور والسياقات القانونية" مؤكدا أن "المشروع الصهيوني يهدف إلى تقسيم دول المنطقة المحيطة بالكيان الغاصب".
ولفت إلى أن "الشعب العراقي أصبح يدرك أنه سيدفع ثمن أي أزمة" منوهاً أنه "بالحشد الشعبي وفتوى المرجعية الدينية استطعنا القضاء على مشروع داعش الخطير، وقوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب متكاملة في التجهيز والتدريب وقادرة على مواجهة أي تحديات، ولا يمكن لأي شيء أن ينجز استقراراً إذا لم يكن هناك وفاق سياسي"
وزاد: "لسنا قلقين وبإمكان بلدنا مواجهة التحديات واحتمالات أي تحرك، ونحن أمام حرب إعلامية كاسحة تتمثل بإسقاط الشخصيات وتزييف الحقائق ونأمل من إعلام الإطار التنسيقي وضع خطة لمواجهة الإعلام المضاد"
وأشار إلى أنه "لا نعرف لغاية الآن بالتفصيل ما حدث في سوريا من انسحابات عسكرية» مذكّراً أن "الدور التركي كان واضحاً في إسقاط نظام بشار الأسد، والمؤثرات الأمريكية التركية الصهيونية تستهدف خريطة جديدة للشرق الأوسط". على حدّ قوله.
/انتهى/
تعليقك