ولا شك ان من حق كل دولة ، عربية كانت ام غير عربية ان تمتلك الطاقه الذرية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي هي بدورها تكفل هذا الحق لكل اعضائها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ان هذه السياسة العربية جاءت من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل اجيالها التي سوف تكون بأمس الحاجة لمثل هذه الطاقة في الاعوام القادمة ام هي رسالة موجهة للمجتمع الدولي واميركا بالتحديد ومفادها ان على هذا المجتمع ان ينهض لمواجهة ايران وحرمانها من هذا الحق.
فالدول العربية خاصة في الخليج الفارسي هي بعيدة كل البعد عن امتلاك ادنى مقومات الحصول علي التقنيات المتعلقة بالطاقة النووية وبالتالي هي غير مؤهلة لان تصبح قوة نووية تعتمد على امكانياتها الذاتية والمحلية.
وبما ان جل هذه الدول ليس لديها امكانيات محليه للقيام بهذا العمل المعقد اي توفير المعدات المتعلقه بالطاقه النوويه فكيف تسمح لنفسها ان تتحدث عن ضرورة امتلاكها اكثر التقنيات تعقيدا في العالم مثل الطاقة النووية؟
اذن فان الرسالة واضحة وهي ان الدول العربية التي بدأت تتحدث عن الطاقة النووية شأنها شأن ايران لا تريد امتلاك الطاقة النووية بل تريد ان توحي للعالم بان الدول العربية في الخليج الفارسي تدعو الدول الاوروبية والعالم الى التصدي لايران لمنعها من استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية .
والحقيقة ان ليس لدى العرب نظرة بعيدة المدى تمكنها من وضع خطط تنموية لتصبح في مواكبة الدول المتقدمة التي ستلجأ في المستقبل الى استخدام طاقات بديلة للطاقة الاحفورية ، بل ان قادة العرب اصلا متقوقعون في مشاكلهم الداخلية والسباحة في مستنقع اللذات والبذخ والاسراف حيث لا يستطيعون الخروج من هذا المستنقع.
ان ايران بلد خطى خطوات هامة في مجال التقنيات النووية دون الاستعانة بخبرات اجنبية ولا يمكنها ان تتراجع عن هذه الخطوات مهما كلفها الامر بيد ان العرب مازالوا بعيدا عن التقنيات الحديثه بشتى صنوفها .
ومن المؤسف ان الدول العربية في المنطقة وبدلا من ان تشجع ايران على استمرار نهجها الانساني الرامي الى تطوير وتنويع طاقاتها تشجع الغرب على مضايقة ايران والضغط عليها لحرمانها من اي تقدم يخدم مصلحة شعبها وشعوب المنطقة خاصة الشعوب الاسلامية.
ولو لم تكن ايران تقع في منطقة متخلفة تحيطها دول لاتهتم بمستقبل شعوبها لكانت اليوم اكثر تقدما وتطورا مما هي عليها ولكن مع الاسف ان التخلف الفكري والثقافي السائد في المنطقة العربية جعلها تسير ببطء نحو التنمية والازدهار.
كما ان الاعلام العربي في الدول العربية المتخلفة فكريا والتي وضعت مواردها النفطية تحت تصرف الارهابيين لقتل الابرياء في العراق بات منذ فترة يشن هجوما اعلاميا موجها ضد ايران لحشد الراي العام العالمي والاسلامي ضد برامج ايران النووية السلمية.
فرغم العربدة الاعلامية العربية واستنجاد الدول العربية باميركا والغرب لمنع ايران من امتلاك الطاقة النووية فان ايران تتحرك باتزان وحكمة وحصافة بعيدا عن الغوغائية حتى تحقق اهدافها المشروعة التي رسمتها منذ عقدين من الزمن.
ولا شك ان اميركا والدول الاوروبية وبسبب تسارع الاحداث في المنطقة ليست في وضع يسمح لها ان تتصدى لبرامج ايران النووية السلمية وتقوم باي عمل يعرقل مسيرة التقدم والازدهار في ايران.
وجل المحللين في العالم يرون ان العراق هو آخر محطة للجنود الاميركان وآخر حروب اميركا انتهت في العراق وايران ليست لقمة سائغة يبتلعها الاميركان والغرب بسهولة ولا توجد اي خطة للاميركان للاعتداء على ايران ومن دواعي السرور فان العرب يرون فقط قمة الجبل الجليدي .
حسن هاني زاده – خبير الشوون الدولية بوكالة مهر للانباء
بدأت الدول العربية في الخليج الفارسي العزف على وتر الطاقة النووية واخذت تردد مقطوعة اسطوانتها المشروخة الا وهي اذا ما حصلت ايران على الطاقة النووية فالعرب ايضا سينتهجون نفس المنهج وهذا يعني اما حرمان ايران من هذه الطاقة من خلال الضغوطات الدولية او اتجاه الدول العربية نحو امتلاك التقنية النووية.
رمز الخبر 451080
تعليقك