وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية: أُسندت رئاسة الولايات المتحدة إلى شخص يجهل المبادئ السياسية والدبلوماسية. تجاوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدود الأخلاق بسبب فشله في تحقيق أي إنجاز في حرب الـ 12 يومًا مع إيران، ونشهد تصريحاته التهديدية ضد قائد الثورة الاسلامية. وفي هذا الصدد، أجرينا حوارًا مع قادر أكاراس، رئيس جمعية علماء أهل البيت (ع) في تركيا. وفيما يلي تفاصيل هذا الحوار:
كما تعلمون، لطالما كانت فتاوى المراجع الدينية الشيعية مؤثرة في المجتمع الشيعي، وخاصة في القضايا السياسية. ومؤخرًا، أصدرت المراجع الدينية الشيعية الإيرانية والعراقية فتاوى لمن يهدد قائد الثورة الاسلامية.
كيف تُقيّمون أهمية هذه الفتاوى؟
في العالم الإسلامي، وخاصة في المجتمعات التابعة لمدرسة أهل البيت (ع)، يُعدّ الفهم الجيد والصحيح لموقف المراجع الدينية أمرًا بالغ الأهمية لفهم إجابة هذا السؤال. في مدرسة أهل البيت، يُلزم كل مسلم بمرجع تقليد، بغض النظر عن بلده. هذه قاعدة فقهية، فكل مسلم مرتبط بمرجعه ارتباطًا مباشرًا، وهذا أمرٌ مُلزم.
لذلك، فإن فتاوى مرجعنا ليست رأيًا أو توصية، بل هي واجبٌ شرعي. وبدون دراسة هذه المسألة، لا يُمكن تحديد أهمية وتأثير ونطاق الفتاوى الصادرة إلينا. عند هذه النقطة، اعتبر مرجعنا التهديد الموجه إلى سماحة آية الله الخامنئي تهديدًا للأمة الإسلامية، واتخذ موقفًا بناءً على ذلك.
إن إصدار العديد من مراجعنا فتاوى بشأن التهديدات الموجّهة إلى قائد الثورة الاسلامية يُظهر وحدةً وعزمًا راسخًا في هذا الصدد. تُظهر هذه الفتاوى أن كل فرد من أتباع مدرسة أهل البيت، وخاصةً مراجعنا التقليد، أينما كانوا في العالم، يدرك هذه التهديدات ليس فقط ضد آية الله خامنئي شخصيًا، بل أيضًا ضد شرف الأمة وخط المقاومة.
ما هو على المحك هنا هو شرف وإيمان جميع المسلمين. يجب ألا ننسى أن قائد الثورة الاسلامية في موقع قيادة الأمة، وتحديد مسارها، وتحمل مسؤولية الأمة بأكملها على عاتقه. وبهذا المعنى، يُمثل قائد الثورة الاسلامية خطًا أحمر لملايين المسلمين. وهذه الفتاوى إعلانٌ لهذا الخط الأحمر.
ما أثر هذه الفتاوى في توحيد الصف الشيعي وضمان أمن البلاد؟
في مدرسة أهل البيت، وفي مثل هذه الأوقات، تُمثل فتاوى قادتنا الدينيين، كبوصلة، تُساعد على اتخاذ موقف حازم ضد من يسعون إلى تقسيم المجتمع وتجاهله للتهديدات. تُرسّخ هذه الفتاوى موقفًا ومكانةً واضحين في المجتمع. فكل إنسان، أينما كان في العالم، يعرف أيّ طريقٍ يسلك، ومع من ينحاز، وأين يقف. وهذا يمنع انقسام أتباع مذهب أهل البيت (ع)، ويخلق صفًا واحدًا في جميع أنحاء العالم.
وخاصةً في البلدان التي يكثر فيها المقلدون، كإيران والعراق، تكتسب هذه الفتاوى أهميةً أكبر لأنها قادرة على حشد جماهير غفيرة، وإطلاق حركةٍ اجتماعيةٍ وتغييرها.
أصدر آية الله العظمى السيد علي أكبر حسيني الحائري، أحد كبار المراجع وعلماء النجف الأشرف، رسالةً عقب تهديدات الرئيس الأمريكي وقادة الكيان الصهيوني لقائد الثورة الاسلامية والمرجعية الدينية الشيعية، قال فيها إن أي اعتداءٍ على قائد الثورة الاسلامية هو اعتداءٌ على الأمة الإسلامية. ما رأيكم في فتواه؟
كان هذا البيان والفتوى في الواقع تجليًا للمشاعر الصادقة لجميع الأحرار وأتباع مدرسة أهل البيت. ونحن نقدر آية الله الحائري، مرجعنا الديني الموقر، لإصداره هذه الفتوى الواضحة والصريحة في مثل هذا الوقت. لا يمكننا أن نرى آية الله العظمى الخامنئي فقط كقائد للجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو قائد مدرسة أهل البيت وجبهة المقاومة.
الدفاع عن قائد الثورة الاسلامية هو دفاع عن شرف الأمة الإسلامية. وهذا الموقف هو انتفاضة ضد الظالم، تمامًا مثل كربلاء. وكما قال آية الله الحائري، فإن الهجمات والتهديدات ضد قائد الثورة الاسلامية تعتبر هجمات على الإسلام والأمة. لأن اليوم، القائد والداعم لأولئك الذين يقاومون الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والذين يحبطون الخطط الإمبريالية هو قائد الثورة الاسلامية، الذي أكثر من مجرد شخص؛ إنه مكانةٌ وتوجهٌ ورمز.
لذا، فإن إصدار هذه الفتاوى من قِبل المرجعيات الدينية ضد هذه الهجمات والتهديدات يُعدّ موقفًا عظيمًا. تحمل هذه الفتاوى رسالةً بالغة الأهمية للأمة والمسلمين وأنصار أهل البيت عليهم السلام. تُذكّر هذه الفتاوى جميع المجتمعات بمكانة آية الله العظمى السيد الخامنئي وأهمية ولاية الفقيه.
ليعلم ترامب ومن يهدد قائدنا أن التهديدات الموجهة لمراجعنا الدينية، وخاصةً ولاية الفقيه، لن تمر دون رد، فنحن، كأهل البيت، نعتبر قائدنا آية الله العظمى السيد الخامنئي حاميًا لشرف الأمة الإسلامية، ولن نترك أي هجوم أو تهديد ضده دون رد. لن نسكت على هذه التهديدات، ونؤكد أننا لن نتخلى عن قائد الثورة الاسلامية.
/انتهى/
تعليقك