٠٥‏/٠٧‏/٢٠٢٥، ٤:٤٧ م

غزة عرّت كل المتخاذلين… واستهداف المدنيين عقيدة صهيونية منذ النكبة

غزة عرّت كل المتخاذلين… واستهداف المدنيين عقيدة صهيونية منذ النكبة

أكد المحلل السياسي الفلسطيني، د.عصام سكيرجي، أن "استهداف المدنيين ليس عرضًا عابرًا بل جوهر في العقيدة الصهيونية، منذ دير ياسين وحتى غزة اليوم. وما كان لهذه الإبادة أن تستمر لولا صمت وتآمر الأنظمة العربية وصمت المجتمع الدولي".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ذكرت أحدُ صحف الكيانَ المؤقّتَ فيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية في غزة (حربَ غزّةَ الأكثرَ دمويّةً… و"إسرائيل" قتلت 4% من سكّان القطاع).
وذكرت الصحيفةُ نفسها أن حصيلةَ الشهداء الفلسطينيين في قطاعِ غزّةَ اقتربت من 100 ألف، أي ما يُعادل 4 في المئة من سكّان القطاع. وبالتأكيد إذا ما ذكر الاحتلال هذا الرقم، فالواقع أكثر من هذا بكثير.

وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات، يواصلَ الجيش الصهيوني المجرمُ حربَ الإبادةِ، مرتكباً المزيدَ من المجازرِ بحقِّ المدنيين الفلسطينيين المحاصرين والمُجوَّعين بقرارٍ أمميّ.

فضلا عن تلذذهم باستهداف المدنيين في مصائد توزيع المساعدات، وتسابقهم لقتل الأطفالَ، والنّساءَ، والرجال الذين يحملون كيسَ طحينٍ أو موادَّ غذائيّةٍ! الأمر الذي يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان الزائل.

وعليه، فإن الكيان المؤقت، والإدارة الأمريكية، وبعض الدول المتخاذلة، مسؤولة عن واحدة من "أبشع الجرائم" في تاريخنا هذا.

حول هذه العناوين وغيرها، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً، مع المحلل السياسي، الدكتور عصام سكيرجي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني بلغ مدى غير مسبوق من حيث استهداف المدنيين بشكل مباشر... هل تُرك الشعب الفلسطيني إلى مصيره في مواجهة هذا التوحّش وسياسة القتل العمد التي يمارسها جيش الاحتلال؟ وهل صحيح أن لا أحد يمكنه فعل شيء لوقف هذه المجازر وحرب الإبادة؟

إن استهداف المدنيين هو جزء من العقيدة الصهيونية، والتي استخدمها العدو منذ النكبة ولغاية اليوم، والذاكرة الفلسطينية هي الشاهد الحي على هذه المجازر، منذ دير ياسين، ومروراً بكفر قاسم، وبحر البقر في مصر، وقانا في لبنان...
وازدادت هذه الممارسات الجرمية النازية اليوم في غزة، مع الصمت العالمي الرسمي، وصمت بل وتآمر النظام العربي الرسمي. وأقول تآمر، لأن النظام العربي الرسمي لو لم يكن متآمراً لاستطاع وقف المجزرة بحق شعبنا الفلسطيني.
وهنا لا نطالب العرب بدخول المعركة عسكرياً، بل نطالبهم بأن لا يكونوا منحازين للعدو، والتوقف عن الحياد إنسانياً.
ماذا لو استخدم العرب سلاح النفط فقط... لقد عرّت غزة كل المتخاذلين، وكشفت من هم الأشقاء الحقيقيون رغم قلة إمكانياتهم.
فشكراً لليمن، والشكر لإيران، وللحزب، ولكل أطراف محور المقاومة... شكراً للأخوة الأشقاء في أمريكا اللاتينية، ولكل أحرار العالم.

المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، تسأل عن معنى وجود الأمم المتحدة إذا لم توقف الإبادة في غزة؟ فإمّا أن نواجه الإبادة، أو نصبح جزءًا منها، كما تضيف: هل فعلاً سقط المجتمع الدولي إلى هذا الحضيض؟ وما هي مسؤولية الولايات المتحدة وبقية الدول صاحبة القرار الدولي عن هذا السقوط؟

للأسف، لقد سقطت الأمم المتحدة، وحادت عن الأهداف التي أُسست من أجلها، ولم تعد تشكل الضمان للأمن والسلم العالميين.
نحن اليوم في مرحلة تشبه تماماً مرحلة سقوط عصبة الأمم.
العالم اليوم بحاجة لبديل عالمي عن ما يسمى بالأمم المتحدة، بديل يتناسب مع العالم الجديد، متعدد الأقطاب، ويتوازن مع مصالح شعوب القارات الخمس.

الرئيس الأميركي ترامب يروّج لصفقة جديدة جزئية لهدنة مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الصهاينة... ما الجديد الذي حملته هذه المبادرة عما جاء في ورقة ويتكوف التي رفضتها المقاومة؟ وهل الظروف الضاغطة قد تجبر المقاومة على قبولها هذه المرة؟

شخصياً، أعتقد أن المقترح الذي يروّج له ترامب اليوم هو جزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران، ونتيجة للرد الإيراني على العدوان الصهيوني.
صحيح أن المقترح يتقاطع مع ورقة ويتكوف، ولكن هناك فروقات جوهرية تستجيب جزئياً لشروط المقاومة، مثل: توزيع الإفراج عن الأسرى والجثامين على مدار الستين يوماً، وإشراف المنظمات الدولية على توزيع المساعدات.

الرئيس الأميركي يجاهر بأنه يمارس الخداع وتضليل الأطراف الأخرى التي يفاوضها أو يتعامل معها ضمن أي صفقة يسعى إليها... فكيف يمكن أن يتعامل الفلسطينيون مع شخصية كهذه؟ وهل يمكن المراهنة على وعوده والضمانات التي يقدمها لمواصلة الصفقات الجزئية دون الالتزام بوقف شامل ونهائي لإطلاق النار؟

صحيح أن ترامب مثل شباط، ما عليه رباط. وهذا يعني أن لا رهان على الضمانات الأميركية أو المصرية أو القطرية، وقد يتم خرق الاتفاق حتى قبل انتهاء الستين يوماً.

لكننا نأخذ بالاعتبار، أولاً، أن الهدنة كما هي مطلب وحاجة فلسطينية، فهي أيضاً مطلب وحاجة للكيان الصهيوني، خصوصاً بعد الضربة التي تلقاها من إيران.

ثانياً، أن الهدنة ضرورية لترتيب البيت الفلسطيني المقاوم سياسياً، وهنا أقصد بناء جبهة المقاومة الفلسطينية من فصائل المقاومة، وعلى قاعدة القيادة الجماعية والشراكة الحقيقية في القرار، ودون هيمنة أو تفرد لأي فصيل، كقيادة مؤقتة لشعبنا الفلسطيني، والطلاق النهائي مع نهج التنازل والتفريط، ورموز هذا النهج في الساحة الفلسطينية. وفي هذا أنصع رد على سؤال اليوم التالي.

/انتهى/

رمز الخبر 1960252

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha