أفادت وكالة مهر للأنباء أن ناصر ترابي، الخبير في الشؤون الدولية وغرب آسيا، في حديثه مع مراسل مهر حول البيان الأخير لـ "عبد الله أوجلان" بشأن إلقاء السلاح من قبل "PKK" والانتقال نحو الحوار والديمقراطية، قال: يبدو أن هذا الحدث يُعتبر حدثًا مهمًا. على الرغم من أنني شخصيًا، كأحد الذين يجرون الأبحاث في هذا المجال، تفاجأت به، لأنه بالنظر إلى تاريخ السيد عبد الله أوجلان والتفاعلات التاريخية في المنطقة، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الشعوب المختلفة في هذه المنطقة، بما في ذلك الأكراد، يجب أن تعرف نفسها في إطار الدول التي تعيش فيها وتكون وفية لتلك الدول. خاصة في الدول القوية مثل إيران وسوريا والعراق وتركيا، لن تسمح أي من هذه الدول بطرح موضوع الانفصال.
وأضاف أن مشكلة الأكراد ناتجة عن الجرح الذي أحدثته اتفاقية سايكس-بيكو التي أنشأها المستعمرون، مشيرًا إلى أنه يجب التحرك نحو إلقاء الجماعات المعارضة أسلحتها، لأنه حتى في الفترات التي كانت فيها قضايا مثل حقبة صدام أو الصراعات الداخلية في تركيا وحتى سوريا وبشار الأسد، حيث ضعفت سوريا وحصل الأكراد على حكم ذاتي، كانت هذه الدول تصر على وحدة ترابها ولم تسمح بطرح القضايا القومية والانفصالية كمواضيع رئيسية ولم تعترف بالأكراد كدولة مستقلة.
أوجلان أدرك جيدًا أن المشاكل لا تُحل بالصراع
وأشار هذا الخبير في شؤون غرب آسيا إلى أن أوجلان أدرك جيدًا أن المشاكل لا تُحل بالصراع والحرب. وفي الوقت نفسه، بالنظر إلى الظروف الحالية في المنطقة، يمكن لإيران أن تستفيد من هذه الفرصة وتعمل على إيجاد وحدة في مناطق الأكراد في سوريا وتركيا، وهذا التوحيد سيكون بمثابة لعبة رابحة للجميع. يمكن أن يُعتبر هذا الموضوع فرصة مهمة لتثبيت الاستقرار الإقليمي وتقليل الصراعات.
وفي الختام، أشار إلى الجماعات الكردية الراديكالية والمعارضة مثل الحزب الديمقراطي وكومله، مؤكدًا أن هذا البيان قد يخلق تحديات لهذه الجماعات الراديكالية التي تسعى دائمًا لاستغلال مظلومية الشعب الكردي وسفك الدماء والحرب، مثل الديمقراطيين وكومله، خاصة في العراق والمناطق الكردية المستقلة، حيث إن هذه الجماعات عادة ما تعتبر السيد أوجلان بطلاً لهم، ومن المحتمل أن تكون هذه التغييرات صعبة عليهم، ولكن بشكل عام، يمكن أن تساعد هذه التحولات في تقليل سفك الدماء وتحسين الوضع في المنطقة.
/انتهى/
تعليقك