وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يواصل رجال الله في اليمن حصار البحر الأحمر وباب المندب، ويستهدفون عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ البالستية والمسيرات، ويجبرون قطعان المستوطنين على النزول إلى الملاجئ، بالمقابل يستهدف العدوان الأمريكي المدنيين ومحافظات اليمن والبنية التحتية، الا ان هذا لم يحبط ولم يثن الشعب اليمني للخروج المليوني اسبوعيا وبتوجيهات من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليجدد للشعب الفلسطيني واللبناني انه معهما بالموقف الثابت والصادق، ويعد العدو الصهيوني والولايات المتحدة بمواجهة سيدخل فيها اسلحة سيزاح الستار عنها بعد فترة سترسم معادلة جديدة، والقائد سماحة السيد عبدالملك الحوثي قال: أمريكا لن تنجح أبداً في إيقاف عملياتنا الداعمة للشعب الفلسطيني، والعدو هذا الأسبوع قصف اليمن بأكثر من 220 غارة، وشن 990 غارة خلال هذا الشهر.
حول كل هذه النقاط، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الباحث العسكري والناطق الرسمي السابق للقوات الجوّية والدفاع الجوّي، اللواء الركن طيار ، عبدالله الجفري، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
إطلالة القائد السيد عبد الملك الحوثي الأخيرة كان فيها الكثير من الثقه واليقين بمسار تطوير القدرات خلال المواجهه، ما الذي يدفع سماحة السيد للحث على هذا المستوى من تطوير القدرات وتراكمها وازدياد فعاليتها تحت النيران وفي قلب المواجهه ؟
في البداية اتوجه بجزيل شكري وعظيم امتناني لكم شخصيا والى وكالة مهر للتواصل معنا وطرح الاسئلة التي من شأنها ان توضح لكل المتابعين الاحداث والتطورات في المنطقة وعلى المستويين الداخلي والخارجي ..
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ويرعاه، هذا الرجل استطاع ان ينتشل اليمن من براثين ذلك المستنقع الذي اوقعنا فيه النظام السابق والذي كان عبارة عن نظام عميل وخائف ، قتل المشروع الوطني الحقيقي في 11 اكتوبر 1977 وسلم الدولة بكل مؤسساته وسيادتها الى النظام السعودي ومن خلفه الولايات المتحده ، وبالتالي السيد القائد ادرك حجم المؤامرة وخطورتها واهدتفها وبعدها التاريخي، واستطاع من خلال هذه الثورة التي رسمت أهدافها وهي رفع الوصاية الخارجية ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهذا الهدف كلف كثيرا من التضحيات من الشهداء والجرحى، وايضا الحصار للعام الحادي عشر وهذا العدوان، السيد عبد الملك لديه الثقة المطلقة بعدالة قضيته اولا هو رجل مؤمن مجاهد في سبيل الله، متوكل على الله سبحانه وتعالى للدفاع عن هذا الوطن وعن سيادته وكرامته وحريته واستقلاله،
بالتالي نحن اليوم في مواجهة حقيقية مع اكبر عدوان همجي عالمي يريد من خلاله تدمير كل المقدرات اليمنية، كما يقال المعاناة تولد الابداع، ولذلك استطاع بهذه الطاقات والقدرات والكفاءات والكوادر اليمنية ان يطوروا من الاسلحة الاستراتيجية والتصنيع والتحديث والتي وصلت الى مرحلة استراتيجية توازن الردع على قاعدة السن بالسن والعين بالعين والوصول الى العمق الاستراتيجي الداخلي للعدو التاريخي الكيان الصهيوني، بعد ان تجاوزت الحدود الجغرافية لقواعد الاشتباك وهذه كانت من اهم الاستراتيجيات لهذه الثورة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي تستمد أهدافها ومنهجيتها من المسيرة القرآنية، السيد عبد الملك لديه الثقة وايضا لديه القدرة ويدرك ماذا يعني من هذه الاسلحة التي اصبحت اليوم متراكمة وبأعداد كبيرة اننا امام مشروع دولي صهيوني ماسوني عالمي، بالتالي تم التجهيز والتحضير لهذه المعركة التكتيكية في مواحهة العدو الذي فشل فشلا ذريعا للعام الحادي عشر.
لا زال اليمن على وقفته الثابته إسناداً لِفلسطين منذ خمسة عشر شهراً، ما هي العوامل التي جعلت هذه الوقفه الشامخه لليمنيين حجةً على أمة الملياريْ مسلم دون سواهم؟
حن عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية واسنادها والوقوف الى جانبها، والثبات مع اخواننا من الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، هذه القضية هي قضية انسانية اولا،وهي قضية مركزية لشعوب هذه الامة من الناحية العقائدية بمقدساتها، هذا فرض عين وحق واجب على كل مسلم ومسلمة الدفاع عن هذه الاراضي المقدسة والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذين اليوم يواجهون اعتى جيش من جيوش الصهيونية وبدعم من حلف الناتو والولايات المتحده ، اذن بالنسبة لنا نحن من ابناء الشعب اليمني انطلقنا من هذا المبدأ كقضية ايمانية وايضا كقضية عادلة وانسانية لا يمكن ان نترك اخواننا في شعب غزة سيما فيما يربطنا بهم من رابط الاخوة والعروبة والدين والعقيدة والإسلام ، وعذا كان من اهم الثوابت، وبالتالي استطاع الشعب اليمني بهذا الصمود الأسطوري الذي يلتف حول القيادة بالخروج المليوني على كافة الساحات والمحافظات اليمنية وفي الميادين كدعم شعبي من خلاله يخول قائد الثورة ويشرعن تلك الضربات التي تهز الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة ، وكذلك الدعم والاسناد على المستوى الرسمي من الناحية الاعلامية وكذلك العسكرية التي استطاع الجيش اليمني اليوم بكل قدراته وامكاناته المتاحة الوصول الى العمق الاستراتيجي واستهداف الكيان الصهيوني في عمقه الداخلي بضربات صاروخية وطائرات مسيرة استطاعت ان تغير في هذه المعادلة، وايضا ان تربك هذا العدو الذي استنجد اليوم بأمريكا لانقاذه وكذلك حلف الناتو عندما ترنح اقتصاديا عندما اغلقت الموانىء والمطارات واستهدفت القواعد العسكرية ان كانت الجوية او بعض المنشآت لتصنيع الاسلحة الاسرائيلية، وكذلك هناك اهداف حساسة داخل هذا الكيان المحتل، وبالتالي شموخ ابناء الشعب اليمني لا زال قائما يصل الى عنان السماء ولن تهبط معنوياته ولن يتراجع ولن يستسلم وينبطح بل ظل متمسكا بهذه المبادىء، بهذه الثوابت التي سبق وتحدثنا عنها، ويجب الاستمرار حتى تحقيق هذه الاهداف التي رسمتها ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر.
الملايين المحتشده في ساحات المواجهه تمثل سلاحا لا يقل بأساً عن الصواريخ والمسيرات، ما هو السر الذي يحكم خيارات هذا الشعب تجاه فلسطين شعبا وقضيه ؟
ابناء الشعب اليمني من المعروف تاريخيا بأنه شعب لديه نخوة ومدد وايضا الشعب الذي آمن بالرسالة قبل السيف، ولبذي تحدث عنه الامام علي (ع) ، والذي اتى الى اليمن وقال كلمته وعبارته الشهيرة :" سلام الله على همدان، سلام الله على همدان، سلام الله على همدان" عندما آمنت بهذا المشروع، بهذه الرسالة المحمدية، وتاريخيا يدرك الصغير قبل الكبير، وبالتالي الشعب اليمني شعب عريق حضاريا وتاريخيا وتمتد حضارته الى الاف السنين، وكذلك كشعب مسلم متمسك بهذه الهوية الايمانية على امتداد هذه الفترة الزمنية الطويلة في اطار هذا المنهج العظيم، الذي اتى به سيدنا محمد (ص) لاخراج هذه الامة من الظلمات الى النور، والذي اراد من هذا المشروع ان يواجه كل الطغاة والمتكبرين والمتسلطين، وكذلك من هؤلاء الصهاينة الذين عاثوا في الارض فسادا فتجدهم اليوم يدمرون هذا المشروع ويخترقون ايضا هذه المؤسسة الاسلامية الدينية التي من اهم مبادئها التماسك والتراحم والتقاري والتعاضد والالتفاف حول هذه الرموز التي هي من اعلام نور الهدى التي فعلا تناهض الصهيونية الماسونية العالمية وما يحاك من مؤمرات ودسائس لتمزيق هذه الامة ونشر الفساد والرذيلة وتدمير قيم واخلاق الناس، وتتويه الناس عن مسارها الحقيقي الذي رسمه ذلك المشروع، لنجد اليوم للاسف ما نعانيه من مشاكل لشعوب هذه الامة التي انحرفت والتي لم تعد تمتلك من هذا المشروع غير الاسم ولم تحرك ساكنا امام ما نشاهده على وسائل الاعلام من مجازر بشغة يندى لها جبين البشرين، وهي جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية بحق ابناء شعب فلسطين من قتل لنساء واطفال وتدمير البنى التحتية..
اليوم لا بد من اعادة حساباتنا في ما تفضله هذه الامة التي هي خير امة اخرجت للعالم، حقيقة الشعب اليمني هو شعب مسلم، شعب عريق حضاري ، شعب شجاع شعب المدد شعب النخوة لا يمكن ان يترك ابناء الشعب الفلسطيني لوحده ليواجه ذلك المصير المحتوم حتى تحرير كل شبر من الاراضي المحتلة.
الأميركيون فعّلوا في المرحله الثانيه من العدوان بنك أهدافهم، ليشمل الأعيان المدنيه ومحطات المياه ومؤسسات الدوله، هل هذا تعبير عن فشل الخيارات العسكريه وسقوط بنك الأهداف الأمني، والى أي مدى يمكن للمجازر بحق الناس الأبرياء أن تكون قادر على تعويض الخيبه من تحقيق الأهداف ؟
نحن ندرك ان العدوان على اليمن هو عدوان امريكي من حيث المبدأ واعلن من البيت الابيض بواشنطن في 25 مارس 2015 من قبل وزير الخارجية الاميركي الاسبق جو كيري، وكذلك وزير خارجية السعودية عادل الزبير وكان هذا العدوان بغطاء ما يسمى بالتحالف العربي وهي حرب بالوكالة، وظل هذا التحالف حتى فشل فشلا ذريعا للعام الثامن وعندما لم تستطع امريكا ان تحقق ذلك الهدف فلجأت المملكة السعودية التي تقود ذاك التحالف الى اتفاق هدنة غير معلنة بعد ان تلقت ضربات موجعة ومؤلمة، واستهدفت في عمقها الداخلي الاقتصادي لشركة ارامكو التي تعتبر من أهم مراكز الاقتصاد السعودي، وعندها ادركت السعودية انها لا تستطيع المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية، فأتت اليوم امريكا بتدخل مباشر ولدعم الكيان الصهيوني واسناد السفن الصهيونية في ظل ذاك الحظر الذي اعلنته القوات المسلحة اليمنية بمنع مرور السفن الاسرائيلية سواء اكانت مدنية او عسكرية في الممرات المائية للملاحة البحرية الدولية في بحر العرب او البحر الاحمر، وهي تعتبر بمثابة معادلة استراتيجية على قاعدة السن بالسن والعين بالعين مقابل ما يعانيه ابناء قطاع غزة من حصار اقتصادي واغلاق المعابر تم ذلك القراب الشجاع الذي اخذته القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء، ولذلك تحاصر هذا الكيان واغلقت موانئه وهناك من خسائر في الكيان لأكثر من 15 مليون دولار، بالتالي اميركا شعرت بأن هذا الكيان قد وصل الى مرحلة الزوال والتقهقر وايضا الى مرحلة خطيرة جدا.
اليوم ما نشاهده من ضربات امريكية على اليمن دون بنك اهداف، لانه ليس لديها اي معلومات استخباراتية دقيقة على الاطلاق عن تواجد الاسلحة للقوات المسلحة اليمنية ، وفشلت فشلا ذريعا في هذا الخيار العسكري وما نشاهده اليوم هو استهداف لمنازل المدنيين ولمنشآت مدنية وقتل النساء والاطفال، وهذا ما افلس به العدو الاميركي الذي يحاول ان يظهر بوسائل الاعلام انه قد حقق نجاحات وانتصارات عسكرية كاذبة يحاول من خلالها الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه ولاستعادة هيبتها الاي سقطت في البحر الاحمر وفي البحر العربي بضرب مدمراته وحاملة الطائرات، وكذلك ايضا استهداف الكيان الصهيوني. اذن الولايات المتحده لا تمتلك اي اهداف حقيقية وهذه الضربات عبارة عن ضربات عشوائية لم تغير على الارض شيئا ولا تزال القدرات العسكرية في اعلى مستوى واعلى جهوزية واعلى يقظة، والدليل على ذلك تنفيذ هذه العمليات العسكرية بالصواريخ والطائرات مباشرة وبشكل يومي.
يقول القائد السيد عبد الملك، إيلات مهجوره ومرفأها معطل اقتصادها مشلول، الحصار مفروض عبر البحار، ماذا بقي لدى أميركا من خيارات لحماية الكيان الصهيوني، وسفن أميركا نفسها وحاملة طائراتها تهرب الى أقصى شمال البحر الأحمر ؟
تصريحات السيد القائد واضحة وارسل رسائل كثيرة جدا من خلال تلك الخطابات التي يتحدث فيها اسبوعيا ويشرح لكل المتابعين ولكل شعوب ابناء هذه الامة في الداخل والخارج والتي تتابع عن كثب وبشكل مستمر ويطلعنا على آخر المستجدات والتطورات والاحداث والاحصائيات في سياق هذه المعركة التي هي بين الكفر والاسلام وبين الحق والباطل مع هذا الكيان الصهيوني، وبالتالي اصبحت اليوم "اسرائيل" هذا الكيان المحتل يعاني من ازمة اقتصادية كبيرة جدا ، هذا الحصار الذي فرض عليها يقابله حصار ابناء قطاع غزة واغلاق المعابر، فالخيارات لحماية اسرائيل وسفن امريكا هو فتح المعابر وادخال الغذاء والدواء ، وايضا وقف هذا العدوان على ابناء الشعب الفلسطيني في غزة، وفقا لتلك الاتفاقية التي ابرمت وتم التوقيع عليها الا ان هذا الكيان لم يلتزم، ونحن ندرك انه دائما انه ينكث بالعهود والمواثيق الدولية وكل الاتفاقيات وعلى مدى هذه المرحلة الزمنية لهذا الاحتلال، هناك حتى قرارات دولية من الامم المتحدة ومجلس الامن يرميها بعرض الحائط دون ان يلزموه بذلك، وبالتالي اتت اليوم اليمن والقوات المسلحة اليمنية لتفرض هذه القرارات وايضا ستلزم هذا الكيان بأن يفتح المعابر ويوقف اطلاق النار على ابناء غزة، ونحن نراقب عن كثب ولن نترك ابناء الشعب الفلسطيني لوحدهم كما تحدث قائد الثورة بهذه العبارة، واننا مستعدون للمواجهة مهما كلف الامر ذلك، نحن اليوم نقف مع ابناء الشعب الفلسطيني رغم الغارات رغم الضربات رغم الاستهداف رغم القتل للنساء والاطفال، ومع ذلك لم يحرك فينا شعرة واحدة سنستمر بصمود اكبر وثبات اكبر واكثر تصدي ومواجهة في البحر الاحمر والبحر العربي وكذلك في المحيطات ومن خلال الالية العسكرية المزمنة للمراحل الاستراتيجية التي وصلت الى المرحلة الخامسة بإستهداف الكيان الصهيوني بيافا المحتلة، ولذلك عليهم ان يدركوا اننا لن نتوقف ولن نترك الشعب الفلسطيني حتى تنفيذ تلك التوجيهات التي تحدث بها قائد الثورة وهي من ثوابتنا الدينية والاخوية والإنسانية الى جانب اخواننا من الشعب الفلسطيني، وان القادم اعظم ان شاء الله، وانه لدينا من القدرة على مراحل تصعيدية قادمة والتي تحدث بها قائد الثورة وكذلك ايضا من مفاجآت لاسلحة قد يتم ازاحة الستار عنها في القريب العاجل في اطار المواجهة مع الولايات المتحده الامريكية.
/انتهى/
تعليقك