ونقلت وكالة مهر للانباء عن صحيفة الشرق الاوسط اللندنية ان الجماعة الإسلامية قالت في بيان لها حول «الأخطاء الشرعية التي وقعت فيها «القاعدة» وهي تفتي بقتل السفير المصري , إن الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها «القاعدة» عندما تنتهج مثل هذا السبيل في محاربتها للاحتلال كانت واضحة لكل ذي عينين، وإن استراتيجيتهم تقوم على تبني أهداف مستحيلة الوقوع ثم سلوك أوعر الطرق وأشدها لبلوغ هذه الغايات المستحيلة».
وقالت الجماعة إن غرض «القاعدة» في بغداد لا يتوقف عند حد إجبار المحتل على الرحيل، بل إنهم يضيفون على ذلك محاولة إفناء الشيعة أو استبعادهم من الخارطة السياسية هناك، على كثرتهم في العراق، ومثل ذلك تحاوله مع الأكراد، ثم هي تسعى إلى قتل كل من يخالف استراتيجيتها هذه من دون تفريق بين عدو ومحتل ورعايا دول لا جيوش لها قط على أرض العراق، وبين دول تؤيد الاحتلال و دول ترفضه، ولا بين دول تسعى لتمزيق العراق وأخرى ترفض ذلك، فرعايا كل هذه الدول ولو كانوا من المدنيين يمكن أن يصبحوا أهدافا لعمليات «القاعدة» هناك، بل إن كثيرين منهم تعرضوا للقتل أو الخطف حتى وإن كانوا مجرد صحافيين تساهم تغطيتهم الصحافية في فضح فظائع الاحتلال الأميركي هناك».
وأضافت الجماعة: إنه في هذا السياق يأتي استهداف السفير المصري ليثير علامات استفهام كبيرة لأن الموقف المصري كان رافضا للاحتلال الأميركي ـ البريطاني للعراق لأسباب عديدة، ثم إن مصر أيضا من الدول التي ترفض تهميش السنة في العراق، كما أنها من الدول التي تأبى أن يقسم العراق.
وأضافت الجماعة متساءلة «لماذا لا تستفيد «القاعدة» من أخطائها السابقة، فقد سبق لها تفجير السفارة المصرية في باكستان بنفس الحجة التي قتلوا بها السفير المصري في بغداد، فلم يؤد ذلك إلى تحقيق المصالح التي يطمعون في تحقيقها، بل زادت المفاسد. وسبق لهم أن استهدفوا أميركا في عقر دارها وفي سفارتها فما حققوا أهدافهم، بل أدى ذلك إلى قتل وتشريد المسلمين من أبناء الحركات الإسلامية عامة، و«القاعدة» خاصة، وإلى سقوط دولة أفغانستان المسلمة وإلى احتلال العراق الذي يشكو منه اليوم تنظيم «القاعدة»، فضلا عن الهجمة الشرسة التي تعرض لها الإسلام، والتي لم يسبق لها مثيل. فلماذا يكررون الأخطاء؟ ولماذا لا يحاول تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين ترشيد أعماله، وكف سيوفه عمن لا يقاتله، ولا يحتل أراضيه قبل أن تتكاثر عليهم الأعداء وقبل أن ينفض الناس من حولهم؟».
وقال البيان «إن الزرقاوي وأمثاله لا يحركون ساكنا للشريعة الغراء ولا لقول النبي (ص) وهو يطوف بالكعبة قائلا: «ما أطيبك وأطيب ريحك وما أعظمك وأعظم حرمتك. والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه». وأكد البيان أن «قتل الأنفس المسلمة وبدم بارد وبحجة واهية ليس من الإسلام في شيء وهو أكثر شيء يجعل عوام المسلمين قبل خواصهم يعادون الحركات الإسلامية ويشككون في مصداقيتها في تغيير مجتمعاتهم إلى الأفضل».
وقال «إن الله لم يشرع الجهاد لقتل المسلمين ولكن لحمايتهم، ولم يشرعه لحصد الآلاف منهم بالسيارات الملغومة ولكن لإعزازهم، ولم يشرعه لخطفهم وذبحهم وتوزيع صورهم على الإنترنت، ولكن لنشر الأمان بينهم»، مشيرا إلى أن «قتل آلاف المسلمين في العراق وقتل السفير المصري لا يمت للجهاد الذي شرعه الله بصلة، فالجهاد ليس هو قتل الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ حتى وأن كانوا غير مسلمين فكيف إذا كانوا مسلمين؟».
وأضاف البيان: إن قتل السفير المصري في بغداد هو جريمة كبيرة من جرائم الزرقاوي، وحتى يعلم الخاصة والعامة أن الزرقاوي وجماعته هم من أهل التكفير الذين يكفرون المسلمين جميعا، بل يكفرون معظم الحركات الإسلامية الأخرى من دون سند من الشرع ومن دون دليل.
ومن جهتها قالت جماعة «الجهاد» في بيان لها «لقد فوجئنا بمقتل السفير إيهاب الشريف».
ووصف البيان جريمة القتل بأنها «حادث أليم نرفضه ولا نقره بحال. فقد حرم الإسلام قتل المدنيين تحريما قاطعا سواء الأطفال أوالنساء أوالرهبان في البيع والصوامع، كما حرم قتل السفراء والرسل كذلك، طالما أن هؤلاء لم يشاركوا في الحرب ضد المسلمين، والأدلة على ذلك معروفة ومتوافرة في كتب الفقه وهي من المسائل المتفق عليها بين علماء المسلمين».
وأهابت جماعة الجهاد المصرية بالجميع أن يتقوا الله في الدماء والأنفس البريئة وعدم التسرع في إهدار الدماء، موجهة النصيحة إليهم بالاحتياط في ذلك أشد الاحتياط./انتهى/
تعليقك