واعتلال صحه الرئيس العراقي والقائد التاريخي السيد جلال الطالباني وكذلك أمل الشيعة وقائدهم الفذ آية الله السيد عبدالعزيز الحكيم وذهابهما الى الولايات المتحدة لغرض العلاج لم يكن امرا مفاجئا بل خطة مدروسة وضعتها اميركا بمساعده بعض الانظمة العربية العميلة بغية خلط الاوراق واعادة الاقلية والبعثيين الى الحكم.
فالرئيس جلال الطالباني الذي كان يتسلق الجبال الشاهقة في شمال العراق كما تتسلقها الغزلان مستحيل ان يصاب بمرض ولكن صحته تدهورت بشكل مفاجئ وذهب الى الاردن لتلقي العلاج هناك وهذا خطأ قاتل ارتكبه اولئك الذين يحيطون بالرئيس مام جلال. وهنا نناقش عدة اسئلة تتعلق بالموضوع :
السؤال الاول : هل تلقى الرئيس الطالباني وبايحاء من ال " سي آي ايه" مصل من الاطباء الاردنيين يقضي على كريات الدم بشكل بطئ كما طبق الامر على رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ؟.
الجواب : هذه الفرضية قد تكون واردة اذا ما قدمنا تحليلا موضوعيا ودخلنا الى متاهات السياسة الاميركية المعقدة.
السؤال الثاني : كيف يمكن ان تتدهور صحة السيد عبدالعزيز الحكيم بحيث اضطر ان يذهب الى اميركا لاجراء فحوصات طبية وهل من الممكن لهذا الرجل ان يمرض بشكل مفاجئ رغم انه لم يعرف المرض طيلة حياته؟.
قد يكو ن الامر مستغربا بعض الشيء والمرء قد يتساءل ما علاقة مرض السيدين الحكيم والطالباني بالادارة الاميركية؟.
الجواب واضح وهو انه منذ فترة ومن خلال الزيارات المكوكية التي قام بها نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى المنطقة واجتماعه بحكام الانظمة العربية وضعت اميركا خطة لتقسيم العراق واعادة الاقلية والبعثيين الى الحكم استرضاء لبعض الانظمة العربية التي لا ترغب بان يكون للشيعة والكورد مشاركة فاعلة في صنع القرارات العراقية والاقليمية.
ولكن وجود القادة التاريخيين والعارفين بتعقيدات السياسة الاميركية يحول دون تنفيذ هذه الخطة ولذا فان التخلص من هؤلاء القادة بات امرا لا بد منه.
ولهذا السبب من غير المستبعد ان تقوم اميركا باعطاء العقاقير لهؤلاء القادة عبر عملائها بحيث يؤدي مفعولها الى القضاء عليهم بشكل تدريجي.
فقد كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الجزائري هواري بومدين خير دليل على ذلك حيث انهما كانا ضحية هذه اللعبة الاميركية القذرة التي ترى ان القادة المخضرمين هم السد المنيع امام تنفيذ خططهم الرهيبة.
وجاءت عملية اغتيال الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم والشهيد عزالدين سليم والمحاولة الاخيرة لاغتيال الدكتور احمد الجلبي ضمن المخططات الاميركية لتصفية القادة التاريخيين في العراق الذين يدافعون بذكاء وحنكة عن حقوق الاغلبية في العراق.
وبما ان قادة الاقلية في العراق يصولون ويجولون في العراق وخارجه لم يصبهم لحد الآن اي مكروه ولم يتعرضوا حتى الى لسعة نملة.
لا شك ان اعتلال صحة السيد عبدالعزيز الحكيم والسيد جلال الطالباني ليس قضاء وقدر بل يجب وضع علامات استفهام لها.
وبما ان الاعمار بيد الله وحده ولكن علينا ان نترك التفاؤل وننظر الى السياسة الاميركية في العراق والمنطقة بنظرة تشائمية لان اميركا لا يهمها اصدقائها بل يهمها مصالحها في المنطقة والعالم ولا يوجد صديق دائم للادارة الاميركية.
اذن السيناريو الاميركي بعد التخلص من القادة التاريخيين يندرج في اطار تقسيم العراق وتهميش دور الشيعة والاكراد وتسليم مفاتيح الحكم الى الاقلية والبعثيين لان قادة الانظمة العربية تتطلع الى استضعاف العراق وجعله بلدا هشا لا يستطيع ان يترك اثرا على المنطقة.
كما ان جعل بعض الانظمة العربية المتخلفة اوصياء على العراق يأتي ضمن سياق هذا السيناريو الاميركي.
وقد يكون هذا التحليل نابعا عن النظرة التشائمية للسياسة الاميركية ولكن كل شيء وارد في الاروقة السياسية الاميركية لان اميركا لا ترحم عدوها ولا صديقها علي حد سواء.
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
تبين ان الادارة الاميركية وضعت خطة قذرة الهدف منها اقصاء القادة التاريخيين في العراق لاخلاء الساحة السياسية لعناصر النظام البائد وارجاع العراق الى ما كان عليه ابان الحكم الصدامي البائد.
رمز الخبر 490073
تعليقك