٠٥‏/٠٧‏/٢٠٢٥، ١١:٤٦ ص

بمناسبة ذكرى تاسوعاء الحسيني..ابو الفضل العباس(ع)، مدرسة للولاء والوفاء

بمناسبة ذكرى تاسوعاء الحسيني..ابو الفضل العباس(ع)، مدرسة للولاء والوفاء

من صفات حضرة أبي الفضل العباس (عليه السلام) الولاء والخضوع لله وأولياءه، وينبغي أن نتعلم الولاء منه.

وكالة مهر للأنباء: اليوم هو تاسوعا الحسيني. بهذه المناسبة، ولبيان مكانة أبي الفضل العباس (عليه السلام)، أجرينا لقاءً مع حجة الإسلام والمسلمين ناصر رفيعي.

في حديثه مع مهر، قال حجة الإسلام والمسلمين رفيعي عن صفات العباس (ع): العباس (عليه السلام) ابن إمام، لا ابن نبي. لا يُخاطب بابن رسول الله، بل بابن أبي طالب؛ لأن نسبه لا يصل إلى النبي. ومع ذلك، فهو ابن إمام، وقد أثنى عليه عدة أئمة.

وأضاف: ومن الأئمة الذين أثنوا على العباس سيد الشهداء (عليه السلام)، والإمام السجاد (عليه السلام)، والإمام الصادق (عليه السلام)، والإمام الباقر (عليه السلام)، وإمام الزمان (عليه السلام).

وأضاف رافع: "إن حضرة العباس هو ابن الإمام الذي قرأ عليه الإمام الصادق (عليه السلام) زيارة خاصة، بينما ليس لدينا ابن إمام بين الأئمة الذي لديه زيارة".

بمناسبة ذكرى تاسوعاء الحسيني..ابو الفضل العباس(ع)، مدرسة للولاء والوفاء

تابع أستاذ الحوزة: من الضروري التأكيد على أنه لا توجد في الكتب التاريخية أي معلومات عن صفات حضرة العباس (عليه السلام). ولا يوجد في التاريخ أي ذكر له يلقي خطبة في يوم أو مناسبة معينة. وذلك لأنه قضى حياته المباركة مع الإمام المعصوم، أو كما يقال قمر بجوار الشمس، فلم يُذكر بشكل خاص.

وأضاف: مثلا قضى خمس عشرة سنة من عمره المبارك مع الإمام علي (ع)، وعشر سنوات أخرى مع الإمام الحسن (ع)، وعشر سنوات أخرى مع الإمام الحسين (ع)، ولم يذكر عنه سوى البطولات التي رويت عنه في كربلاء.

قال رفيعي: إذن، فمرجع معرفة العباس هي هذه الزيارة التي أمر بها الإمام الصادق (عليه السلام). يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في هذه الزيارة: إذا ذهبت لزيارة عمي العباس (عليه السلام)، فقل: السلام عليك أيها العبد الصالح.

هنا لا بد من معرفة من هو عبد الصالح وكيف يصبح عبد الصالح. ولا بد من الإشارة إلى أننا نحيي عبد الصالح دائمًا في صلواتنا اليومية، ونقول أيضًا إن مستقبل العالم سيقع ويحكمه العبد الصالح، إمام الزمان (عليه السلام) وصحبه العباد الصالحين.

وتابع أستاذ الحوزة: "لذلك، ففي الصلاة نُسلم عليه ونُسلم على أن وريث الأرض هو العبد الصالح، وفي صلاة عيد الفطر نقول: اللهم ما طلبه العباد الصالحون منك فنحن نسأله إياه". وهذا المقام بالغ الأهمية، حتى أنه ذُكر في نهاية سورة يوسف أنهم يددعو ويسأل الله أن يجعله من العباد الصالحين.

ويدعو النبي سليمان أيضاً بكل عظمته إلى الله قائلاً: " "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".من هذه الآيات، نفهم الكلمة التي استخدمها الإمام الصادق (عليه السلام) لعمه الكريم في رسالة الحج. إنها كلمةٌ كانت رغبة يوسف وسليمان، وسمةٌ من سمات إمام الزمان (عليه السلام) وأصحابه.

سأل سؤالاً: من يُسمى العبد الصالح؟ وكيف يُصبح عبدًا صالحًا؟ العبد الصالح هو من يعمل عملًا صالحًا، والعمل الصالح هو ما يكون دافعه لله، ويكون هذا العمل صالحًا.يقول العلامة الطباطبائي إنه في العمل الصالح، لا بد أن يكون الدافع والفعل صالحين. أحيانًا يكون العمل صالحًا والدافع غير صالح، وأحيانًا تكون دوافع بعض الناس صالحة والفعل غير صالح. فهذه لا تُعدّ أعمالًا صالحة.

وأضاف رفيعي: يُمكن للإنسان أن يتقي الله في جميع أعماله، وأن يجعلها خالصة لوجه الله، لأن الأعمال الصالحة واسعة لا حدود لها. وفي الآية 20 من سورة التوبة، ذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أُخبر أن الروم سيهاجمون المدينة.بعدها خاطب النبي المسلمين قائلاً: لن نقف مكتوفي الأيدي حتى يتقدموا، بل سنمضي لئلا يدخلوا البلاد الإسلامية. ومن المهم أن نتذكر أن المدينة المنورة كانت تبعد نحو سبعمائة كيلومتر عن حدود الروم، التي كانت تُسمى تبوك. ولما كان الصيف قد حلَّ، والحصاد قد حلّ، لجأ بعض الناس إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتذروا قائلين: "كيف نقطع كل هذه المسافة في حرّ الصيف؟ ماذا نفعل بزرعنا؟" ثبيقول الرسول، من أراد الحضور فليحضر، فقال له الإمام علي (عليه السلام): "أتجهّز؟"قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أنت ابقى في المدينة ،إنك مني بمنزلة هارون من موسى، وقد انتقد القرآن من بقي في المدينة ولم يأتِ للجهاد.

و لما اقترب المسلمون من الحدود الرومانية،تراجع الروم عن القتال فلم تكن هناك حرب، مما دفع بعض المسلمين إلى الاحتجاج. فكانت الآية 20 من سورة التوبة جوابًا لهؤلاء: "الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ".
قال رفيعي: وكان من خصال العباس (عليه السلام) طاعته للنبي (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) والحسن (عليه السلام) والحسين (عليهم السلام).يذكر القرآن الكريم ثلاثة أنواع من الطاعة: أولاً: الطاعة المحرمة مائة بالمائة، ثانياً: الطاعة الصحيحة مائة بالمائة، وأخيراً: الطاعة المشروطة؛ فالطاعة المحرمة مائة بالمائة هي طاعة الكفار والمشركين، والطاعة المطلقة هي طاعة الله والرسول والأئمة المعصومين، والطاعة المشروطة هي الطاعة التي لا تتضمن معصية. لذلك، كان العباس عليه السلام مطيعًا تمامًا. ولذلك، عندما أمره الإمام الحسين عليه السلام بعدم الذهاب إلى ساحة المعركة، بل جلب الماء، لم يعترض بل نفذ. ومن صفات العباس عليه السلام أيضًا الولاء والخضوع لله ولأوليائه. وينبغي أن نتعلم الولاء منه عليه السلام.

/انتهى/

رمز الخبر 1960240

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha